Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة تحقق في غارة على رفح أودت بموظف دولي والاتحاد الأوروبي يهدد حكومة نتنياهو

حزمة أسلحة بمليار دولار لإسرائيل و"فيتو" مرتقب من بايدن ضد تمرير أخرى مجمدة

ملخص

قال البيت الأبيض الثلاثاء إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيستخدم حق النقض ضد مشروع قانون بشأن إرسال شحنات الأسلحة المجمدة لإسرائيل إذا أقره الكونغرس.

قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الأربعاء إن المنظمة الدولية فتحت تحقيقاً في غارة غير محددة يوم الاثنين على سيارة تابعة لها في رفح بقطاع غزة قتلت أول موظف دولي منذ بدء الحرب.
وكان موظف الأمم المتحدة، ويبهاف أنيل كالي، وهو ضابط متقاعد من الجيش الهندي، عمل في إدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن، في طريقه إلى المستشفى الأوروبي في رفح مع زميلة أصيبت أيضاً عندما استهدفت ضربة السيارة التي كانت تقلهما. وقالت المنظمة الدولية إن الموظفة المصابة أردنية.
وتتوغل إسرائيل في رفح جنوب قطاع غزة حيث يحتمي أكثر من مليون شخص من الحرب، وتدك قواتها شمال القطاع بأعنف الهجمات منذ أشهر.
وبعد مقتل كالي الإثنين الماضي، كرر غوتيريش "المناشدة العاجلة لوقف إطلاق نار إنساني فوري ولإطلاق سراح جميع الرهائن". وقال إن صراع غزة مستمر في حصد الكثير من الأرواح "ليس من المدنيين فحسب بل أيضاً من العاملين في مجال الإغاثة".
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام أمس الثلاثاء إن الأمم المتحدة شكلت لجنة لتقصي الحقائق لتحديد المسؤول عن الهجوم. وأضاف، "ما زالت التحقيقات في مرحلتها المبكرة ويتم التحقق من تفاصيل الواقعة مع الجيش الإسرائيلي". وأعلن أن هناك 71 موظفاً دولياً تابعاً للأمم المتحدة في قطاع غزة حالياً.
وفي تعليقها الوحيد على الأمر أكدت البعثة الهندية لدى الأمم المتحدة هوية كالي الثلاثاء، وقالت إنها تشعر "بحزن عميق" على فقده.

دعوة أوروبية

من جهة أخرى، دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيل الأربعاء إلى إنهاء عمليتها العسكرية في رفح في جنوب قطاع غزة "فوراً"، محذراً من أن عدم القيام بذلك من شأنه أن يقوّض العلاقات مع التكتل.
وجاء في بيان صادر عن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل باسم التكتل "إذا واصلت إسرائيل عمليتها العسكرية في رفح، سيضع ذلك حتماً ضغطاً شديداً على علاقة الاتحاد الأوروبي بإسرائيل".

السلاح الأميركي

وفيما دعا حلفاء لإسرائيل ومنظمات إغاثة مراراً إلى وقف التوغل البري في رفح حيث تقول تل أبيب، إن أربع كتائب تابعة لـ "حماس" تتحصن هناك، ذكر مسؤولان أميركيان، أمس الثلاثاء، أن وزارة الخارجية حولت حزمة مساعدات أسلحة بقيمة مليار دولار لإسرائيل إلى الكونغرس لمراجعتها. 

وقال أحد المسؤولين لـ"رويترز"، إن أحدث حزمة أسلحة تشمل قذائف دبابات ومورتر ومركبات تكتيكية مدرعة. ويراجع رؤساء وأعضاء لجنتي العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والشؤون الخارجية بمجلس النواب صفقات الأسلحة الأجنبية الكبرى.

وكان الرئيس جو بايدن قال، الأسبوع الماضي، إنه أرجأ شحنة قنابل تزن 2000 رطل (907 كيلوغرامات) و1700 قنبلة زنة 500 رطل إلى إسرائيل لمخاوف من استخدامها في اجتياح واسع النطاق لمدينة رفح في جنوب غزة.

"فيتو" مرتقب

في السياق، أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، نية بايدن استخدام الفيتو لإبطال مشروع قرار طرحه الجمهوريون في مجلس النواب يقضي بإجبار الرئيس على إرسال شحنات الأسلحة المجمدة بسبب الخلافات بشأن غزة إلى إسرائيل.

وقال مكتب الإدارة والميزانية في بيان إن ادارة بايدن تعارض بقوة أية محاولة لتقييد صلاحيات الرئيس وحرية تصرفه، وفقاً للمادة الثانية من الدستور، كقائد أعلى للقوات المسلحة والتي تمكنه من ضمان تماشي المساعدات الأمنية مع أهداف الأمن القومي وسياسية الولايات المتحدة الخارجية.  

وحث بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم اجتياح رفح من دون ضمانات للمدنيين بعد مرور سبعة أشهر على الحرب التي دمرت غزة.

 

ويشكل دعم بايدن إسرائيل في حربها على "حماس" عبئاً سياسياً على الرئيس، خاصة بين الديمقراطيين الشبان، وهو يترشح للفوز بفترة جديدة في المنصب هذا العام.

وكان بايدن قال الأسبوع الماضي إنه سيفكر في حجب أسلحة إضافية إذا هاجمت إسرائيل ما وصفه بالمراكز السكانية في رفح. وأضاف أنه سيواصل تقديم الأسلحة التي يمكن للبلاد استخدامها للدفاع عن النفس، وهي سياسة رددها كبار مستشاريه.

من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء أن 50 شاحنة مساعدات دخلت غزة يوم الأحد، ووصفت هذا العدد بأنه "ليس كافياً".

وأضافت الوزارة أنها ترى أن بالإمكان بذل المزيد من الجهد لمساعدة المواطنين الأميركيين في الخروج من قطاع غزة المحاصر.

وفي تعليق على دخول المساعدات إلى القطاع منذ سيطرة إسرائيل على معبر رفح في السابع من مايو (أيار)، قال فيدانت باتيل المتحدث باسم الخارجية الأميركية "شهدنا دخول 50 شاحنة إلى غزة في 12 مايو. وهذا ليس كافياً". 

توغلت دبابات إسرائيلية في شرق رفح ووصلت إلى بعض المناطق السكنية في تصعيد لهجوم إسرائيل على المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة والتي يحتمي بها أكثر من مليون شخص، فيما قصفت قواتها شمال القطاع في بعض من أشرس الهجمات منذ أشهر.

اعتراض مسيرتين

ميدانياً، قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن إحدى مقاتلاته اعترضت طائرتين مسيرتين اقتربتا من إسرائيل من جهة الشرق.

وأضاف في بيان على تطبيق "تليغرام" أن المسيرتين "لم تدخلا المجال الجوي الإسرائيلي".

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، الثلاثاء، إن "حركة (حماس) تحتجز إسرائيليين في مدينة رفح"، التي بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية في شرقها مؤخراً.

وأضاف في مؤتمر صحافي، أن "قادة الجيش أكدوا لرئيس الأركان هرتسي هاليفي أن هناك مختطفين في المدينة". وتابع قائلاً: "أنا عائد من منطقة رفح، قادة الألوية أكدوا وجود مختطفين بالمدينة، وسنبذل قصارى جهدنا لإعادتهم".

"لا مفاوضات تحت النار"

وقال القيادي في حركة "حماس" محمود مرداوي في تصريحات متلفزة، اليوم الأربعاء، إنه لن تكون هناك مفاوضات حول هدنة في غزة "تحت النار"، مضيفاً أن "الشعب الفلسطيني هو من يقرر من يحكم قطاع غزة".

وأشار إلى أن مصر بذلت "جهوداً مشكورة" للتوصل إلى هدنة في غزة، متهماً إسرائيل بأنها أفشلت الاتفاق.

وتابع: "لا تزال أيدينا ممدودة للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الوسطاء وانقلب عليه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".

غالبية القتلى من النساء والأطفال

كشفت تقديرات للأمم المتحدة عرضت الثلاثاء استناداً إلى أرقام وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة أن النساء والأطفال يشكلون ما بين 56 إلى 60 في المئة أو حتى أكثر من الفلسطينيين الذين قتلوا في القطاع منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).

 

ويأتي هذا التفسير في شكل توضيح بعد أن هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأمم المتحدة مجدداً الإثنين واتهمها بإعطاء مصداقية لإحصائيات حركة "حماس" التي أدى هجومها الدموي على إسرائيل إلى إشعال الحرب المستمرة في غزة.

وكتب كاتس على إكس "أي كان يستخدم بيانات كاذبة من منظمة إرهابية لتعزيز اتهامات بالقتل ضد إسرائيل معاد للسامية ويدعم الإرهاب" ودعا مجدداً الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الاستقالة.

منذ بداية الحرب ومع استمرار ارتفاع عدد القتلى في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الذي يقصفه الجيش الإسرائيلي بوتيرة غير مسبوقة، ظلت مصداقية أرقام وزارة الصحة في غزة موضع تساؤلات من قبل السلطات الإسرائيلية.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن هذه البيانات هي الوحيدة المتاحة وأنها أثبتت دقتها نسبياً خلال الحروب بين إسرائيل وقطاع غزة منذ سيطرة "حماس" على السلطة فيه عام 2007. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" الثلاثاء أن الهجوم العسكري الإسرائيلي أدى إلى مقتل 35173 شخصاً في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر. ولم تحدد حصيلتها نسبة المسلحين بين القتلى.

