Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين يتهم الغرب بإثارة عملية خاركيف ويحذر فرنسا

روسيا وأوكرانيا تتبادلان الانتقادات في شأن قمة سويسرا للسلام وبلجيكا تتعهد بـ30 طائرة مقاتلة لكييف

ملخص

أوكرانيا تتراجع عن إعلان قالت فيه إن مدربين عسكريين فرنسيين سيصلون قريباً إلى البلاد فيما قالت وزارة الدفاع الفرنسية إن المسألة قيد الدرس لكنها لم تؤكد نشر أي مدربين عسكريين

فيما يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجولة أوروبية طلباً للمساعدات، قال الرئيس الروسي اليوم الثلاثاء إن الغرب أثار أحدث عملية روسية في منطقة خاركيف الأوكرانية بتجاهله تحذيرات مويكو بالسماح لكييف بمهاجمة منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة.

وذكر بوتين أن الهجمات على الأراضي الروسية بأسلحة مقدمة من الغرب لأوكرانيا ممكنة فقط بمساعدة من متخصصين من دول غربية، مضيفاً أن هذا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. وقال، "في أوروبا، وخصوصاً في الدول الصغيرة، يجب أن يكونوا مدركين لما يقومون به. يجب أن يتذكروا أنهم دول ذات أراض صغيرة مع كثافة سكانية عالية... يجب أن يأخذوا ذلك في الاعتبار قبل الحديث عن ضرب الأراضي الروسية في العمق".

وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحافي خلال زيارة لأوزبكستان رداً على سؤال عن تصريحات قائد أعلى أوكراني بأن مباحثات جارية حول إرسال مدربين عسكريين فرنسيين إلى البلاد، "هناك متخصصون يقدمون أنفسهم على أنهم مرتزقة". وأضاف أن المرتزقة الفرنسيين موجودون في أوكرانيا منذ وقت طويل وإن ظهور الجيش النظامي هناك سيكون خطوة أخرى نحو اندلاع صراع عالمي.

ودأبت فرنسا على نفي الاتهامات الروسية بوجود مرتزقة فرنسيين في أوكرانيا. وتقول باريس إنها لم تستبعد إرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا في المستقبل، لكنها لم تتخذ قراراً بهذا الشأن بعد.

وقال الرئيس الروسي إن على أوكرانيا إجراء انتخابات رئاسية بعد انتهاء فترة ولاية زيلينسكي البالغة خمس سنوات.

ولم يتم بعد إجراء انتخابات في أوكرانيا على رغم انتهاء المدة الرئاسية لزيلينسكي، وهو ما يراه ومعه حلفاء كييف القرار الصائب في ظل استمرار الحرب في البلاد.

وقال بوتين إن السلطة الشرعية الوحيدة في أوكرانيا الآن هي للبرلمان الذي يجب أن يتولى رئيسه السلطة في البلاد.

 

رسالة زيلينسكي لبايدن

وقبل ثلاثة أسابيع من قمة للسلام حول أوكرانيا، حض زيلينسكي نظيره الأميركي جو بايدن على المشاركة فيها خلال زيارة لبلجيكا تعهدت خلالها بروكسل بتعزيز دعم كييف في الحرب مع روسيا.

وقال الرئيس الأوكراني عن بايدن إن "غيابه سيكون بمثابة دعم لبوتين"، فيما لم تؤكد واشنطن مشاركته في القمة المقررة في سويسرا في الـ 15 والـ16 من يونيو (حزيران) المقبل، وأكدت نحو 90 دولة مشاركتها في القمة.

وصرّح زيلينسكي إلى جانب رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، بأن الدول التي تقاطع القمة "راضية" عن الحرب التي تشهدها أوكرانيا منذ أكثر من عامين، متهماً بوتين بالرغبة في "إفشال" هذه القمة، وأضاف أن "بوتين خائف جداً من قمة السلام... لقد حاول إفشال هذه القمة وهو يواصل القيام بذلك".

من جهته، أكد الكرملين أن تنظيم هذه القمة من دون مشاركة روسية سيكون "عبثياً"، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لقناة "آر تي" الرسمية، "المؤتمر من وجهة نظرنا ميؤوس منه تماماً لجهة إيجاد طرق لحل النزاع في شأن أوكرانيا"، مردفاً أن "الحديث بجدية عن هذه المسائل من دون مشاركة بلادنا هو أمر عبثي".

المساعدة العسكرية البلجيكية

وخلال زيارته الخاطفة لبروكسل بعد توقف أمس الإثنين في مدريد وآخر في لشبونة بعد ظهر اليوم، وقع زيلينسكي ودي كرو بالأحرف الأولى اتفاقاً ثنائياً ينص على تسليم بلجيكا كييف 30 مقاتلة "أف-16" بحلول 2028.

وقال رئيس الوزراء البلجيكي، "تستحقون المعدات المناسبة لحماية شعبكم من أي هجوم غير مشروع على الإطلاق".

