ملخص
التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية تتضمن تفاصيل استخباراتية دقيقة تظهر تعقب زاهدي خلال تنقلاته في إيران وحتى وصوله إلى سوريا.
يتواصل في إسرائيل الاهتمام بملف اغتيال القيادي في "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، محمد رضا زاهدي والكشف عن مزيد من تفاصيل عملية اغتياله، التي تعتبرها تل أبيب واحدة من أدق وأهم عمليات الاغتيالات التي نفذت في السنوات الأخيرة وتستهدف شخصية إيرانية بارزة.
وتناقلت وسائل إعلام إسرائيلية معلومات جديدة عن اغتياله حرصت من خلالها على إبراز عمق وجود الاستخبارات في مناطق بعيدة ودقة تنفيذ العمليات واختيار الهدف في الوقت الذي تعرضت فيه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى انتقادات كبيرة بعدما عرضت الولايات المتحدة على إسرائيل تقديم معلومات حول مكان وجود قائد "حماس" في غزة يحيى السنوار مقابل عدم تنفيذ عملية رفح. إذ تصدر النقاش الإسرائيلي هذا الموضوع من خلال طرح التساؤل حول كيفية عدم معرفة الاستخبارات الإسرائيلية خلال سبعة أشهر من وجودها في غزة مكان اختباء السنوار بينما الاستخبارات الأميركية تعرف ذلك، ووجه البعض تهمة الإخفاق لجهاز الاستخبارات، لتعود بشكل مفاجئ وتتصدر العناوين مواضيع تؤكد نجاح وقدرات الاستخبارات العسكرية وبينها اغتيال زاهدي.
قائمة الأهداف
التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية تتضمن تفاصيل استخباراتية دقيقة تظهر تعقب زاهدي خلال تنقلاته في إيران وحتى وصوله إلى سوريا والمسار غير الاعتيادي الذي اتخذه في سفره من إيران إلى سوريا حيث كان يدرك أنه في قائمة الأهداف الإسرائيلية حتى وصوله المكان الذي حددته إسرائيل واستعدت لتنفيذه في الوقت المناسب، بحسب التقارير الإسرائيلية، ونجحت في اغتياله داخل القنصلية الإيرانية في سوريا.
بحسب ما روجت وسائل إعلام إسرائيلية فإن زاهدي، حاول التحايل لمنع عملية اغتياله سواء في تنقلاته بين محطة وأخرى أو في الوصول إلى القنصلية باعتبار أنها مكان آمن لا تتعرض لعمليات إسرائيلية.
وجاء في التقارير الإسرائيلية أنه شارك قبل يوم من اغتياله في لقاءين تحدث فيهما أمام مجموعة من الحضور أنه ينوي السفر إلى سوريا للمشاركة باجتماع في الأول من أبريل (نيسان)، وقام بداية بزيارة أحد أصدقائه في طهران حيث يوجد عدد من الأشخاص، بحسب موقع "واي نت" بينهم عناصر من "الحرس الثوري"، وقال إنه ينوي السفر إلى سوريا في اليوم التالي ثم بعد ساعة قاد زاهدي سيارته إلى مشهد، إحدى المدن الكبرى في إيران، وهناك التقى مجموعة وأخبر زاهدي شخصين أنه سيتوجه صبيحة اليوم التالي إلى سوريا.
اقرأ المزيد
- تحقيق إيراني في احتمال تسريب تحركات زاهدي إلى إسرائيل
- من هو محمد رضا زاهدي الذي قتل بضربة إسرائيلية في دمشق؟
- عبد اللهيان يبحث في دمشق تداعيات الهجوم على القنصلية الإيرانية
- مقتل قائدين وعناصر بـ"الحرس الثوري" في ضربة إسرائيلية للقنصلية الإيرانية لدى دمشق
- الرئيس الإيراني: استهداف قنصليتنا لدى دمشق لن يمر من دون رد
اجتماع سري
وتابع التقرير الإسرائيلي، الذي نقل جوانب تفصيلية عن موقع "إيران إنترناشيونال"، قوله إن زاهدي توجه في وقت لاحق مباشرة إلى سوريا في رحلة استغرقت ست ساعات ووصل إلى دمشق للقاء عدد من القادة الإيرانيين باجتماع سري في القنصلية الإيرانية بدمشق.
الزاهدي، بحسب التقرير، وضمن محاولاته لمنع استهدافه بعملية اغتيال من قبل إسرائيل أقلع من مطار مرح آباد في طهران، عند الخامسة صباحاً، على متن طائرة روسية من طراز "أنتونوف An-74" وهبط في القاعدة الجوية الروسية "حميميم" في اللاذقية، التي يحميها نظام الدفاع الروسي "S-300".
ومن هناك واصل طريقه على متن الطائرة نفسها التي هبطت في مطار المزة العسكري في العاصمة دمشق، ومن ثم نقلته سيارة إلى القنصلية حيث هاجمت طائرات إسرائيلية مقاتلة المبنى حيث يعقد الاجتماع الذي شارك فيه زاهدي.
"لعبة مزدوجة"
وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات مصادر استخباراتية وأمنية أن تل أبيب كانت مهتمة بأن يتم الاغتيال داخل القنصلية وليس خارجها. وأضافت المصادر "أن إسرائيل تلعب لعبة مزدوجة، تريد نصب فخ لإيران لحملها على مهاجمتها وتوسيع الحرب إلى حدود الجمهورية الإسلامية، وهذا كان سبباً في الاغتيال".
وأدرجت إسرائيل زاهدي ضمن بنك أهدافها في عمليات اغتيال الشخصيات التي سبق وهددت مسؤوليها، وفي كثير من المرات في تصريحات علنية، بملاحقة شخصيات من "حماس" وأخرى تدعم الحركة وتتعاون معها ولها قسط من المشاركة في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
في ملف زاهدي تدرجه إسرائيل بصفة "العضو الوحيد غير اللبناني في مجموعة المستشارين الكبار لـ(حزب الله) ويخطط وينسق لعمليات ضد تل أبيب".
وجاء أيضاً أنه خلال حرب لبنان الثانية، كان أحد القادة العسكريين لـ"حزب الله" إلى جانب عماد مغنية ومصطفى بدر الدين. وخدم كقائد لـ"فيلق القدس" في سوريا ولبنان، وكان مقرباً للغاية من الحزب.
زاهدي هو الشخصية الإيرانية الأكثر أهمية التي نسب اغتيالها لإسرائيل حتى الآن، بعد القائد السابق لـ"فيلق القدس" قاسم سليماني، الذي قتل في يناير (كانون الثاني) 2020 في عملية اغتيال قامت بها الولايات المتحدة، التي قيل إنها ارتكزت في جزء منها على معلومات استخباراتية إسرائيلية.
وبحسب المتخصص في شؤون "حزب الله" شمعون شبيرا، فقد اعُتبر الزاهدي "مقرباً بشكل خاص لأمين عام (حزب الله) حسن نصر الله، ورجل الاتصال بين نصر الله وطهران وهو ضليع جداً في النشاطات العملياتية للحزب. ومثل شخصيات رفيعة أخرى في فيلق القدس فإنه كان ينتمي للجيل المخضرم الذي شارك في (الثورة الإسلامية) في إيران في نهاية السبعينيات وفي الحرب بين إيران والعراق في الثمانينيات".