في مشهد جديد على زوار جبل القارة في محافظة الأحساء شرق السعودية نساء يمارسن اليوغا على ساحات الجبل وبين ثنايا كهوفه في الهواء الطلق، ضمن احتفالات اليوم الوطني السعودي 89، وشهدت النوادي في السعودية إقبالا كبيرا في السنوات الأخيرة على ممارسة هذه الرياضة، بعد الإعلان عن ممارسة اليوغا، في صورة مختلفة وسط حياة الكهوف والتكوينات الصخرية هفت نفوس العديد من النساء لمشاركة هذه التدريبات.
ولجأت عاشقات هذه الرياضة إلى الفضاءات العامة لممارستها بشكل جماعي وفردي وبعد الإعلان عن حصة اليوغا في جبل القارة من أجل المساهمة في نشرها والحفاظ على تقاليدها، معتبرات أن اختيار المكان من أهم متطلبات هذه الرياضة التي تساعدهن على التوحد والاندماج بين الروح والفكر والسيطرة على العقل والتفكير من خلال أدائهن لطقوس روحية وجسدية، تساعدهن على التخلص من الطاقة السلبية وتحرر نفوسهن من الضغوطات الحياتية.
جلسات تأملية
فاطمة الشهراني مدربة لليوغا والتأمل شاركت تجربتها الرياضية في فعاليات الهيئة العامة للترفيه بمناسبة اليوم الوطني السعودي 89 لـ" اندبندنت عربية"، وهي تعتبر "أن اليوغا تعتمد على ركيزتين أساسيتين الأولى تتعلق بالجسد والأخرى بالروح، ففي الناحية الجسدية نعتمد في ممارسة اليوغا على العمود الفقري والعضلات وهو ما يساعد في مرونة الجسم وقوته، أما ما يتعلق بالروح فنهدف إلى الاسترخاء الذهني وبث الطمأنينة في النفس"
وتضيف في حديثها " هذه الجلسات التأملية تستهدف استشعار السلام الداخلي والتواصل بين العقل والجسد لنعيش لحظات السعادة والصحة، كما تحسن المهارات الاجتماعية وتساعد على تفريغ الطاقة السلبية الناتجة عن فترات مليئة بالضغوط والتوتر وتزاحم الأفكار والمواقف".
وبحسب المختصين في هذه الرياضة وممارساتها فإن اليوغا تزيد من كفاءة أجهزة الجسم، وتقلل من أمراض ضغط الدم وتصلب الشرايين وتساعد أيضا مرضى السكري، وتسهم في التخلص من أوجاع الظهر والمفاصل والعضلات، وفي الحفاظ على مرونة الجسم وتوازنه وقوته و إعطائه شكلا متناسقا ورشيقا، كما تكتسب ممارسات اليوغا مهارة التركيز والتوازن الفكري ومرونة جسدية استثنائية إضافة إلى تقوية عضلات الجسد.
واستقطبت جلسة تأمل اليوغا في كهوف جبل القارة السيدات اللاتي عبرن عن سعادتهن بعد انتهاء الجلسة التي أتاحت لهن التعرف على آليات التأمل وانسجام الروح والجسد والعقل وآليات اعتناق الصمت العميق خلال استمتاعهن بالسماع الراقي لأفكار العقل وقدرتهن على اسكات ضجيج مشاعر أرواحهن الداخلية للبحث عن سلام داخلي والتصالح مع الآخرين والعيش بوئام مع المحيط.