Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفد تجاري بريطاني يطرق أبواب السعودية بحثا عن الاستثمار المشترك

ريشي سوناك يؤكد فرصاً هائلة اقتصادية بين البلدين وحجم التبادلات التجارية يصل إلى 20.8 مليار دولار

الوفد التجاري البريطاني هو الأكبر منذ أكثر من عقد من الزمن (المصدر مجلس الوزراء البريطاني عبر منصة أكس)

ملخص

كشف رئيس الوزراء البريطاني عن أن قيمة التبادل التجاري بين بلاده والرياض تزيد على 17 مليار جنيه استرليني (21 مليار دولار)، علاوة على عيش ما يقارب 25 ألف بريطاني في السعودية اليوم

يزور العاصمة السعودية الرياض وفد تجاري بريطاني هو الأكبر منذ أكثر من عقد من الزمن، للمشاركة في مؤتمر مبادرة "معاً لمستقبل عظيم" بمشاركة نائب رئيس الوزراء البريطاني أوليفر دودن ووزراء بريطانيين وعدد من الوزراء السعوديين إلى جانب 800 مشارك من القطاعين الحكومي والخاص في البلدين، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين في قطاعات واعدة، وتطوير التجارة والاستثمار المتبادل.

وقالت الحكومة البريطانية في بيان إن مسؤولين تنفيذيين من شركات بينها "أتش أس بي سي" و"الخطوط الجوية البريطانية" من بين أكثر من 450 رجل أعمال بريطاني يحضرون القمة التي قالت إنها تضم أكبر وفد تجاري أرسلته منذ أكثر من عقد من الزمن.

شراكة عميقة

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في مستهل مؤتمر مبادرة "غريت فيوتشرز" عبر تقنية الفيديو، "إننا ندشن اليوم المرحلة التالية من الشراكة العميقة والمتنامية بين السعودية والمملكة المتحدة. وخلال اليومين المقبلين، سنستمع إلى القادة والشركات السعودية حول كيفية تحويل رؤية 2030 إلى حقيقة، والفرص الهائلة التي توفرها لنا جميعاً".

وأضاف سوناك، "أعلم أن الشركات البريطانية هنا ستستمتع بفرصة عرض أفضل ما تقدمه بلادنا"، مشيراً إلى أن المملكة المتحدة تتفوق عالمياً في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وقد تخرج في الجامعات البريطانية آلاف السعوديين في تخصصات التمويل والأزياء وبيع المنتجات الفاخرة وغيرها.

وكشف رئيس الوزراء البريطاني عن أن قيمة التبادل التجاري بين بلاده والرياض تزيد على 17 مليار جنيه استرليني (21 مليار دولار)، علاوة على عيش ما يقارب 25 ألف بريطاني في السعودية اليوم، مضيفاً أنه "منذ يونيو (حزيران) 2022، وقت إطلاق نظام الإعفاء الإلكتروني الجديد من التأشيرة، رحبت بريطانيا بأكثر من 400 ألف سعودي".

وقال نائب رئيس الوزراء أوليفر دودن، "نفتح أسواقنا أمام بعضنا بحيث يتدفق الاستثمار والصادرات والسياحة والتعاون في كلا الاتجاهين"، مشيراً إلى دعم المملكة المتحدة لـ "رؤية 2030" للسعودية لتعزيز تنويع الاقتصاد بعيداً من النفط.

وأضاف نائب رئيس الوزراء، "بريطانيا لا تؤيد ’رؤية 2030‘ وحسب، بل نريد أن نكون جزءاً منها".

توسيع الشراكة

وخلال مشاركته في المؤتمر قال وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد القصبي إن مؤتمر مبادرة "معاً لمستقبل عظيم" يعكس الرؤية المشتركة والالتزام بمواصلة تعزيز وتوسيع الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مضيفاً أن مؤتمر هذا العام يأتي تتويجاً للإنجاز الكبير الذي حققته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية التابعة للمجلس الاستراتيجي السعودي - البريطاني بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.

وأوضح القصبي أن "الشراكة تغطي أكثر من 60 مبادرة موزعة على 13 قطاعاً من اقتصاداتنا، وحقائقها تتحدث عن نفسها من عام 2018 إلى عام 2023، إذ كان إجمال التجارة البينية بين بلدينا ينمو بأكثر من الثلث متجاوزاً 79 مليار جنيه إسترليني (99.20 مليار دولار)، ويقابل النمو وتدفق التجارة نمو واستثمار أجنبي مباشر في عام 2022 وحده، إذ يقود تدفق الاستثمارات البريطانية إلى الاقتصاد السعودي أكثر من 4.3 مليار جنيه إسترليني (5.40  مليار دولار)".

 وأضاف، "ترتكز علاقاتنا الاقتصادية الثنائية القوية على روابط تعليمية وثقافية قوية، ففي الأعوام الدراسية بين 2021 و2023 كان هناك 14 ألف طالب يتابعون تعليمهم العالي في التجارة والاستثمار الحالي في المملكة المتحدة".

وقال القصبي إن "الاتجاهات واعدة أكثر حتى اليوم، وهناك أكثر من 1100 ترخيص نشط للمستثمرين في المملكة المتحدة من مشاريع الغيغا التي سيشاهدها جميع الرؤساء التنفيذيين والقادة الموجودين معنا اليوم".

