Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الإسرائيلي يعلن سيطرته على محور فيلادلفيا بين غزة ومصر

واشنطن: لا يمكن التحقق من استخدام تل أبيب أسلحة أميركية في رفح

ملخص

يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المركز على قطاع غزة على رغم الإدانات الدولية بعد ضربات على مخيمين للنازحين في مدينة رفح أوقعت أكثر من 65 قتيلاً، بحسب حكومة حركة "حماس".

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء أنه فرض "سيطرة عملياتية" على ممر فيلادلفيا الاستراتيجي على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في تصريح متلفز "خلال الأيام الأخيرة تمكّنت قواتنا من تحقيق السيطرة العملياتية على محور فيلادلفيا"، في إشارة إلى الممر الذي يبلغ طوله 14 كيلومتراً على طول الحدود مع مصر، من البحر المتوسط شمالاً حتى معبر كرم أبو سالم جنوباً.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية "عثرت على نحو 20 نفقاً في منطقة محور فيلادلفيا"، بما في ذلك "بنى تحتية إرهابية متطورة شرق رفح، بطول 1.5 كيلومتر وعلى بعد نحو مئة متر من معبر رفح".

وأردف هاغاري أن "حماس" استخدمت محور فيلادلفيا "كشريان الأوكسجين" ولـ"تهريب الوسائل القتالية إلى داخل قطاع غزة بصورة دائمة".

تأتي السيطرة على محور فيلادلفيا بعد أسابيع فقط على سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي مع مصر في السابع من مايو (أيار) الجاري مع بدء هجومها البري في المحافظة الواقعة في أقصى جنوب القطاع الفلسطيني.

وكان المحور بمثابة منطقة عازلة بين غزة ومصر، وقامت القوات الإسرائيلية بدوريات فيه حتى عام 2005 عندما سحبت وحداتها في إطار خطة فك الارتباط مع قطاع غزة.

وادعى الجيش الإسرائيلي العثور على أنفاق كانت تستخدم لتهريب البضائع بما في ذلك الأسلحة والسيارات والحيوانات تحت الممر.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر "رفيع المستوى" اليوم قوله إن "لا صحة" لتقارير إعلامية إسرائيلية حول وجود أنفاق على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة.

وذكرت القناة أيضاً نقلاً عن المصدر نفسه أن هناك محاولات إسرائيلية لتصدير الأكاذيب حول وضع قواتها على الأرض في رفح" جنوب غزة.

واستخدم الفلسطينيون الأنفاق للالتفاف على الحصار الذي فرضته إسرائيل عندما سيطرت حركة "حماس" التي تصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، على السلطة في القطاع.

وكانت السلطات المصرية أغرقت في السابق أنفاقاً بالمياه في محاولة لوضع حد للتهريب.

خطة ما بعد الحرب

ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل اليوم الأربعاء إلى وضع خطة لما بعد الحرب في غزة، وحذر من أن عدم وضعها قد يؤدي إلى الفوضى والخروج على القانون وعودة حركة "حماس" في القطاع.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي في مولدوفا إنه رغم تحقيق إسرائيل نجاحاً حقيقياً في تدمير قدرة "حماس" على تكرار هجوم مثل ذلك الذي وقع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، يجب أن تتساءل الحكومة الإسرائيلية الآن عما إذا كانت أي مكاسب أخرى ضد "حماس" يمكن أن تستمر بدون خطة لما بعد الحرب.

وأشار إلى صعوبة أخرى تتمثل في وجود أعضاء "حماس" بين المدنيين. وأضاف "أعتقد أن هذا يؤكد ضرورة وجود خطة لليوم التالي بعد الحرب لأنه في غياب مثل هذه الخطة فلن يأتي هذا اليوم". ردف المسؤول الأميركي قائلا "إذا لم (توضع خطة)، فستبقى حماس في الحكم، وهو أمر غير مقبول، أو سنشهد فوضى وخروجا على القانون وفراغا".

وأثار الهجوم الإسرائيلي المستمر على رفح منذ ثلاثة أسابيع الغضب من جديد بعد أن أشعلت ضربة جوية يوم الأحد حريقا في مخيم بأحد الأحياء في غرب المدينة مما أسفر عن مقتل 45 شخصا على الأقل.

وقالت إسرائيل إنها كانت تستهدف اثنين من كبار أعضاء حماس داخل تجمع سكني ولم تكن تنوي إسقاط قتلى من المدنيين.

وذكر بلينكن اليوم الأربعاء أنه ليس بوسعه التحقق مما إذا كانت إسرائيل قد استخدمت أسلحة مقدمة من واشنطن في أحدث هجماتها المميتة في رفح. وأضاف أن نوع الأسلحة المستخدمة وكيفية استخدامها سيتعين أن يكونا الغرض من تحقيق في الهجوم.

