Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تستبعد التدخل العسكري في السودان

توقع بيرييلو أن تكون جولة المفاوضات في منبر جدة هذه المرة مختلفة تماماً

قال بيرييلو إن "وجود الإسلاميين من أنصار النظام السابق في المشهد الحالي يمثل مشكلة كبيرة لواشنطن وللسودانيين" (غيتي)

ملخص

عن المخاوف من تصاعد العنف قرب مدينة الفاشر العاصمة التاريخية لدارفور، قال بيرييلو "أرسلنا تحذيرات شديدة لقوات الدعم السريع من التدخل العسكري في هذه المدينة لما سيترتب عليه من عواقب وخيمة".

فهل ستنجح مساعيه؟

أمل المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو في أن تثمر مساعيه خلال جولته الإقليمية الحالية في استئناف مفاوضات إنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بغرض الوصول إلى وقف إطلاق النار وإسراع الخطى من أجل وضع حد للحرب والأزمة الإنسانية والأعمال الوحشية التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الصراع في أبريل (نيسان) 2023.

 

وتوقع بيرييلو في لقاء مع مجموعة من الناشطين السودانيين بالعاصمة الكينية نيروبي أن تكون جولة المفاوضات في منبر جدة هذه المرة مختلفة تماماً نظراً إلى اختلاف الواقع والعوامل بانضمام الإمارات ومصر والجهود التي يمكن أن يقوما بها لوقف الحرب.

مخاوف وتحذيرات

أشار المبعوث الأميركي إلى أن "وجود الإسلاميين من أنصار النظام السابق في المشهد الحالي يمثل مشكلة كبيرة لواشنطن وللسودانيين نظراً إلى وجود مقاتلين منهم داخل الجيش إلى جانب القادمين من خارج البلاد الذين انضموا للحرب"، لافتاً إلى أن "الإدارة الأميركية تتحدث مع كل الدول الداعمة للصراع المسلح في السودان وترغب في أن يكون لها موقف إيجابي تجاه الشعب السوداني وليس تدخلاً يزيد من كلفة الحرب، من ثم نرى من الضروري أن تكون الإمارات جزءاً من النقاشات التي تتم في منبر جدة".

وعن المخاوف من تصاعد العنف قرب مدينة الفاشر العاصمة التاريخية لدارفور، قال "أرسلنا تحذيرات شديدة لقوات (الدعم السريع) من التدخل العسكري في هذه المدينة لما سيترتب عليه من عواقب وخيمة".

التدخل العسكري

وعن الموقف من المبادرات المطروحة لحل النزاع في السودان، أوضح بيرييلو أن الولايات المتحدة تعمل على تجميع ما تم التوصل إليه في جدة والمنامة للخروج برؤية واحدة حتى تتاح الفرصة للسودانيين لتحديد مصيرهم وطموحاتهم في دولة الحرية والديمقراطية، مستبعداً أي تدخل عسكري لواشنطن، لكنه كشف عن نقاشات مستمرة في أروقة الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد" للعب دور أكبر لحماية المدنيين في الصراع، تدعمه بلاده ودول الإقليم، وحذر من عواقب وخيمة للحرب في السودان وعلى دول المنطقة التي بدأت فعلياً تتأثر بها.

سلاح العقوبات

شدد بيرييلو على أن بلاده ستواصل استخدام سلاح العقوبات للمساهمة في وقف القتال والوصول إلى حلول، لافتاً إلى أن العقوبات لن تكون على المؤسسات فحسب، وستطاول الأفراد، إذ تؤثر على أعمالهم في مختلف الدول. وحذر من تدهور الوضع الإنساني أكثر مما هو عليه الآن، مشيراً إلى أن أولوياتهم تتمثل في إنهاء العنف وإيصال المساعدات الإنسانية وتمكين السودانيين من تحقيق الانتقال المدني الديمقراطي.

وأوضح المبعوث الأميركي أن الوضع على الأرض يتفاقم بشدة وسرعة مما يستوجب الوصول إلى عملية السلام، مجدداً التزام واشنطن العمل على نحو عاجل لوضع حد للصراع والانتهاكات المترتبة عليه وإنهاء هذه الحرب، واعتبر أن "الشعب السوداني هو المفتاح لإنهاء الصراع ورسم الطريق نحو حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

معاناة المرأة

التقى بيرييلو في أوغندا وكينيا مجموعة من المدنيين السودانيين بينهم ممثلون للمجتمع المدني ولجان المقاومة وشبكات الاستجابة المحلية، وكذلك النساء والشباب والمنظمات الشعبية وأطراف أخرى. واستمع إلى وجهات نظرهم حول كيفية تعزيز الجهود لإنهاء الصراع.

وسجل المبعوث الأميركي الخاص للسودان زيارة إلى مقر "منظمة الحارسات" في كمبالا. وتجول في المعرض الذي يعكس معاناة المرأة السودانية في الحرب عبر صور ولوحات لفنانين سودانيين، إلى جانب تجسيد رمزي لقصة حقيقية لفتاة اغتصبت أثناء الصراع المسلح، وآخر لحادثة نازحات عطشى أجبرن على ممارسة الجنس مقابل الغذاء، فضلاً عن تجسيد دور طفلة نازحة حرمتها الحرب من مواصلة تعليمها، مشدداً على أهمية رفع صوت المرأة عالياً لوقف الحرب وتحقيق السلام، وأكد أن الطاقة التي فجرتها السودانيات في ثورة ديسمبر (كانون الأول) ظلت ملهمة له ويجب أن تواصل النساء النهج ذاته لاستعادة المسار الديمقراطي.

ويجري بيرييلو جولة إقليمية لإنهاء الحرب في السودان، شملت أيضاً أوغندا وكينيا على أن يزور مصر والسعودية.

تمكين المدنيين

بحسب الخارجية الأميركية، فإن المبعوث الخاص يقوم بتنسيق سياسة واشنطن في شأن السودان وتعزيز الجهود الرامية إلى إنهاء الأعمال العدائية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق، ودعم الشعب السوداني في سعيه لتحقيق طموحاته بالحرية والسلام والعدالة.

ونص قرار تعيين بيرييلو مبعوثاً خاصاً في الـ26 من فبراير (شباط) الماضي على أنه "سيعمل على تمكين القادة المدنيين السودانيين، وقيادة مشاركتنا مع الشركاء في أفريقيا والشرق الأوسط والمجتمع الدولي لوضع مقاربة موحدة تضع حداً لهذا النزاع الخالي من المحتوى، وتجنب مزيد من الفظائع وتعزيز المساءلة عن الجرائم التي سبق ارتكابها".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات