Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إرسال قوات أممية إلى غزة مقترح عربي تنتظره تحديات كثيرة

متحدث أميركي يقول إن الخطوة قد تعيق خطط إسرائيل للقضاء على "حماس"

الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءا مع اقتراب الحرب من نهاية شهرها الثامن (أي أف بي)

ملخص

القمة العربية الأخيرة في المنامة طالبت بنشر قوات سلام دولية في غزة إلى حين إنجاز حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جذريا. ثمة تحديات عديدة تواجه إرسال تلك القوات ليست لوجستية أو مادية بقدر ما ترتبط بتوجهات أطراف الحرب من جهة، والدول المعنية بإنهاء القتال المستمر في القطاع ولكنها تتباين في رؤيتها.

دعوة القمة العربية الأخيرة لإرسال قوات أممية إلى غزة لحين تطبيق حل الدولتين وإنهاء الصراع في الشرق الأوسط لم تلق ردا أميركيا مشجعا فالمتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل قال إن تلك القوات يمكن أن تشوش على مهمة إسرائيل في القضاء على حركة "حماس" وبالتالي تخلق مقاربات ميدانية ليست مفيدة في الوقت الحالي.

لم يغلق باتيل الباب تماما، ولفت إلى أن الدعوة العربية تحتاج لدراسة أكثر من قبل الإدارة الأميركية ولكن تعليقه السريع خلال مؤتمر صحفي عقب انتهاء قمة المنامة مباشرة خلق جملة استفسارات إزاء موقف البيت الأبيض مما تشهده غزة اليوم ولماذا يمكن أن تعترض واشنطن على إرسال قوات أممية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع؟

يرى محللون أن الولايات المتحدة وحتى إسرائيل يمكن أن تكون منفتحة على إرسال قوات أممية إلى غزة بعد انتهاء الحرب هناك وليس الآن ولكن حتى في ذلك الحين لن يكون قبول واشنطن وتل أبيب به سلسا وسيلحق بجملة من الشروط وهنا إما أن يكتسي غايات أخرى أو يفرغ من محتواه ليتحول إلى آلية لإطالة أمد الصراع بدلا من إنهائه.

قبل القمة بأيام نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا حول الدعوة الأميركية لعدد من الدول العربية من أجل إرسال قوات إلى غزة وإدارة شؤون القطاع بعد انتهاء الحرب. خرج رفض رسمي وعلني لتلك الدعوة من العواصم المعنية أو بتعبير آخر ربط الأمر باعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطين أولاً وفق مصادر الصحيفة.

رفض إسرائيلي متوقع 

في قمة المنامة تبلور موقف عربي أكثر وضوحا من المساعي الأميركية بترتيب اليوم التالي لحرب غزة واقترحت الجامعة العربية إرسال قوات أممية إلى الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، لتفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتضبط الأمن في تلك المناطق إلى حين إتمام حل الدولتين على أساس المرجعيات الأممية المعروفة.

يريد العرب إرسال قوات حفظ سلام اليوم إلى فلسطين ولكن أميركا ومعها إسرائيل ترغبان بقوات عربية تدير قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. الفرق كبير بين الدعوتين ولكن المقاربات في السياسة من وجهة نظر الكاتب والباحث في الشأن الفلسطيني أكرم عطالله ليست مستحيلة إذا ما أخذت معطيات الميدان والاقتصاد بعين الاعتبار.

يقول عطالله في حديث مع "اندبندنت عربية" إن إسرائيل تعيش اليوم أزمة في إنهاء الحرب وفي تخطيط اليوم التالي لها. تقارير مختصة في تل أبيب تحذر حكومة بنيامين نتنياهو من كلفة باهظة لإعادة احتلال غزة تصل إلى نحو 6 مليارات دولار سنويا وفي الوقت ذاته تزداد المطالبات الدولية لإسرائيل بعدم اجتياح رفح.

يلفت عطالله إلى أن إرسال قوات دولية إلى الأراضي الفلسطينية لطالما كان مطلب السلطة ولكن إسرائيل ترفض دائما خشية من تدويل القضية الفلسطينية "موقف تل أبيب لن يتغير بسبب مأزقها في غزة اليوم ولكنه قد يتزحزح إن بقيت السلطة خارج المشهد وتحولت إدارة القطاع إلى المجتمع الدولي والقوات الأممية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"حماس" والتمثيل الفلسطيني

بعيدا عن موقف إسرائيل يواجه المقترح العربي رفضا مسبقا من حركة "حماس" التي تعتبر أي قوات دولية وحتى عربية في القطاع بمثابة "عدو لها"، هكذا رد مسؤول فيها على الأمر قبل شهر أو أكثر من انعقاد قمة المنامة. وما وقع خلال الشهر الأخير لن يحمل أي تغيير في موقف الحركة التي يقول الرئيس الفلسطيني إنها قدمت ذريعة لإسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لـ"مهاجمة غزة والإمعان في قتل وتهجير أهلها".

يعتقد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. أحمد مجدلاني أن موقف حركة "حماس" اليوم من مقترح إرسال قوات حفظ سلام إلى غزة يعتمد على نوعية هذه القوات منوها إلى أن الحركة تسعى اليوم لوقف إطلاق نار دائم في القطاع وهي معنية بأمن الشعب الفلسطيني هناك بعد الحرب ذلك لأنه بعد وقف القتال مع إسرائيل لن تكون "حماس" قادرة أبدا على حماية شعب غزة ولا حتى الحفاظ على نفسها ومؤسساتها.

ويشدد مجدلاني في حديث مع قناة تلفزيونية عربية على أن الأولوية اليوم لإنجاز المصالحة الفلسطينية من أجل التعامل مع القرارات والمبادرات الخاصة بوقف الحرب وما بعدها من خلال صوت وهيئة وطنية واحدة وهذا بحد ذاته من أبرز التحديات التي تواجه إرسال قوات حفظ سلام إلى غزة لأن الأمم المتحدة يجب أن تتعامل مع طرفي الصراع في هذه المسألة أي إسرائيل من جهة وممثل رسمي معترف به عن الشعب الفلسطيني.

بالنسبة للاتحاد الأوروبي فإن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين عند الحديث عن أية مبادرات لإنهاء الحرب في غزة أو التعامل مع القطاع في اليوم الذي يليها. وبحسب المتحدث باسم شؤون التكتل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لويس بوينو لا تعترض بروكسل على أي مبادرات دولية لدعم السلطة في هذا الملف.

وأشار بوينو في حديث مع "اندبندنت عربية" إلى أن الاتحاد الأوروبي يرفض إعادة احتلال غزة من قبل إسرائيل ويرى أن الحل الأمثل يكمن في نقل إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية بعد الحرب وهو مستعد لمناقشة كل أشكال الدعم العسكري والمالي للسلطة كي تتمكن من تنفيذ هذه المهمة وتذليل كل التحديات التي تواجهها في هذا السياق.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات