ارتفعت أسعار النفط اليوم الخميس بعد تراجعها على مدار الأيام الثلاثة السابقة، على رغم رغبة مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تشديد السياسة النقدية بصورة أكبر في حال ظل التضخم مرتفعاً، وهي خطوة قد تضر بالطلب على النفط.
إلى ذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 51 سنتاً بما يعادل 0.6 في المئة إلى 82.41 دولار للبرميل، في حين صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 51 سنتاً أو 0.7 في المئة إلى 78.08 دولار، وانخفض كلا الخامين القياسيين بأكثر من واحد في المئة أمس الأربعاء.
في غضون ذلك، أظهر محضر اجتماع السياسة النقدية الماضي للاحتياط الفيدرالي الأميركي الصادر أمس الأربعاء، أن استجابة "المركزي الأميركي" للتضخم المرتفع "ستتضمن الإبقاء" على سياسته لأسعار الفائدة في الوقت الحالي، ولكنه أشار أيضاً إلى مناقشة احتمال فرض زيادات أخرى.
وجاء في محضر الاجتماع "أشار عديد من المشاركين إلى رغبة في تشديد السياسة بصورة أكبر حال تجسد أخطار التضخم بطريقة تجعل مثل هذا الإجراء مناسباً".
ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تقليل كلف الاقتراض، مما يسهم في تحرير أموال قد تساعد في تعزيز النمو الاقتصادي والطلب على الخام.
وتأثرت السوق أيضاً بارتفاع مخزونات الخام الأميركية بمقدار 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة، مقارنة مع تقديرات بانخفاض 2.5 مليون برميل.
على الصعيد العالمي، تعرضت أسواق النفط الخام الفعلية في الآونة الأخيرة إلى ضغوط بسبب ضعف الطلب من مصافي التكرير ووفرة المعروض.
بيانات ضعيفة
وعن ذلك، قال محللو "سيتي بنك" في مذكرة اليوم الخميس، "تراجع السوق في الآونة الأخيرة جاء على خلفية بيانات ضعيفة، منها ارتفاع مخزونات النفط والطلب الفاتر وضعف هامش المصافي وزيادة خطر خفوضات الإنتاج".
وأشاروا إلى أنه لا يزال من المتوقع أن تواصل "أوبك+"، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء منهم روسيا، خفوضات الإنتاج حتى الربع الثالث من العام الحالي عندما يجتمعون في الأول من يونيو (حزيران) المقبل.
وأضاف محللو البنك، أنه "لا يزال يتوقعون أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 86 دولاراً للبرميل في الربع الثاني من عام 2024".
روسيا تجاوزت حصصها في "أوبك+" في أبريل
في تلك الأثناء، قالت وزارة الطاقة الروسية في وقت متأخر أمس الأربعاء، إن موسكو تجاوزت حصصها الإنتاجية ضمن اتفاقات "أوبك+" في أبريل (نيسان) الماضي مرجعة ذلك إلى "أسباب فنية"، لافتة إلى أنها ستقدم قريباً إلى الأمانة العامة لـ"أوبك" خطتها للتعويض عن ذلك.
وقالت الوزارة الروسية في بيان "موسكو ملتزمة تماماً باتفاقات "أوبك+" وخططها للتعويض عن عدم تنفيذ خطة الإنتاج وستقدم قريباً إلى الأمانة العامة لـ"أوبك" خطتها لتغطية الانحراف البسيط عن مستويات الإنتاج الطوعية"، مشيرة إلى أن البلاد حافظت على الإنتاج ضمن حصص "أوبك+" خلال الربع الأول من 2024.
وأرجعت وزارة الطاقة فائض الإنتاج في أبريل الماضي إلى "أسباب فنية تتعلق بخفض الإنتاج بكمية كبيرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من المعروف أن روسيا عضو فعال في "أوبك+"، وهي مجموعة تضم الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول ودول منتجة أخرى وافقت على فرض خفوضات على الإنتاج.
العراق يطرح إمدادات زيت غاز بعقود محددة المدة
في سياق قريب الصلة، ذكرت وثيقة منشورة على الموقع الإلكتروني لشركة تسويق النفط العراقية الحكومية (سومو) أن الشركة طرحت نحو 82 ألف طن (610900 برميل) من زيت الغاز بعقود محددة المدة للتصدير على أساس التسلم في غضون ثلاثة أشهر بعد إبرام العقد. وحددت الوثيقة الرسمية موعد إغلاق العطاء يوم الأحد المقبل في الـ26 من مايو (أيار) الجاري، لكن لا يوجد ما يشير إلى تاريخ صلاحية محدد على الوثيقة.
وبينما لم تذكر الوثيقة أيضاً شروطاً محددة لزيت الغاز، قال مصدران تجاريان إلى "رويترز" إن الإمدادات يتعين أن تكون لزيت الغاز عالي الكبريت.
ووفقاً لبيانات تتبع السفن من مجموعة بورصات لندن فإن الشركة صدرت نحو 68 ألف طن من زيت الغاز هذا العام حتى الآن، ولم ترد "سومو" بعد على طلب للتعقيب من "رويترز".
في وقت سابق، قالت "رويترز" إن أحدث مصفاة للشركة في كربلاء جرى تدشينها في أبريل 2023 مع توقعات بأنها بدأت تعمل بكامل طاقتها منذ يوليو (تموز) من العام نفسه.