في السادس من أغسطس (آب) 2023 أعلن نادي أولمبياكوس اليوناني صفقة انتقال مجانية غير متوقعة بالتعاقد مع المهاجم المغربي أيوب الكعبي، الذي قضى أشهراً عدة مع السد القطري لم تشهد نجاحاً كبيراً بعد وصوله من هاتاي سبور التركي.
وكان الكعبي (30 سنة) شارك في 34 مباراة في موسم (2022 - 2023) مع النادي التركي ثم السد القطري، ونجح في تسجيل 14 هدفاً وصناعة ثلاثة أهداف، وجاء انتقاله إلى أولمبياكوس وسط انخفاض قيمته السوقية من 5 ملايين يورو (5.40 مليون دولار) إلى 3.5 مليون يورو (3.78 مليون يورو)، بعد توقف مشاركاته مع منتخب (أسود الأطلس) في يونيو (حزيران) 2022، وابتعاده عن قائمة نهائيات كأس العالم 2022 وعدد من المباريات التالية سواء ودية أم في تصفيات كأس الأمم الأفريقية.
وسرعان ما أعاد الكعبي اكتشاف نفسه في أولمبياكوس، إذ شارك في 50 مباراة خلال الموسم الماضي (2023 - 2024) مقسمة بين الدوري اليوناني والدوري الأوروبي ودوري المؤتمر الأوروبي، وسجل خلالها 33 هدفاً وصنع ثلاثة أهداف، لكنه وصل إلى ذروة تألقه في الأسابيع الأخيرة من الدوري المحلي، إذ سجل ثمانية أهداف في آخر خمس مباريات، تزامناً مع تسجيل 11 هدفاً في تسع مباريات في دوري المؤتمر الأوروبي ليقود فريقه لرفع الكأس القارية.
وبعد تسجيل خمسة أهداف في أول أربع مباريات بالبطولة الأوروبية غاب الكعبي عن هز شباك المنافسين في مباراتي الدور ربع النهائي ضد فنربخشة التركي، لكنه عاد للواجهة بتسجيل ثلاثة أهداف في شباك أستون فيلا الإنجليزي في ذهاب الدور نصف النهائي بالبطولة، ثم إضافة هدفين في مباراة الإياب، ليقود أولمبياكوس للنهائي الأول في تاريخه بالبطولة.
وفي المباراة النهائية ضد فيورنتينا الإيطالي سجل الكعبي هدفاً قرب نهاية الشوط الإضافي الثاني ليقود البطل اليوناني للفوز بنتيجة (1 - 0)، ويحصد أول لقب قاري كبير في تاريخه.
جاء هدف المباراة الوحيد قبل أربع دقائق من نهاية الوقت الأصلي للشوط الإضافي الثاني، بعدما أخفق الفريقان في التسجيل في الوقت الأصلي للمباراة التي جاءت قوية على المستوى البدني، لكنها افتقرت لدقة اللمسات الأخيرة.
وفي خارج الملعب احتشد آلاف من مشجعي أولمبياكوس في ميناء بيريوس، وأطلقوا ألعاباً نارية احتفالاً بالفوز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأصبح أولمبياكوس أول فريق يوناني يفوز بلقب قاري، وكان باناثينايكوس اقترب من تحقيق لقب أوروبي، لكنه خسر نهائي الكأس الأوروبية 1971 أمام أياكس أمستردام الهولندي.
وكان فيورنتينا خسر نهائي كأس إيطاليا الموسم الماضي، ليخفق في الفوز في ثلاث مباريات نهائية خاضها في عامين ويستمر بحثه عن لقب أول منذ 2001.
وتحولت مدينة بيريوس الساحلية الواقعة خارج أثينا مباشرة حيث يوجد مقر أولمبياكوس إلى عرض مبهر من الألعاب النارية والألوان القرمزية مع انطلاق احتفالات المشجعين.
وخلق النصر التاريخي حالاً من السعادة الغامرة في معظم أنحاء اليونان، بما في ذلك رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن المشجعين احتفلوا بترديد الهتافات والشعارات والتلويح بأعلام أولمبياكوس في مدن بجميع أنحاء البلاد.
وكتب ميتسوتاكيس على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، "أسطورة حقيقية! أولمبياكوس يفوز بدوري المؤتمر ويدخل التاريخ! إنها ليلة مذهلة للنادي، وأيضاً لكرة القدم اليونانية بصفة عامة، تهانينا!".
وفي مدينة فلورنسا الإيطالية تعرض مشجعو فيورنتينا الذين كانوا يشاهدون المباراة عبر شاشات كبيرة في ملعب "أرتيميو فرانكي" لخيبة أمل جديدة، إذ تجرع الفريق الهزيمة الثانية على التوالي في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.
وبعد ظهور بوادر تألقه مع أولمبياكوس في الأشهر الأولى من الموسم المنتهي عاد الكعبي لقائمة المنتخب المغربي في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا والتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، ثم شارك في كأس أمم أفريقيا 2023، ومن المؤكد أن استمرار تألقه وتحقيقه لهذا الإنجاز الأوروبي أعاداه لواجهة كرة القدم الأفريقية والأوروبية.