شكر سعودي

وشكر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود اليوم الأربعاء إيرلندا والنرويج وإسبانيا على اعترافها بدولة فلسطين، قائلاً خلال زيارة لمدريد إنها "تقف على الجانب الصحيح من التاريخ".

وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود للصحافيين في مدريد إلى جانب نظرائه من الأردن وقطر وتركيا والسلطة الفلسطينية قبل محادثات مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس "نحن هنا لنقول شكراً لإسبانيا على منح الأمل في أوقات حالكة للغاية".

وأضاف المسؤول السعودي "نحن هنا لنقول شكراً لإسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ وعلى الجانب الصحيح من العدالة".

وأصدرت حكومة سلوفينيا مرسوماً هذا الشهر في شأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيرفع إلى البرلمان غداً الخميس قبل تصويت متوقع في الأيام المقبلة.

ألم صيني

ومن ناحية أخرى، أعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ اليوم الأربعاء لنظيره المصري عبدالفتاح السيسي عن شعور "بالألم الشديد" جراء الوضع الإنساني "البالغ الخطر" في قطاع غزة، وفق ما أفاد التلفزيون العام الصيني "سي سي تي في".

ويواصل الجيش الإسرائيلي قصفه المركز على قطاع غزة، على رغم الإدانات الدولية بعد ضربات على مخيمين للنازحين في مدينة رفح أوقعت أكثر من 65 قتيلاً، بحسب حكومة حركة "حماس".

وقال شي للسيسي خلال لقاء في بكين إن "هذه الحلقة الجديدة من النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني أوقعت عدداً كبيراً من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين الأبرياء، والوضع الإنساني في غزة بالغ الخطر"، بحسب ما نقل التلفزيون الصيني، مضيفاً أن "الصين يؤلمها بشدة" ما يحصل.

أولوية شي المطلقة

وتستضيف العاصمة الصينية هذا الأسبوع عدداً من القادة العرب في إطار منتدى تأمل أن يعمق العلاقات مع المنطقة، وأن يعكس "صوتاً مشتركاً" في شأن الحرب داخل قطاع غزة.

وقال شي إن "الأولوية المطلقة حالياً هي لإحلال وقف إطلاق نار فوري لتفادي أن يتوسع النزاع وينعكس على السلام والاستقرار في المنطقة، ولتدارك أزمة إنسانية أكثر خطراً".

 

وتقود مصر مع قطر والولايات المتحدة جهود وساطة سعياً إلى التوصل إلى إطلاق نار دائم في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين خطفتهم "حماس" وتحتجزهم في القطاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد شي على أن "الصين تثمن الدور المهم الذي تلعبه مصر في تهدئة الوضع وإيصال المساعدة الإنسانية".

وتابع أن بلاده "مستعدة للتعاون مع مصر لمواصلة تقديم مساعدة لسكان غزة بقدر إمكاناتها، والعمل من أجل تسوية سريعة وشاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية".

وتقيم الصين علاقات جيدة مع إسرائيل، لكنها تؤيد كذلك القضية الفلسطينية، وتسعى إلى حل على أساس دولتين.

البرازيل تستدعي سفيرها

واستدعت البرازيل سفيرها لدى إسرائيل ولا تعتزم تعيين بديل عنه في الوقت الحاضر، على ما أفاد به مصدر دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء، في تطور جديد للتوتر القائم بين البلدين على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة.

واستدعي السفير فريديريكو ماير بالأساس للتشاور مع حكومته بعد قيام أزمة دبلوماسية بين البرازيل وإسرائيل في فبراير (شباط) حول الحرب في القطاع.

وأوضح المصدر الأربعاء أن الظروف غير متوافرة "لعودته لإسرائيل".

وكان لولا اتهم الدولة العبرية في الـ18 من فبراير بارتكاب "إبادة" في غزة، مشبهاً الحرب بين إسرائيل و"حماس" بمحرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، مما تسبب في أزمة دبلوماسية مع تل أبيب.

وأثارت تلك التصريحات انتقادات لاذعة من المسؤولين في إسرائيل، التي أعلن وزير خارجيتها يسرائيل كاتس، أن لولا بات شخصاً غير مرغوب فيه في البلاد.

وعلى إثر ذلك، استدعت البرازيل سفيرها للتشاور، كما استدعي السفير الإسرائيلي لدى برازيليا.

وأوضح المصدر الدبلوماسي الأربعاء، أن "الإهانة" التي لحقت بماير كانت خلف قرار استدعائه نهائياً.

وسيتولى القائم بالأعمال فابيو فارياس تمثيل البرازيل في تل أبيب، ولن يعين لولا سفيراً في الوقت الحاضر.

لا لبيع الأسلحة

ودعا تحالف من المنظمات غير الحكومية الأربعاء منظمي معرض "يوروساتوري"، وهو معرض دولي للدفاع والأمن البري قرب باريس، إلى "منع" بيع الأسلحة التي يحتمل أن يستخدمها الجيش الإسرائيلي في غزة، تحت طائلة الملاحقة القضائية.