 

مصر ترفض "لي الحقائق"

اتهم وزير الخارجية المصري سامح شكري الثلاثاء إسرائيل بـ "لي الحقائق" و"التنصل من مسؤولية" الأزمة الإنسانية في غزة، وذلك رداً على تحميل نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس القاهرة المسؤولية عن منع دخول المساعدات إلى القطاع.

وقال شكري في بيان إنه "تعقيباً على تصريحات وزير خارجية إسرائيل المطالبة بإعادة فتح معبر رفح وتحميل مصر مسؤولية وقوع أزمة انسانية في قطاع غزة، تؤكد مصر رفضها القاطع لسياسة لي الحقائق والتنصل من المسؤولية التي يتبعها الجانب الإسرائيلي". وأضاف أن "إسرائيل هي المسؤولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة حالياً".

وشدد وزير الخارجية المصري على أن "السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح والعمليات العسكرية الإسرائيلية في محيط المعبر، وما تؤدي إليه من تعريض حياة العاملين في مجال الإغاثة وسائقي الشاحنات لمخاطر مُحدقة، هي السبب الرئيسي في عدم القدرة على إدخال المساعدات من المعبر".

وقال شكري إنه "يستنكر بشدة محاولات الجانب الإسرائيلي اليائسة تحميل مصر المسؤولية عن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها قطاع غزة، والتي هي نتاج مباشر للاعتداءات الإسرائيلية العشوائية ضد الفلسطينيين لأكثر من سبعة أشهر".

وطالب الوزير المصري الدولة العبرية "بالاضطلاع بمسؤوليتها القانونية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، من خلال السماح بدخول المساعدات عبر المنافذ البرية التي تقع تحت سيطرتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي تغريدة على منصة إكس قال وزير خارجية إسرائيل إنه "تحدث مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حول الحاجة إلى إقناع مصر بإعادة فتح معبر رفح للمساح باستمرار إيصال المساعدات الإنسانية الدولية إلى غزة".

وتشهد مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة اشتباكات وقصفاً إسرائيلياً دفع 450 ألف شخص إلى النزوح منها وفق الأمم المتحدة التي تقول إن "لا مكان آمناً" في غزة.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التصعيد العسكري في رفح بأنه "مروع". ونقل عنه المتحدث باسمه فرحان حق قوله إن "هذه التطورات تعيق بشكل أكبر وصول المساعدات الإنسانية وتؤدي إلى تفاقم الوضع المأساوي"، مندداً في الوقت ذاته بإطلاق الصواريخ على نحو "عشوائي" من جانب حركة "حماس".

إقامة دولة فلسطينية

قال مسؤول السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الدبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط بدأت تُظهر مؤشرات "إرهاق"، ودعا التكتل إلى بذل مزيد من الجهود نحو إقامة دولة فلسطينية.

وخلال زيارة إلى كاليفورنيا، وجه بوريل مجدداً انتقادات حادة إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية، لافتاً إلى أن الغزيين "يموتون ويتضورون جوعاً ويعانون بدرجات لا يمكن تصورها" معتبراً أن ما يجري هو "كارثة من صنع الإنسان".

وجاء في كلمة ألقاها بوريل الإثنين في جامعة ستانفورد ونشرت الثلاثاء "أرى إرهاقاً لدى الجانب الأميركي على صعيد مواصلة الانخراط في البحث عن حل". وقال "نحاول مع العرب الدفع قدماً" لكي نجعل "حل الدولتين هذا واقعاً".

في الأسبوع الماضي صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأييد العضوية الكاملة لدولة فلسطين، في خطوة رمزية عارضتها تسع دول هي الولايات المتحدة وإسرائيل والمجر وجمهورية التشيك والأرجنتين وبالاو وناورو وميكرونيزيا وبابوا غينيا الجديدة.

وفي حين أيدت فرنسا منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، امتنعت ألمانيا عن التصويت ومعها 24 دولة. وأقر بوريل بأن التصويت أظهر "انقساماً كبيراً" في الاتحاد الأوروبي حول غزة، على عكس ما هي عليه الحال بالنسبة للحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى "أسباب تاريخية".

وقال "لكن هذا الأمر لا يعني أنه لا يتعين علينا أن نضطلع بمسؤولية أكبر لمجرد أننا فوضنا الولايات المتحدة البحث عن حل". وكان بوريل، وهو وزير أسبق للخارجية الإسبانية، قد وجه في فبراير (شباط) انتقادات لتدفق الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، مشيراً إلى تصريح للرئيس الأميركي يقر فيه بأن حصيلة القتلى في غزة كبيرة جداً.

المزيد من متابعات