ملخص
تواصل إسرائيل هجماتها على رفح على رغم قرار محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بوقف الهجمات بزعم أن حكم المحكمة يمنحها مجالاً للقيام بعمليات عسكرية هناك
تعترف إسبانيا وإيرلندا والنرويج رسمياً بدولة فلسطينية اليوم الثلاثاء على رغم رد الفعل الغاضب من إسرائيل التي تجد نفسها منعزلة على نحو متزايد بعد سبعة أشهر من اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وتعترف نحو 144 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 بدولة فلسطينية، بما في ذلك معظم دول الجنوب العالمي وروسيا والصين والهند.
ضرورة لتحقيق السلام
أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اليوم الثلاثاء أن الاعتراف بدولة فلسطين "ضروري لتحقيق السلام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فضلاً عن كونه "مسألة عدالة تاريخية".
في إعلان مقتضب بالإسبانية والإنجليزية قبل ساعات من اعتراف الحكومة الإسبانية اليسارية خلال اجتماع لمجلس الوزراء رسمياً بدولة فلسطين، أضاف سانشيز أن القرار لم يتخذ "ضد أي طرف وخصوصاً ليس ضد إسرائيل"، وتعترف إيرلندا والنرويج اليوم الثلاثاء أيضاً رسمياً بدولة فلسطين.
وفي وقت سابق من الثلاثاء ذكر سانشيز أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية تشمل قطاع غزة والضفة الغربية وموحدة تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعلن في خطاب نقله التلفزيون إن إسبانيا لن تعترف بأي تغييرات على الحدود الفلسطينية بعد عام 1967، ما لم يتفق على ذلك جميع الأطراف.
ومن المقرر أن تقر الحكومة الإسبانية رسمياً الاعتراف في وقت لاحق اليوم.
"التحريض على إبادة اليهود"
في المقابل اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء رئيس الوزراء الإسباني بالتواطؤ في "التحريض على إبادة اليهود"، بعد اعتراف بلاده بدولة فلسطين.
وخاطب كاتس رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر حسابه على منصة "إكس" بالقول "أنت متواطئ في التحريض على إبادة اليهود"، مشبهاً نائبة رئيس الوزراء الإسبانية يولاندا دياز بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، إذ يدعون كلهم إلى "إقامة دولة إرهابية إسلامية فلسطينية من النهر إلى البحر".
الصين تعرب عن قلقها
في السياق أعربت الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء عن "قلقها العميق" من الضربات الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة، حيث قتل كثيرون في مخيم للنازحين جراء قصف للجيش الإسرائيلي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي دوري، "تعرب الصين عن قلقها العميق من العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية في رفح". ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً بعد ظهر الثلاثاء بهذا الخصوص.
وقف إطلاق النار
وترى مدريد ودبلن وأوسلو قرارها وسيلة لتسريع الجهود الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في حرب إسرائيل في قطاع غزة. وعلى رغم رمزية الإعلان، تأمل الدول الثلاث في أن يكسب زخما يدفع دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي إلى الاقتداء بها.
وأشارت بريطانيا وأستراليا والدولتان العضوان بالاتحاد الأوروبي مالطا وسلوفينيا في الأشهر القليلة الماضية إلى أنها قد تحذو حذو الدول الثلاث.
لكن فرنسا قالت إن الوقت الحالي ليس مناسباً للاعتراف بدولة فلسطينية، بينما انضمت ألمانيا إلى الولايات المتحدة، أقوى حليف لإسرائيل، في رفض نهج الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب واحد، وأصرت على أن حل الدولتين لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال الحوار.ش
رفح
وفيما أثارت الضربة الإسرائيلية على رفح غضب زعماء دوليين حثوا على تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي، يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً طارئاً، اليوم الثلاثاء، لبحث الأوضاع في رفح.
