Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

21 قتيلا بقصف جديد على مخيم في رفح والإدانات الدولية تتسع

الجيش الإسرائيلي يستبعد أن تكون ضربته "وحدها" سببا في "الحريق المميت" ومنظمة الصحة تدين التوقف المفاجئ للإجلاء

ملخص

دخل، اليوم الثلاثاء، قرار إسبانيا وإيرلندا والنرويج الاعتراف بدولة فلسطين، حيز التنفيذ. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في إعلان مقتضب بالإسبانية والإنجليزية إن الاعتراف بدولة فلسطين "ضروري لتحقيق السلام"، مشدداً على أن القرار لم يتخذ "ضد أي طرف، وخصوصاً ليس ضد إسرائيل".

وصف نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني اليوم الثلاثاء الهجمات الإسرائيلية الجديدة على رفح بأنها مجزرة ودعا إلى تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الذي يأمر إسرائيل بوقف هجومها على المدينة.

وتواصل إسرائيل هجومها على الرغم من حكم صادر عن المحكمة يوم الجمعة يأمرها بوقفه، قائلة إن حكم المحكمة يمنحها مساحة ما من التحركات العسكرية في رفح.

وكررت المحكمة أيضاً دعواتها إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.

وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن 21 فلسطينياً قتلوا، 12 منهم على الأقل نساء، وأصيب عشرات في قصف إسرائيلي جديد على منطقة خيام يقيم فيها نازحون في غرب رفح اليوم الثلاثاء.

وقال مسعفون وسكان إن القصف الإسرائيلي الجديد استهدف خيام عائلات نازحة في منطقة مخصصة للاحتياجات الإنسانية في المواصي بغرب رفح.

يأتي ذلك بينما أكد الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء أن ضربته الجوية وحدها "لا يمكن" أن تكون قد تسببت في الحريق المميت الذي أودى بحياة 45 شخصاً أول من أمس الأحد في رفح كما أعلنت وزارة الصحة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري للصحافيين "ذخائرنا وحدها لا يمكن أن تشعل حريقا بهذا الحجم". وأضاف أن الجيش ألقى مقذوفتين تحملان 17 كيلو غراما من "المواد المتفجرة" على موقع استهدف اثنين من كبار قادة حماس.

لا أمان

أكد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء "تمركز" دبابات إسرائيلية وسط مدينة رفح في جنوب قطاع غزة مع ورود أنباء عن قتال عنيف مع مقاتلي حركة حماس.

وقال شاهد العيان ياسر عدوان (22 سنة) إن "آليات الاحتلال تتمركز في دوار العودة وسط مدينة رفح".

وأكد مصدر أمني أن "آليات الاحتلال موجودة الآن وسط وجنوب غربي رفح".

وأشارت مصادر محلية إلى وقوع اشتباكات في المكان.

وقال محمد الشاعر الذي يسكن على بعد 200 متر تقريباً من دوار العودة في المدينة "أنا موجود في البيت تحت القصف".

وأضاف الشاب البالغ من العمر 22 سنة "كل رفح لا يوجد فيها أمان... كل المناطق خطرة والتحرك في الشوارع صعب".

أما عبد الخطيب (40 سنة) فأكد "إطلاق نار من الدبابات والطائرات على الناس التي تتحرك وسط البلد". وأشار إلى "سحب دخان وسط البلد بسبب القصف من الطيران والدبابات". وأضاف، "الناس تائهة من نزوح إلى نزوح".

توقف عمليات الإجلاء

أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء أن عمليات الإجلاء لدواع طبية التي تشتد الحاجة إليها من غزة وكانت محدودة في الأساس، توقفت تماماً عندما شنت إسرائيل هجومها العسكري على رفح قبل ثلاثة أسابيع.

ولطالما طلبت وكالة الصحة العالمية من إسرائيل الإذن بإجلاء مزيد من الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة وإصابات بالغة من غزة.

وتشير التقديرات إلى أن الآلاف من سكان غزة يحتاجون إلى إجلاء طبي عاجل لكن القليل منهم تمكنوا من مغادرة القطاع المحاصر منذ اندلاع الحرب قبل نحو ثمانية أشهر.

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس إنه منذ أن شنت إسرائيل هجومها العسكري على مدينة رفح الجنوبية المكتظة مطلع مايو (أيار) حدث "توقف مفاجئ لجميع عمليات الإجلاء الطبي".

وحذرت من أن هذه الخطوة تعني أن مزيداً من الأشخاص سيموتون بانتظار تلقي العلاج.

قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة بعد هجمات حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر كان نحو 50 إلى 100 شخص يغادرون القطاع يومياً بتوصيات طبية لتلقي علاجات معقدة لم تكن متوفرة في القطاع بما في ذلك علاج السرطان.

وصرحت هاريس للصحافيين في جنيف "هؤلاء الأشخاص لم يرحلوا لمجرد بدء الحرب لذلك ما زالوا جميعاً بحاجة إلى إحالة طبية".

وأضافت أنه بما أن الخدمات الطبية في غزة تعطلت بشكل كارثي بسبب الحرب، فعلى مزيد من الأفراد المغادرة للحصول على الخدمات التي اعتادوا الحصول عليها داخل القطاع مثل العلاج الكيماوي أو غسيل الكلى.

إضافة إلى ذلك، يحتاج الآلاف الآن إلى المغادرة بعد تعرضهم لإصابات خطيرة أثناء الحرب.

وقالت هاريس إن منظمة الصحة العالمية تقدر أن "نحو 10 آلاف شخص يحتاجون إلى الإجلاء لتلقي العلاج الطبي اللازم في مكان آخر".

وأضافت أن من بينهم أكثر من ستة آلاف مريض يعانون صدمات نفسية وما لا يقل عن ألفي مريض من أمراض مزمنة خطيرة مثل السرطان.

وأضافت هاريس أنه منذ التوقف الكامل لعمليات الإجلاء الطبي من غزة في 8 مايو، أضيف ألف مريض وجريح في حالة حرجة إلى تلك القائمة.

وقبل ذلك حصلت منظمة الصحة العالمية على موافقة إسرائيل للقيام بـ5800 عملية إجلاء طبي، أي نحو نصف العدد الذي طلبته منذ بدء الحرب.

وأوضحت أن 4900 مريض تمكنوا من المغادرة من أصل 5800.

قصف جديد رغم الإدانات

دكت إسرائيل رفح بضربات جوية وقصف بالدبابات، اليوم الثلاثاء، لتواصل هجومها على المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة على رغم الإدانات الدولية لهجوم أدى إلى إشعال حريق في مخيم للنازحين وأودى بـ45 شخصاً في الأقل.

وقال مسؤولون في القطاع، الذي تديره حركة "حماس"، إن 16 فلسطينياً في الأقل قتلوا في الضربات الليلة الماضية.

وأفاد شهود لـ"رويترز"، أن دبابات إسرائيلية وصلت، اليوم الثلاثاء، إلى وسط مدينة رفح بعد ثلاثة أسابيع من بدء عملية برية في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.

وذكر الشهود أنهم رأوا الدبابات قرب مسجد العودة، وهو أحد المعالم الرئيسة بوسط رفح. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على هذه الأنباء، قائلاً إنه سيصدر بياناً في شأن عملية رفح في وقت لاحق.

كفى قصفاً

وسيطرت القوات الإسرائيلية في السابع من مايو (أيار) على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتنفذ عمليات عسكرية في المدينة التي تعدها آخر معقل رئيس لحركة "حماس" في القطاع المحاصر.

وقالت فاتن جودة (30 سنة) لوكالة "الصحافة الفرنسية" من حي تل السلطان غرب رفح، "لم ننم طوال الليل، فالقصف من كل الاتجاهات بشكل عشوائي، قصف مدفعي وجوي".

 

 

وأضافت "الوضع الليلة كان مخيفاً للغاية. رأينا الجميع ينزح من جديد بسبب خطورة الوضع. نحن أيضاً سنخرج الآن ونتجه إلى المواصي خوفاً على حياتنا".

وقبل دخوله رفح، دعا الجيش الإسرائيلي سكان الأحياء في شرق المدينة إلى الانتقال إلى "المنطقة الآمنة" في المواصي. وتقول المنظمات غير الحكومية والوكالات الدولية، إن المنطقة غير مجهزة بالماء والبنى التحتية ولا تصلح للنزوح.

وقتلت امرأة في قصف على مبنى في رفح، وفق ما ذكر طبيب في المستشفى الإماراتي في المدينة. كما أفاد مراسل لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" عن قصف وإطلاق نار كثيف في أحياء عدة في مدينة غزة شمال القطاع، إذ تسببت ضربة على منزل في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عدد آخر بجروح، وفق شهود.

يأتي ذلك بعد يومين على قصف إسرائيلي على مخيم للنازحين في شمال غربي رفح تسبب باندلاع حريق ومقتل 45 شخصاً وجرح 249 آخرين، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه فتح تحقيقاً في الغارة. وكان أعلن أنه استهدف مجمعاً لحركة "حماس" وقتل قياديين اثنين في الغارة. ووصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الضربة بأنها "حادثة مأسوية".

وأثارت الغارة تنديداً من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وفرنسا والصين، فضلاً عن الولايات المتحدة ومصر وقطر، الدول الوسيطة في جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة منذ نحو ثمانية أشهر، إضافة إلى عدد كبير آخر من دول العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعت واشنطن حليفتها إسرائيل إلى "اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين". وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي، إن "الصور الكارثية تفطر القلب" بعد الغارة التي "أسفرت عن مقتل عشرات الأبرياء الفلسطينيين".

في باريس، تظاهر قرابة 10 آلاف شخص، حاملين أعلاماً فلسطينية ولافتات كتب عليها "كفى قصفاً. فلسطين حرة".

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالضربة الإسرائيلية على رفح، قائلاً في منشور على منصة "إكس"، "لا يوجد مكان آمن في غزة. يجب وضع حد لهذه الفظائع".

وقال مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، "القول إن الأمر يتعلق بـ(خطأ) لا يعني شيئاً للذين قتلوا وللذين يحاولون إنقاذ الأرواح".

مجلس الأمن ينعقد

وينعقد مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق الثلاثاء، في جلسة طارئة بناء على طلب الجزائر للبحث في الضربة الإسرائيلية الدامية على رفح.

وكانت محكمة العدل الدولية طلبت من إسرائيل "وقفاً فورياً" لعمليتها في رفح، و"لأي أعمال أخرى في المحافظة من شأنها أن تفرض على السكان الفلسطينيين في غزة ظروفاً معيشية يمكن أن تؤدي إلى تدميرهم جسدياً".

وعلق مسؤولون دوليون على "الصور المروعة" التي انتشرت بعد الغارة على مخيم النازحين الواقع قرب منشأة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وقال مدير الوكالة فيليب لازاريني، إن الصور "تدل على تحول رفح إلى جحيم على الأرض".

 

 

وتتزايد الضغوط على إسرائيل لوقف الحرب، بينما تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر إذ لم تعد معظم المستشفيات تعمل.

ودخل، اليوم الثلاثاء، قرار إسبانيا وإيرلندا والنرويج الاعتراف بدولة فلسطين، حيز التنفيذ. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم، في إعلان مقتضب بالإسبانية والإنجليزية، إن الاعتراف بدولة فلسطين "ضروري لتحقيق السلام"، مشدداً على أن القرار لم يتخذ "ضد أي طرف، وخصوصاً ليس ضد إسرائيل".

وأضاف أن الاعتراف بدولة فلسطين يعكس "رفضنا التام لـ(حماس) التي هي ضد حل الدولتين".

وتعتبر إسرائيل هذا الاعتراف بمثابة "مكافأة" لـ"حماس" على هجومها على إسرائيل.

واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسباني بالتواطؤ في "التحريض على إبادة اليهود" بعد اعتراف بلاده بدولة فلسطين.

وخاطب كاتس سانشيز عبر حسابه على منصة "إكس" بالقول، "أنت متواطئ في التحريض على إبادة اليهود"، مشبهاً نائبة رئيس الوزراء الإسبانية يولاندا دياز بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار، إذ يدعون كلهم إلى "إقامة دولة إرهابية إسلامية فلسطينية من النهر إلى البحر".

توابع حادثة المخيم

وفي رد فعل على قصف مخيم تحتمي به آلاف العائلات النازحة من الهجمات في أماكن أخرى من قطاع غزة واندلاع حريق به، الأحد الماضي، دعا زعماء من حول العالم إلى تنفيذ أمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي.

وقال سكان، إن منطقة تل السلطان، مسرح الهجوم المميت، الأحد، لا تزال تتعرض لقصف عنيف.

وقال أحد السكان لـ"رويترز" عبر تطبيق للتراسل، "قذائف الدبابات تسقط في كل مكان في تل السلطان، والعائلات طول الليل تنزح من بيوتها تحت إطلاق النار".

وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الثلاثاء، أن نحو مليون شخص فروا من الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ بداية مايو (أيار).

 

 

وعلى رغم أن محكمة العدل الدولية أصدرت حكماً، الجمعة الماضي، يأمر إسرائيل بوقف هجماتها، تمضي إسرائيل فيها بحجة أن الحكم يمنحها متسعاً للاستمرار في العمليات العسكرية بغزة.

وباعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج رسمياً بدولة فلسطينية، اليوم الثلاثاء، تجد إسرائيل نفسها في عزلة متزايدة على الساحة الدولية بسبب استمرار الصراع في غزة لأكثر من سبعة أشهر.

ووصفت الدول الثلاث قرارها بأنه وسيلة لتسريع الجهود الرامية إلى ضمان وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل و"حماس".

وتقول إسرائيل إنها تريد القضاء على مسلحي "حماس" المختبئين في رفح، وإنقاذ الرهائن الذين تقول إنهم محتجزون في المنطقة.

وذكر سكان أن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات إسرائيلية ومسلحين من "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في جباليا بشمال قطاع غزة، وهو أحد أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التي أقيمت لإيواء المدنيين النازحين منذ سنوات عديدة.

وقال مسعفون، اليوم الثلاثاء، إن ضربة جوية إسرائيلية قتلت وأصابت عدداً من الفلسطينيين في منزل بحي الفالوجة. وتعتقد فرق الدفاع المدني، أن هناك عديداً من الجثث تحت الأنقاض ولا يمكنها الوصول إليها.

نزوح أبدي

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الثلاثاء، إن نحو مليون شخص فروا من رفح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

وكانت مدينة رفح الصغيرة الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة تؤوي أكثر من مليون فلسطيني فروا من الهجمات الإسرائيلية على أجزاء أخرى من القطاع.

وينفذ الجيش الإسرائيلي منذ أوائل مايو ما يقول، إنها عملية محدودة في رفح لقتل مسلحين وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها حركة "حماس" التي تدير غزة. وأمر المدنيين بالذهاب إلى "منطقة إنسانية موسعة" على بعد نحو 20 كيلومتراً.

ويشكو عديد من الفلسطينيين من أنهم عرضة للهجمات الإسرائيلية أينما ذهبوا، ومن أنهم يتنقلون من شمال إلى جنوب القطاع والعكس خلال الأشهر القليلة الماضية.

وقالت "أونروا"، إن السبب في النزوح من رفح هو "عدم وجود مكان آمن يذهبون له وسط القصف ونقص الغذاء والماء وتراكم النفايات ووجود أوضاع معيشة غير ملائمة". مضيفة أن تقديم المساعدات والحماية بات مستحيلاً تقريباً.

وكان رئيس الوزراء الإسباني ونظيراه النرويجي والإيرلندي أعلنوا، الأربعاء الماضي، بشكل منسق الاعتراف بدولة فلسطين على أن يدخل القرار حيز التنفيذ الثلاثاء.

وبدأ اجتماع مجلس الوزراء الإسباني الذي سيقر رسمياً المرسوم في هذا الشأن. وتجتمع الحكومة الإيرلندية قبل ظهر الثلاثاء، فيما رفعت النرويج، الأحد، مذكرة شفهية إلى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى تنص على دخول هذا القرار حيز التنفيذ اعتباراً من الثلاثاء.

وتأمل هذه الدول الأوروبية الثلاث، واثنان منهما عضوان في الاتحاد الأوروبي (إسبانيا وإيرلندا)، في أن تحمل مبادرتها ذات البعد الرمزي، دولاً أخرى على الانضمام إليها.

وتشدد هذه الدول على الدور الذي اطلعت به إسبانيا والنرويج في عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي. فقد استضافت مدريد مؤتمراً للسلام عام 1991 قبل سنتين على اتفاقات "أوسلو" عام 1993.

وقد أعلنت سلوفينيا أيضاً أنها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين. لكن المسألة تثير اختلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي.

وترى دول أعضاء أخرى، مثل فرنسا، أن الوقت غير موات راهناً. أما ألمانيا فلا تفكر باعتراف كهذا إلا بنتيجة مفاوضات بين الطرفين.

ومع إسبانيا وإيرلندا والنرويج تكون 145 دولة اعترفت بدولة فلسطين من أصل 193 أعضاء في الأمم المتحدة، وفق تعداد للسلطة الوطنية الفلسطينية.

وتغيب عن هذه القائمة غالبية الدول الأوروبية الغربية وأميركا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.

غضب إسرائيل

حتى الآن كانت السويد الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي اعترفت بدولة فلسطين عام 2014. أما تشيكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص فكانت قد اعترفت بها قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

وأثار قرار مدريد ودبلن وأوسلو، الأسبوع الماضي، غضب إسرائيل. وقد تصاعد التوتر بصورة مطردة في الأيام الأخيرة.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس اتخذ، الإثنين، "إجراءات عقابية" حيال القنصلية الإسبانية في القدس التي أمرها بوقف تقديم الخدمات القنصلية للفلسطينيين من الضفة الغربية، اعتباراً من الأول من يونيو (حزيران).

وقال، "لن نقبل بالمساس بسيادة إسرائيل وأمنها"، مؤكداً "كل من يمنح مكافأة لحماس ويحاول إقامة دولة فلسطينية إرهابية لن يكون على اتصال بالفلسطينيين".

ونشر كاتس عبر منصة "إكس"، الأحد الماضي، فيديو يجمع بين مشاهد عن هجوم "حماس" مع لقطات لراقصى فلامنكو، مؤكداً أن "حماس" "تشكر بيدرو سانشيز على خدماته"، فيما وصف وزير الخارجية الإسباني هذا الفيديو بأنه "مريع ومشين".

وشددت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبلس من لهجتها متهمة إسرائيل، السبت، بارتكاب "إبادة فعلية" في غزة، وهي عبارة اقتصر استخدامها حتى الآن على وزراء اليسار المتطرف في إسبانيا، وأحجم عن استخدامها أي عضو اشتراكي في الحكومة الإسبانية.

وأكد وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن، الإثنين، أن "البعض وصف قرارنا بأنه مكافأة ممنوحة للإرهاب. هذا بعيد كل البعد من الحقيقة"، مشدداً على أن قرار الاعتراف بدولة فلسطين ينم عن إرادة دبلن ومدريد وأوسلو "لقيام مستقبل من العلاقات الطبيعية بين الشعبين" الفلسطيني والإسرائيلي.

وأعلنت الحكومة الأيرلندية في بيان اليوم الثلاثاء، اعترافها رسمياً بالدولة الفلسطينية، في تحد لإسرائيل التي نددت بالخطة.

وأضاف البيان أن الحكومة صادقت على القرار في اجتماع لمجلس الوزراء صباح اليوم.

وجاء في البيان، "الحكومة تعترف بفلسطين دولة ذات سيادة ومستقلة ووافقت على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين دبلن ورام الله".

وأضاف، "سيتم تعيين سفير لأيرلندا لدى دولة فلسطين مع سفارة كاملة لأيرلندا في رام الله".

وقال رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس، إن التحرك يهدف إلى إبقاء الأمل في السلام حياً.

وأوضح في البيان، "هذا القرار الذي اتخذته أيرلندا يهدف إلى إبقاء الأمل حياً. إنه يتعلق بالإيمان بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإسرائيل وفلسطين للعيش جنباً إلى جنب في أمن وسلام".

رداً على الاستفزازات

وأعلن وزير الخارجية الإسباني أن إسبانيا وإيرلندا والنروج، التي أثار اعترافها المتزامن بدولة فلسطين الثلاثاء، غضب السلطات الإسرائيلية، ستقدم رداً "حازماً" على "هجمات" الدبلوماسية الإسرائيلية.

وقال خوسيه مانويل ألباريس أمام الصحافة "سنقدم رداً منسقاً مع النروج وإيرلندا اللتين تتعرضان لنفس النوع من التضليل الاعلامي الدنيء والهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي"، متحدثاً عن "رد حازم وهادئ" على هذه "الاستفزازات".

وأضاف في ختام جلسة مجلس الوزراء بعد اعتماد المرسوم الذي يعترف بدولة فلسطين رسمياً، "لا أحد يمكنه أن يخيفنا. نحن لا نصنع سياستنا الخارجية عبر الرد بالتغريدات، لدينا أفكار واضحة حول المسار الذي يجب أن نسلكه".

وتابع أن رد دبلن ومدريد وأوسلو سيحصل "في الوقت المناسب".

بهذا الصدد، اتهم ألباريس الخارجية الإسرائيلية بأنها "مهتمة بالحديث عن التغريدات أكثر من اهتمامها بقرارات محكمة العدل الدولية"، أعلى هيئة قضائية لدى الأمم المتحدة، التي أمرت إسرائيل الجمعة بوقف هجومها العسكري في رفح في جنوب قطاع غزة.

وفي رد غاضب على قرار مدريد ودبلن وأوسلو الاعتراف بدولة فلسطين، كثف وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس الرسائل الغاضبة ضد هذه الدول الثلاث على مدى أيام على منصة "أكس".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات