ملخص
هناك طرق جديدة للاحتيال الرقمي من خلال نسخ أصوات المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي، ثم عمل إعلانات وهمية وبيع منتجات مقلدة، وتعد هذه الطريقة واحدة من أشهر طرق الاحتيال حالياً، وللأسف يقع ضحيتها عدد كبير من المستخدمين.
عمليات الاحتيال في منصات التواصل الاجتماعي أصبحت أزمة عالمية لدرجة أن "غوغل" تعتزم الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي للحد منها، ففي مؤتمرها للإعلان عن أهم الميزات الجديدة التي تعتزم "غوغل" إضافتها إلى المستخدمين، أعلنت المنصة عن ميزة تحلل المكالمات، في حال الاشتباه في أن المكالمة قد تؤدي إلى عملية احتيال، فإنه سيتم تنبيه المستخدم بصورة مباشرة لأخذ الحيطة والحذر وإغلاق المكالمة وعدم التفاعل مع المحتالين، ولكن هل صحيح أن هناك أزمة حقيقية تواجه الدول في عمليات الاحتيال والقرصنة الإلكترونية؟
للأسف تشير الإحصاءات إلى أن عمليات الاحتيال في ازدياد كبير جداً، وبخاصة بعد جائحة كورونا التي شجعت عدداً من العصابات على تبني التقنيات الحديثة والاعتماد عليها في عمليات الاحتيال على المستخدمين، لذلك هناك ازدياد كبير في عمليات الاحتيال بعد كورونا وجميع المحتالين يحاولون في الغالب تطوير طرقهم في الاحتيال للوصول إلى عدد أكبر من المستخدمين، فهناك عمليات احتيال موسمية وهناك عمليات احتيال دائمة، ولكن كل الطرق دائماً هدفها الوصول إلى المستخدمين وسرقة أموالهم.
ما يشجع السوق على النمو
ما يشجع نمو عمليات الاحتيال الإلكترونية هو صعوبة الوصول إلى المحتالين وبخاصة إذا كانوا في دول مختلفة وصعوبة المتابعة، لأنهم في الغالب يكونون في دول مختلفة عن دول الضحايا ويستخدمون طرقاً كثيرة لإخفاء هوياتهم، لذلك في حال حصول عملية الاحتيال يكون من الصعب الوصول إليهم أو رفع قضايا عليهم، ولا سيما إن كان الاحتيال حدث في دولة خارجية.
الملاحظ أيضاً أن عمليات الاحتيال أصبحت تتم من خلال شركات، فثمة كيانات همها فقط صيد المستخدمين واستهدافهم بعمليات احتيال مختلفة وغالباً من طريق عصابات تكون في دول معروفة سابقاً أشهرها الهند التي تم القبض على عدة شركات كانت تقوم بعمليات احتيال تستهدف المستخدمين من دول مختلفة وكانت أرباح هذه الشركة من عمليات الاحتيال ملايين الدولارات للأسف، مع العلم أن هذه الشركات يقوم عملها على طرق مختلفة أبرزها الاستفادة من التسريبات التي تتم عبر منصات التواصل الاجتماعي من طريق حصر هذه الأسماء والتسريبات وجمعها وتحليلها ومن ثم استهداف الضحايا.
فخ "لنكد إن"
لعل أبرز الطرق حالياً التي تتم في عمليات الاحتيال هي استخدام منصة "لنكد إن" في عمليات الاحتيال، فهي منصة للتوظيف غالب المستخدمين فيها يبحثون عن وظائف في المنصة فيتم التواصل معهم بطرق مختلفة، إما بعرض وظائف وهمية لهم أو دورات تدريبية وغيرها ومن ثم محاولة سحب الضحية في عمليات احتيال متكررة للأسف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أيضاً تمت الاستفادة من "لنكد إن" في اختراق الشركات بسبب المعلومات المنشورة في المنصة، فهناك عدة عمليات استهداف للشركات لاختراقها من خلال البيانات المنشورة بصورة طوعية من الموظفين في المنصة لذلك تم استهدافهم واختراق الشركات، لهذا يجب على الشركات حالياً مراعاة مثل هذه الأمور ومحاولة توعية الموظفين حتى لا يكونوا ضحية يتم استهدافهم من خلال هذه العصابات المختلفة.
ومن أبرز عمليات الاحتيال التي تحدث حالياً من قبل العصابات استهداف المستخدمين من خلال عرض وظائف لتقييم المقاطع أو التطبيقات وغيرها، ومن ثم وضع منصة يتم فيها إيهام المستخدمين بوصول أرباح لهم من خلال التقييمات التي تتم والمهام الوهمية التي تطلب منهم بعدها إرسال أموال لإتمام التحويل أو وضع بطاقة "فيزا" في الموقع، وبمجرد وضعها يتم صيد الضحية وسرقة جميع المبالغ في بطاقته.
احتيال المواسم والذكاء الاصطناعي
واحدة من أبرز عمليات الاحتيال الموسمية هي استغلال مواسم الاحتفالات أو المناسبات الرياضية وانتحال صفة إحدى الشركات، ونسخ تصميم الموقع والرابط ووضع اختلاف بسيط في الاسم إما حرف أو حرفين ومن ثم بدء عملية الاحتيال من خلال بيع تذاكر وهمية ومن ثم سرقة جميع المبالغ الموجودة في البطاقة وغيرها من الطرق المختلفة التي تسهم في سحب جميع المبالغ في البطاقات.
وهناك طرق جديدة من خلال نسخ أصوات المؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي، ثم عمل إعلانات وهمية وبيع منتجات مقلدة، وتعد هذه الطريقة واحدة من أشهر طرق الاحتيال حالياً، وللأسف يقع ضحيتها عدد كبير من المستخدمين.
الحل في "البطاقات المسبقة الدفع"
طرق الاحتيال عدة وهناك الآن شركات قائمة هدفها فقط الاحتيال على المستخدمين واستهدافهم بطرق مختلفة، والحل بالتوعية وزيادة الحرص لدى المستخدمين، والأهم هو وضع بطاقات خاصة للشراء من الإنترنت وعدم استخدام البطاقات الرسمية الخاصة بالمستخدمين، يعني يجب على المستخدمين الآن فتح بطاقات خاصة للشركاء من الإنترنت، وتكون هذه البطاقات مسبقة الدفع وعدم استخدام بطاقاتهم الرسمية التي تكون فيها مدخراتهم في الشراء من الإنترنت، وعدم استخدام أي بطاقة بحدود ائتمانية، إنما يجب عليك استخدام فقط بطاقات مسبقة الدفع في الشراء من الإنترنت لأنه في حال حدوث أي عملية احتيال يكون المبلغ الذي تمت سرقته هو فقط المبلغ الموجود في البطاقة المسبقة الدفع، وبكل الأحوال لن يكون مبلغاً كبيراً إنما سيكون مبلغاً بسيطاً جداً.