وأوضحت مصادر دبلوماسية عدة أن الاجتماع المغلق سيعقد بطلب من الجزائر، العضو غير الدائم في المجلس، إثر الضربة التي أوقعت عشرات القتلى في مخيم للنازحين الفلسطينيين في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربة الإسرائيلية على مدينة رفح، وقال أمس الإثنين إن الهجوم "قتل عشرات المدنيين الأبرياء الذين كانوا يبحثون فحسب عن مأوى يحميهم من هذا النزاع المميت". وأضاف في منشور على منصة "إكس"، "لا يوجد مكان آمن في غزة. يجب وضع حد لهذه الفظائع".
وذكر مسؤولون، الإثنين، أن الغارة الجوية الإسرائيلية تسببت في اندلاع حريق هائل أودى بحياة 45 شخصاً في مخيم بمدينة رفح.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في تقارير ذكرت أن ضربة نفذها ضد قادة حركة "حماس" برفح تسببت في الحريق.
"خطأ مأسوي"
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الغارة لم تكن تهدف إلى التسبب في سقوط قتلى من المدنيين. وأضاف في خطاب بـ"الكنيست" قاطعته صيحات استهجان من مشرعين معارضين "في رفح، أجلينا بالفعل نحو مليون ساكن غير مقاتل وعلى رغم جهودنا القصوى لكي لا نؤذي غير المقاتلين، حدث للأسف شيء خاطئ على نحو مأسوي".
وقال مسؤولو الصحة في قطاع غزة الذي تديره "حماس" إن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال والمسنين، وإن عدد القتلى قد يرتفع وسط المصابين بحروق شديدة.
وقال مسعفون في وقت لاحق إن سبعة فلسطينيين قتلوا وأصيب عدد آخر في قصف جوي إسرائيلي، الإثنين، على منزل في رفح.
مقتل قياديين في "حماس"
وذكر الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الجوي الذي وقع الأحد، المستند إلى "معلومات استخبارات دقيقة"، أدى إلى مقتل رئيس مكتب حركة "حماس" في الضفة الغربية وقيادي كبير آخر بالحركة مسؤول عن هجمات على إسرائيليين. وكان الجيش أعلن الأحد اعتراض ثمانية صواريخ بعد إطلاقها من منطقة رفح.
وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين، لكنها لم تصل إلى حد الدعوة إلى وقف العملية العسكرية في رفح.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي "لإسرائيل الحق في ملاحقة (حماس)، وبلغنا أن هذه الغارة قتلت اثنين من أبرز إرهابيي (حماس) المسؤولين عن هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين... ولكن كما أوضحنا، يجب على إسرائيل أن تتخذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين".
وطلبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل باتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين، وذلك بعدما واجه بايدن دعوات من بعض رفاقه في الحزب الديمقراطي لوقف الشحنات العسكرية إلى إسرائيل.
ووصفت ألكساندريا أوكاسيو - كورتيز، وهي عضو بارز عن الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، الغارة بأنها "عمل فظيع لا يمكن الدفاع عنه"، وأضافت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الإثنين، "لقد تأخر جداً الرئيس في الوفاء بكلمته وتعليق المساعدات العسكرية".
وقالت النائبة أيانا بريسلي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "صور مروعة ومؤلمة خرجت من رفح الليلة الماضية". وتساءلت "إلى متى ستظل الولايات المتحدة واقفة متفرجة بينما يذبح الجيش الإسرائيلي الأطفال الفلسطينيين ويشوههم؟".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الآلاف يتظاهرون في باريس
تظاهر نحو 10 آلاف شخص، الإثنين، في باريس للتنديد بالضربة التي أوقعت 45 قتيلاً في رفح ليل الأحد بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس".
وتجمع حشد صغير بعيد العصر على بعد بضع مئات من الأمتار من السفارة الإسرائيلية وهم يهتفون "كلنا أبناء غزة" و"الحرية لغزة" و"غزة، باريس معك".
ورفع متظاهرون الأعلام الفلسطينية، ووضع البعض كوفيات فيما رفع البعض الآخر لافتات كتب عليها "الطفل يجب ألا يقتل، سواء كان يهودياً أو فلسطينياً: أوقفوا القصف، الحرية لفلسطين"، وأيضاً "رفح، غزة نحن معك".
وقال نائب رئيس "جمعية التضامن الفرنسي مع فلسطين" فرنسوا ريب وهو أحد منظمي التظاهرة "البارحة، أحرق فلسطينيون أحياءً جراء قصف إسرائيلي لمخيم للاجئين. لقد شهدنا مقاطع فيديو لعائلات تسحب أحباءها من الخيام المحترقة. إنها مجزرة أخرى".
وقدّر عدد المشاركين في التحرك بـ"عدة آلاف"، فيما قدّرت شرطة باريس العدد بنحو 10 آلاف.
وأضاف ريب "يضرمون النار في مخيم للاجئين، ويحرقون الناس ونحن لا نستدعي سفيرة إسرائيل لمحاسبتها، إنه أمر لا يطاق".
وحملت لافتة كبرى رسوماً لوجوه الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعلوها شعار "إنهم يغتالون الإنسانية".
وقال النائب عن اليسار الراديكالي إريك كوكريل إنه يأمل "أن تفضي التعبئة في نهاية المطاف إلى دفع الحكومة للتفكير"، مشيراً إلى أن موقف فرنسا "أكثر صواباً" عما كان عليه "لكن طالما لا توجد أفعال فهذا يعني أنكم في الواقع لا تفعلون أي شيء".
وانتهى التحرّك نحو الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي مع تفرق المتظاهرين وتشكيلهم مواكب غاضبة سارت في أحياء باريسية عدة.
وأطلقت الشرطة مراراً الغاز المسيل للدموع "لمنع إقامة متاريس ومحاولات إحداث أضرار"، وفق مصدر في الشرطة.
ونحو الساعة 23:00 كان بضع مئات من المتظاهرين لا يزالون في الشوارع، لكن من دون أي حوادث تذكر، وفق المصدر.
كندا تتعهد منح تأشيرات جديدة لسكان غزة
أعلنت كندا، الإثنين، عزمها منح تأشيرات لخمسة آلاف من سكان قطاع غزة، وهو أكثر مما تعهدت به في وقت سابق، وقالت إنها "شعرت بالفزع" من غارة جوية إسرائيلية على رفح تسببت في حريق أدى إلى مقتل 45 شخصاً.
وتمثل التأشيرات التي ستمنح لأقارب الكنديين الذين يعيشون في قطاع غزة خمسة أمثال عدد تأشيرات الإقامة الموقتة بموجب برنامج خاص أعلنته كندا في ديسمبر (كانون الأول). وتعهدت أوتاوا في بادئ الأمر منح 1000 تأشيرة لسكان غزة.
وقال وزير الهجرة مارك ميلر "على رغم أن الخروج من غزة غير ممكن حالياً، فإن الوضع قد يتغير في أي وقت. ومع زيادة الحد الأقصى، سنكون مستعدين لمساعدة مزيد من الناس مع تطور الوضع".
وقال متحدث باسم ميلر إن 448 من سكان غزة حصلوا على تأشيرة موقتة، بما في ذلك 254 بموجب سياسة لا تتعلق ببرنامج التأشيرات الخاص، وإن 41 شخصاً وصلوا إلى كندا حتى الآن.
"نشعر بالفزع"
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان، الإثنين، "لقد شعرنا بالفزع من الغارات التي أدت إلى مقتل مدنيين فلسطينيين في رفح"، مضيفة أن كندا لا تؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
وأضافت جولي "لا بد أن ينتهي هذا المستوى من المعاناة الإنسانية. نطالب بوقف فوري لإطلاق النار"، مكررة تعليقات من زعماء دوليين، والذين حثوا على تنفيذ أمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي.
وأيدت كندا مراراً الدعوات إلى وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك في الأمم المتحدة.