ولفت وزير التجارة إلى إعادة تشكيل الاقتصاد السعودي ودمج سلسلة التوريد العالمية في السياسة والإصلاحات التنظيمية، مشيراً إلى إزالة العوائق أمام ممارسة الأعمال التجارية في السعودية.

"رؤية 2030"

وفي جلسة حوارية ضمن المؤتمر قال وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح إن بلاده والمملكة المتحدة تقودان أكثر من 20 اقتصاداً حول العالم، مبيناً أن "رؤية 2030" توجه المسار نحو التنوع الاقتصادي والابتكار، وتهدف إلى زيادة الاستثمارات بأكثر من 3.3 تريليون ريال (880 مليار دولار)، وأن السوق المحلية أصبحت من أولى 10 أسواق حول العالم.

وقال الفالح إن المؤتمر يوفر للمشاركين البريطانيين الفرصة لاستكشاف إمكانات الاستثمار في السعودية، وتطرق إلى توجهات كثير من الشركات حالياً لاختيار السعودية محتضنة للاستثمارات الواعدة، وأن هناك 52 في المئة من هذه الاستثمارات من المملكة المتحدة.

وشرح أن هذا المؤتمر ليس حدثاً مستقلاً بل هو عبارة عن حملة مدتها عام كامل، تتبعه اجتماعات عمل وبعثات تجارية وندوات وورش عمل على مدار العام، موضحاً أن الخطة التي وُضعت تتضمن 60 مبادرة تغطي 17 قطاعاً، مضيفاً "وضعنا بعض المعالم و’رؤية 2030‘ هي التي توجه أمتنا نحو التنوع والابتكار، وهناك إمكانات هائلة في جميع القطاعات في السعودية، لذا فإن الفرصة كبيرة".

ولفت إلى أن المملكة المتحدة هي ثاني أكبر مصدر للخدمات في العالم، مضيفاً "ننظر في هذه الخدمات من صحية وتعليمية وثقافية ورياضية وترفيهية وتأمين مالي، وأعتقد بأن هناك إمكانات هائلة في هذا القطاع من الخدمات".

دور بريطاني في "رؤية 2030"

من جانبه كشف وزير الاستثمار البريطاني دومينيك جونسون عن وجود 70 في المئة من الشركات البريطانية المشاركة في الحدث، مشيراً إلى التطور الكبير والديناميكي في "رؤية 2030"، وأضاف أن اقتصاد السعودية تمكن من تحقيق نسبة نمو هائل منذ عام 2017 وحتى الآن، ونما بنسبة 68 في المئة، متوقعاً مزيداً من النمو خلال المرحلة المقبلة وصولاً إلى عام 2030.

وتابع جونسون، "أعتقد أن المملكة المتحدة يمكن أن تلعب دوراً هائلاً في تحقيق ’رؤية 2030‘ بطريقة تعود بالنفع على البلدين، وتضعنا على الطريق الصحيح لتعميق تلك العلاقة على مدى الأجيال المقبلة".

وتابع الوزير البريطاني، "عندما أنظر إلى حجم الأحداث الرياضية والثقافية التي تحدث في السعودية فإن الأمر يخطف الأنفاس، بدءاً من ’فورمولا-1‘ التي تُقام في السعودية، ومروراً بالرياضات الإلكترونية، ووصولاً إلى ’فورمولا-إي‘".

العلاقات السعودية - البريطانية

 وتسعى المملكة المتحدة إلى الاستفادة من علاقتها مع السعودية لكسب الأعمال التجارية للشركات البريطانية في البلاد، مع جذب الاستثمارات مرة أخرى إلى بريطانيا، وجرى التركيز بشكل خاص خلال الأشهر الأخيرة على مجال الذكاء الاصطناعي، إذ دعت المملكة المتحدة المسؤولين السعوديين للمشاركة في قمة عالمية للذكاء الاصطناعي استضافها ريشي سوناك العام الماضي، وتأمل بريطانيا أيضاً في الاستفادة من خطط السعودية للتنويع الاقتصادي في مجالات مثل الخدمات المالية والتعليم العالي، وهي مجالات تتمتع المملكة المتحدة فيها بالخبرة.

وزادت التجارة بين السعودية والمملكة المتحدة إلى 16.5 مليار جنيه إسترليني (20.8 مليار دولار) عام 2022، مقارنة بـ12.1 مليار جنيه إسترليني (15.25 مليار دولار) عام 2018.

بريطانيا ودول الخليج

وتأتي القمة على خلفية المحادثات الجارية بين المملكة المتحدة والدول الأعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي حول إبرام اتفاق تجاري.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي تعادل سابع أكبر سوق تصدير للمملكة المتحدة عام 2022، إذ بلغ إجمال حجم التجارة 61 مليار جنيه إسترليني (77 مليار دولار)، وفقاً لأرقام الحكومة البريطانية.

ويعد مؤتمر مبادرة "معاً لمستقبل عظيم" الذي سيعقد يومي الـ 14 والـ 15 من مايو (أيار) الجاري في مركز الملك عبدالله المالي ضمن مبادرات مجلس الشراكة الإستراتيجي السعودي - البريطاني، ويهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين في قطاعات واعدة، إضافة إلى تطوير التجارة والاستثمار المتبادل.