وأعلن زيلينسكي أن اتفاق المساعدة العسكرية "طويل الأجل" يتضمن مساعدة من بلجيكا في تأمين الأسلحة والذخيرة والمدرعات بقيمة 977 مليون يورو (نحو مليار و62 مليون دولار) عام 2024 وحده، موضحاً أن أول طائرة من طائرات "أف-16" الـ30 الموعودة ستسلم "هذا العام".

وقالت الحكومة البلجيكية التي لا تزال تنتظر تسلم مقاتلات "أف-35" التي طلبتها لاستبدال أسطولها القديم من طائرات "أف-16" تدريجاً، إنها تأمل في تسليم كييف أول مقاتلة "إذا أمكن قبل نهاية العام".

والأسبوع الماضي، ربطت وزارة الدفاع البلجيكية إمكان تسليم طائرات "أف-16" بعاملين، تسليم شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية سلاح الجو البلجيكي مقاتلات "أف-35" وقطع الغيار اللازمة لإعادة تشغيل طائرات "أف-16" المتوقفة حالياً بداعي الصيانة.

وتشارك بلجيكا في "تحالف" مع عدد من الدول الأوروبية الأخرى (هولندا والدنمارك) لتسليم أوكرانيا طائرات "أف-16" وتدريب طيارين أوكرانيين على استخدامها. وتقوم وزارة الدفاع البلجيكية حالياً بتدريب الطيارين والفنيين الأوكرانيين في الدنمارك على استعمال هذه الطائرات.

وبعد لقاء مع ملك بلجيكا فيليب، اختتم زيلينسكي زيارته ظهراً بلقاء مدربين وفنيين بلجيكيين متخصصين في مقاتلات "أف-16" في مطار ميلسبروك.

استهداف الأراضي الروسية

الملف الآخر المثير للجدل هو طلب كييف الملح من شركائها الغربيين السماح لها باستخدام الأسلحة الغربية البعيدة المدى ضد أهداف في روسيا.

ودعا المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم، الدول الـ27 إلى الاتفاق على هذا الموضوع، معتبراً أن استخدام الأسلحة الغربية التي تسلم إلى أوكرانيا على الأراضي الروسية "ممكن تماماً".

ويرفض الأميركيون والأوروبيون حتى الآن السماح لأوكرانيا بضرب المواقع والقواعد الخلفية على الأراضي الروسية بأسلحة غربية خوفاً من التصعيد، مما يسمح للقوات الروسية بالتفوق ميدانياً.

وبالنسبة إلى رئيس الوزراء البلجيكي، فإن الاتفاق الموقع اليوم مع كييف "واضح للغاية"، إذ يجب أن تستخدم قوات الدفاع الأوكرانية الأسلحة والطائرات الغربية على الأراضي الأوكرانية.

وبعد بلجيكا، يتوجه زيلينسكي إلى البرتغال للقاء رئيس الوزراء لويس مونتينيغرو والرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا، ومن المقرر أن يوقع في مقر إقامة مونتينيغرو على "اتفاقية التزام أمني ثنائية".

وتحتاج أوكرانيا إلى أربعة أضعاف أنظمة الدفاع الجوي و"120 إلى 130" مقاتلة من طراز "أف-16" لوضع حد للهيمنة الروسية في الأجواء، بحسب ما أعلن زيلينسكي قبل 10 أيام في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية.

محطة زابوريجيا

في الأثناء، نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء اليوم عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قوله إن الوكالة تمكنت من التوصل إلى تفاهم مع روسيا في شأن سلامة محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا.

ويجتمع غروسي مع وفد من شركة "روس آتوم" الحكومية في مدينة كاليننغراد بغرب روسيا. وتحتل قوات روسية محطة زابوريجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، منذ الأسابيع الأولى من دخولها أوكرانيا عام 2022.

 

 

موسكو تعلن إسقاط مسيرة 

أعلنت روسيا أمس الإثنين إسقاط مسيرة قرب موسكو مع فرض قيود على مطارين رئيسين في العاصمة لمدة تقل عن ساعة. وتضرب كييف مدناً روسية بواسطة مسيرات منذ أشهر مع تواصل الهجوم الروسي في أوكرانيا.

وجاء في منشور لحاكم منطقة موسكو أندريه فوروبيوف على "تيليغرام"، "نحو الساعة 9:00 مساءً بمنطقة كوتشينو في بالاشيخا، أسقطت الدفاعات الجوية مسيرة، سقط الحطام على منزل". وأضاف "أجلي الأشخاص الذين كانوا في المنزل في الوقت المناسب ولم يصب أحد بأذى". وتابع "ربما سمع سكان بالاشيخا دوي انفجارات قوية، أدعو إلى الهدوء، كل الخدمات تعمل على الأرض". وتقع بالاشيخا إلى الشرق من موسكو.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق إن الدفاع الجوي أسقط "منطاداً صغير الحجم". وأعلنت سلطات الطيران أن هناك قيوداً فرضت في مطاري دوموديدوفو وجوكوفسكي، وهما مركزان رئيسان للملاحة الجوية في العاصمة الروسية، لما يزيد على نصف ساعة.

