⁠لماذا انقلبت كرة القدم الإنجليزية على تقنية الفيديو؟

حرص الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والجهات المسؤولة في معظم الاتحادات المحلية حول العالم خلال السنوات الأخيرة، في إدخال بعض التقنيات التي تزيد من تطبيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين الفرق من أجل منافسة أكثر شفافية، واستغلال التطور التكنولوجي الذي شهده العالم خلال الفترة الماضية.

ومن أهم التقنيات التي استخدمت أخيراً في منافسات كرة القدم في غالب البطولات حول العالم، هي تقنية الفيديو التي أسهمت بصورة كبيرة في قلة الأخطاء، ولكن شهدت بعض الفترات بصورة أخص في الدوري الإنجليزي هجوماً قوياً بسبب بعض الأخطاء التي ارتكبها الحكام على رغم الاستعانة بهذه التقنية.

حملة للتخلي عن التقنية

وكشفت تقارير صحافية إنجليزية، أخيراً، عن نية أحد الأندية في الدوري الإنجليزي الممتاز، للدعوة إلى التصويت على إلغاء تقنية الفيديو في الموسم الجديد، بسبب الأخطاء التي تسببها في الفترة الماضية وتؤثر بالسلب في نتيجة المباريات.

وأشارت صحيفة "ذا أتلتيك" أن نادي وولفرهامبتون هو صاحب الدعوة في طرح هذا التصويت في الاجتماع السنوي لأندية الدوري الإنجليزي المقبل، وذلك بسبب القرارات المثيرة للجدل التي ظهرت في موسم 2023 – 2024.

وأكدت التقارير أن التصويت سيطرح في الاجتماع الذي سيقام الشهر المقبل، ويشترط أن يتمت الموافقة على القرار من قبل 14 نادياً من أصل 20 من أجل أخذ القرار بصورة رسمية وعدم وجود تقنية الفيديو في الموسم الجديد.

موقف الجماهير الإنجليزية

قامت صحيفة "ميل أون صنداي" باستطلاع رأي للجماهير على إمكانية إلغاء تقنية الفيديو في الموسم الجديد وكانت النسبة الأكبر لاستمرارها، وذلك بنسبة 48 في المئة، مقابل 35 في المئة يؤيدون إلغاء التقنية بسبب الأخطاء التي تسببت فيها في الفترة الأخيرة.

وطالب نسبة 62 في المئة من المشاركين في فرض الاقتراحات على تطوير هذه التقنية، بفرض حد أقصى من أجل إصدار القرارات وقت العودة للفيديو، وذلك بسبب طول المدة في بعض الحالات أخيراً وهو ما يسهم في قلة الإثارة في المباريات.

أخطاء الفيديو

وشهد موسم 2023 – 2024 في الدوري الإنجليزي، أكثر من حادثة جدلية بسبب تقنية الفيديو، كان أبرزها تتعلق بليفربول أمام توتنهام، وأخرى مع أرسنال أمام نيوكاسل يونايتد، ومن قبلهما مانشستر يونايتد، لتضع هذه الأمور لجنة التحكيم هناك في ورطة كبيرة.

وكان أرسنال قد تعرض للهزيمة أمام نيوكاسل يونايتد وقتها بنتيجة (1-0) بهدف كان يطالب لاعبو "الجانرز" بعدم احتسابه بسبب وجود دفعة من مهاجم المنافس لمدافع فريقهم غابرييل، ولكن الحكم احتسبه وسط اعتراض كبير من المدير الفني ميكيل أرتيتا، الذي أطلق تصريحات غاضبة بسبب هذا القرار.

ولم تكن أزمة مباراة أرسنال ونيوكاسل يونايتد، بل كانت أزمة مباراة ليفربول وتوتنهام هي أكثرهم جدلاً، بعدما اعترفت لجنة الحكام بصحة هدف ليفربول الملغي في مرمى توتنهام هوتسبير في الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي، إذ قالت اللجنة في بيان رسمي آنذاك، إن الحكم ارتكب خطأ بشرياً كبيراً، وإنه كان واضحاً ويجب احتسابه من قبل حكم الفيديو المساعد أثناء الإعادات، ونشرت اللجنة وقتها التسجيل الصوتي بين الطاقم في المباراة، الذي أكد أن هناك سوء فهم حدث بينهما، من دون التأكد من القرار الذي اتخذه حكم الساحة، من أجل التأكيد عليه، إذ كان حكم الساحة اتخذ القرار تسللاً، وداخل غرفة تقنية الفيديو عكس ذلك.