وفي إشعار بموجب محضر قضائي بتاريخ الـ24 من مايو (ايار)، طلب هذا التحالف من شركة  Coges Events المنظمة للمعرض "تبيان الإجراءات المتخذة لمنع بيع أو شراء أسلحة يمكن استخدامها في الجرائم المرتكبة في فلسطين" كما قال في بيان.

وطلب أيضاً من الشركة المنظمة للمعرض "العمل على الحيلولة دون أن يتيح المعرض تعزيز القوة الاقتصادية لشركات يحتمل أن تكون مشاركة في هذه الجرائم".

وأضافت المنظمات "من دون الأسلحة القادمة من شركات متعددة الجنسيات في دول مختلفة، ومن دون تمويلها وتراخيص الاتجار بها التي تستمر بعض الدول في منحها، لا يمكن ارتكاب هذه الجرائم بهذه الكثافة".

ويضم هذا التحالف الذي "يحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات قانونية ضد Coges Events، جمعيات ASER، وStop Arming Israel، وUrgence Palestine، وجمعية التضامن الفرنسية – الفلسطينية"، ويقول إنه يحظى بتأييد نحو 30 منظمة أخرى.

وينظم معرض "يوروساتوري" من الـ17 إلى الـ21 من يونيو (حزيران) في شمال باريس، ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، أشارت شركة Coges Events إلى أنها تعمل "تحت سلطة الحكومة"، وأن "يوروساتوري" هو فقط "معرض لعرض معدات الدفاع والأمن، وليس بأية حال من الأحوال مكاناً لعقد الصفقات - ليس هناك أية ذخائر فعلية معروضة - أو ترويج لاستخدام مثل هذه المواد".

وفي مقابلة مع الوكالة اعتبر رئيس المعرض شارل بودوان أن وجود جناح و74 عارضاً إسرائيلياً "بينهم نحو 10 عرضوا أسلحة"، من أصل 2054 مشاركاً متوقعاً في المعرض، يمكن أن يثير "لدى الجمعيات مشاعر يمكن تفهمها".

وأضاف "نحترم بالكامل كل المعاهدات، سواء معاهدة تجارة الأسلحة أم المعاهدات التي تحظر بعض الأسلحة" مثل الذخائر العنقودية أو الألغام المضادة للأفراد.

وأضاف أن منظمات غير حكومية تأتي إلى المعرض للتحقق من مطابقة المنتجات المعروضة أو كتيبات الشركات.

توقيفات في لندن

أوقف 40 شخصاً مساء الثلاثاء في لندن، عقب أحداث وقعت بعد تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين أصيب خلالها ثلاثة من عناصر الشرطة، بحسب ما أفادت به شرطة "سكوتلانديارد" الأربعاء.

وقالت الشرطة إن 8 آلاف إلى 10 آلاف شخص شاركوا في التظاهرة التي نظمت احتجاجاً على عمليات القصف الإسرائيلي على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وللمطالبة بوقف لإطلاق النار.

وأشارت إلى أن غالبية المشاركين تفرقوا في الوقت المحدد من دون حوادث.

غير أن مجموعة من نحو 500 شخص بقيت في شارع "وايتهول" المجاور لمقر رئاسة الحكومة في "داونينغ ستريت"، واستمرت في التظاهر "في انتهاك للشروط الموضوعة"، وفقاً للشرطة التي أجرت حواراً ثم قامت بعمليات توقيف تصدى لها بعض المتظاهرين.

بعد ذلك فرض طوق أمني لاحتواء تظاهرة خارجة عن السيطرة، قبل أن يتدخل عناصر شرطة لإنفاذ القانون وإلقاء القبض على منظمي المظاهرة المفترضين.

وفي المجموع ألقي القبض على 40 شخصاً، بموجب قانون النظام العام خصوصاً، بتهمة تعطيل السير على طريق عام، والاعتداء على عناصر أجهزة الطوارئ، وفق الشرطة.

باريس على الخط

بالتزامن مع ذلك خرجت تظاهرات في باريس، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد مواكب خارجة عن السيطرة.

وفي مكسيكو اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة بالقرب من السفارة الإسرائيلية.

وأسفر القصف الإسرائيلي على مخيم للنازحين في رفح مساء الأحد عن مقتل 45 شخصاً وإصابة 249 شخصاً بجروح، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة "حماس"، مما أثار استهجاناً دولياً.

ودانت الأمم المتحدة ودول عدة هذه الضربة الإسرائيلية، بينما كررت الولايات المتحدة دعوتها لإسرائيل إلى "حماية المدنيين".

وبعد يومين من عملية القصف هذه على رفح، أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 21 شخصاً في ضربة إسرائيلية أخرى على مخيم للنازحين في جنوب القطاع الفلسطيني.

المزيد من الشرق الأوسط