وقال ممثل وكالة الطيران الحكومية روزافيتسيا أرتيم كورنياكو في منشور على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي "لضمان سلامة الرحلات المدنية في الـ27 من مايو (أيار) الجاري، فرضت قيود موقتة بين الساعة 8:46 مساءً و9:20 مساءً"، مشيراً إلى أنه لم تعلق أية رحلات جوية نتيجة لذلك.

"إرغام" روسيا على السلام

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين الغرب إلى إرغام روسيا على السلام "بكل الوسائل" خلال زيارة إلى مدريد التي وعدت بمليار يورو كمساعدات عسكرية لكييف التي تطالب بتمكينها من استخدام أسلحة غربية لضرب الأراضي الروسية.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في مدريد إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "جنودنا يدافعون عن أنفسهم أمام الهجوم الروسي، ولهذا السبب يجب أن نكثف عملنا المشترك مع شركائنا لتحقيق المزيد: الأمن وإرغام روسيا بصورة ملموسة على السلام بكل الوسائل".

 

واعتبر الرئيس الأوكراني أنه يجب "الضغط ليس على روسيا فحسب، بل على شركائنا أيضاً حتى يمنحونا إمكانية الدفاع عن أنفسنا"، مكرراً مطالبته بأنظمة دفاع جوي قادرة على اعتراض أكثر من 3000 قنبلة جوية موجهة تطلقها روسيا على بلاده شهرياً.

وقبل أقل من ثلاثة أسابيع على انعقاد قمة من أجل السلام في أوكرانيا تستضيفها سويسرا، رفض زيلينسكي اقتراح الصين والبرازيل دعوة روسيا إليها، معتبراً أن ذلك "سيعرقل كل شيء".

وتطالب أوكرانيا التي تواجه صعوبات في مناطق عدة على الجبهة الشرقية والشمالية الشرقية، بالتمكن من ضرب الأراضي الروسية في العمق بأسلحة غربية، وهو ما يرفضه الأميركيون والأوروبيون حتى الآن، خشية حدوث تصعيد، لكن بدأ هذا السؤال يثير الجدل بين الحلفاء. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الإثنين خلال اجتماع للحلف في صوفيا إن "الوقت حان لإعادة النظر" في القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا والتي "تكبل يديها من الخلف".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إرسال مدربين عسكريين

تراجعت أوكرانيا، الإثنين، عن إعلان قالت فيه إن مدربين عسكريين فرنسيين سيصلون قريباً إلى البلاد، لتشير إلى أنها لا تزال تجري محادثات مع باريس وحلفاء آخرين في شأن هذه القضية.

وقدمت وزارة الدفاع في كييف "توضيحاً" بعد أن قال قائد الجيش أولكسندر سيرسكي إن أوائل المدربين العسكريين الفرنسيين سيصلون قريباً إلى البلاد التي تنهشها الحرب.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان "حتى الآن ما زلنا نجري مناقشات مع فرنسا ودول أخرى في هذا الشأن". وأشارت إلى أنها "بدأت العمل داخلياً على وثائق ذات صلة بهذه القضية لعدم إضاعة الوقت في تنسيق القضايا البيروقراطية عند اتخاذ القرار ذي الصلة".

وقال سيرسكي في وقت سابق إنه "وقع على الوثائق التي ستسمح لأوائل المدربين الفرنسيين بزيارة مراكز التدريب الخاصة بنا قريباً والتعرف على بنيتها التحتية وعامليها". وهو أصدر الإعلان بعد أن شارك مع وزير الدفاع رستم أوميروف في اتصال عبر الفيديو مع وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو.

وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إن المسألة قيد الدرس، لكنها لم تؤكد نشر أي مدربين عسكريين. وأشارت إلى أن "التدريب على الأراضي الأوكرانية هو أحد المشاريع التي نوقشت منذ مؤتمر دعم أوكرانيا الذي عقده (الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون) في الـ26 من فبراير (شباط) الماضي". وأضافت "على غرار كل المشاريع التي نوقشت في هذه المناسبة، لا يزال جارياً العمل على هذا الموضوع مع الأوكرانيين، ولا سيما لفهم حاجاتهم بدقة". ولا تنشر فرنسا رسمياً أي عسكريين يساعدون أو يدربون القوات الأوكرانية في أوكرانيا.

وأدلى ماكرون مراراً بتعليقات في شأن احتمال نشر قوات غربية في أوكرانيا، وهو ما قوبل برد غاضب في موسكو وعدم ارتياح من جانب حلفاء فرنسا الغربيين.

المزيد من دوليات