Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف قادت مشكلة سوق الانتقالات بوروسيا دورتموند إلى نهائي الأبطال؟

مع بحث الأندية الكبرى عن نفس اللاعبين، اضطر دورتموند إلى التكيف مع استراتيجية انتقالاته الخاصة مما دفعه إلى حافة لقب قاري غير متوقع

إدين ترزيتش مدرب بوروسيا دورتموند الألماني وسط لاعبيه بعد مباراة في الدوري (أ ف ب)

ملخص

بوروسيا دورتموند المتخبط بعد تغير سياساته التعاقدية وارتفاع سن لاعبيه يخوض نهائي دوري أبطال أوروبا بحثاً عن إنجاز تاريخي

في يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما كان بوروسيا دورتموند الألماني يأمل فقط في الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بدلاً من النهائي، حاول تعزيز حظوظه في الموسم من خلال الانتقال إلى سلسلة من اللاعبين الشباب الواعدين في كرة القدم الإنجليزية.

يمكنك تخيل الملف الشخصي لهؤلاء اللاعبين الذين لجأ إليهم فريق كان دائماً مصدراً للمواهب الناشئة ذات الإمكانات مثل جادون سانشو عام 2017، وبمعنى آخر فإن تعاقدات دورتموند القديمة لم تعُد تناسبه، وباستثناء جود بيلينغهام الذي ضمه النادي في 2020 لم يعُد الأمر ينجح، فلم يعد عرض دورتموند بمنح مزيد من وقت اللعب للاعبين الشباب جذاباً لهم.

إن تطور كل من سوق الانتقالات وتكتيكات كرة القدم يعني أن أندية مثل مانشستر سيتي وريال مدريد تنظر إلى الملف الشخصي للاعبين، وأدى انتشار أسلوب الضغط العالي في كل مكان داخل الملعب إلى ضمان أن حتى أندية وسط الجدول تحتاج إلى مزيد من المواهب الشابة للجري.

باختصار، فقد دورتموند نقطة تفوقه الفريدة مع تغير العالم من حوله، وهذا يجبره الآن على التغيير، في خطوة يشعر كثيرون في النادي بأنها كانت آتية منذ وقت طويل.

الإدارة الجديدة للنادي مكلفة تحديد هوية جديدة، مما يجعل العودة لنهائي دوري أبطال أوروبا أمراً غير مرجح نظراً إلى وجود انقطاع في الاتصال عبر المؤسسة، وأن أسوأ فريق لدورتموند منذ عقد من الزمن وصل إلى أعلى مرحلة ممكنة.

النادي الذي اعتاد أن يفكر دائماً في المستقبل، أصبحت لديه أخيراً لحظة في الحاضر، ولكن وسط جدل واسع النطاق حول ما سيأتي بعد ذلك. أحد أصغر الفرق في دوري أبطال أوروبا هو الآن أحد أقدم الفرق، إنهم حتى لا يضغطون بالطريقة التي اعتادوا عليها.

ومع ذلك، لم يتغير أحد العناصر الأساسية للهوية الحديثة للنادي، فمن الواضح جداً أن دورتموند هو الفريق المستضعف قبل خوض نهائي دوري أبطال أوروبا، إذ يسعى مرة أخرى إلى تحدي القوى الأكبر.

لقد تم اعتبارهم منقذين للبطولة، لجهة أنهم مملوكون للجماهير وأطاحوا فريق باريس سان جيرمان الفرنسي المملوك لقطر، والآن سيواجهون المؤسسة الأوروبية الأعرق ريال مدريد.

من المؤكد أن دوري أبطال أوروبا يمكن أن يفعل شيئاً مختلفاً، إذ لم يفُز أي نادٍ لديه إيرادات سنوية تقل عن 460 مليون يورو (497.68 مليون دولار) بدوري أبطال أوروبا منذ عام 2013، وكان ذلك عندما فاز بايرن ميونيخ على دورتموند، وحتى بعد ذلك كانت أرقامهم منخفضة للغاية بسبب التضخم إذ بلغت إيرادات دورتموند الموسم الماضي 420 مليون يورو (454.40 مليون دولار).

وإذا نظرنا إلى الأمر من هذا المنظور، فمن السخافة أن يتم اعتبارهم مستضعفين إلى هذه الدرجة، وإذا كانت هذه هي الحال بالنسبة إلى دورتموند، فماذا يقال عن بقية الأندية؟ وما مدى ضيق قمة الهرم؟. لقد كان دورتموند في الواقع أحد المستفيدين الرئيسين من هيكل السلطة الحديث المنحرف، هذا الهيكل الذي يتأثر بصورة مباشرة بخصومهم، السبت المقبل.

عندما أجبر ميشيل بلاتيني على التنحي عن منصبه كرئيس للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" في 2016، استخدم ريال مدريد وبايرن ميونيخ فراغ السلطة للمضي قدماً في الإصلاحات، فذهب مزيد من الأموال إلى الأندية مقابل العروض التاريخية في دوري أبطال أوروبا على مدى 10 أعوام، مما يمكن اعتباره "إتاوات كرة القدم" ويرسخ أولئك الذين يشاركون بانتظام في المنافسة.

كان التهديد المستخدم للاستفادة من تلك الامتيازات هو دوري السوبر الأوروبي، فمنذ عام 2018، عندما دخلت هذه التغييرات حيز التنفيذ، كان مبلغ 210 ملايين يورو (227.20 مليون دولار) الذي حصل عليه دورتموند أكثر من جميع الأندية باستثناء تسعة، وكانت هذه القوة المالية أحد أسباب دعوتهم لدوري السوبر الأوروبي.

ورفض دورتموند هذه الدعوة على الفور، مع العلم أن جماهيره لن تؤيدها أبداً، وعلى المنوال نفسه تدرك الجماهير كيف أصبحت هذه الثروات لعنة، إذ أسهمت هذه الإيرادات في تحقيق أرقام، فحصل دورتموند باستمرار على المركز الـ11 أو الـ12 لناحية أعلى الإيرادات في أوروبا منذ عام 2012، في وقت بدأ أول فريق عظيم ليورغن كلوب هذه الحقبة، والموسم الوحيد الذي انحرف عن ذلك السياق منذ ذلك الحين كان (2021 - 2022) عندما احتلوا المركز الـ13، ومن اللافت للنظر مدى ثبات المستوى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين أن هذا الوضع يبدو مرغوباً فيه بالنسبة إلى جميع الأندية باستثناء الـ12 نادياً التي تسبقه في الترتيب، إلا أنه أسفر بصورة مباشرة عن حال الركود الغريبة.

أصبح دورتموند ثابتاً جداً في مكانه كنادي، مما أدى إلى ركوده، وبما أنهم دائماً النادي الذي يحتل المركز الـ12 في أوروبا فيعني ذلك أنهم كانوا دائماً الفريق الألماني الذي يحتل المركز الثاني، وفي حين أن دورتموند كان ثرياً، إلا أن موازنته تعد نصف ثروة بايرن ميونيخ، مما يعني أنه كان عليهم التكيف، ومع استهداف هذا الملف الشخصي للاعبين الأصغر سناً، كانت الفكرة هي أنهم سيتطورون في النهاية إلى فريق هائل مرة أخرى، لكن المبيعات الكبيرة المتكررة كانت تعمل باستمرار ضد ذلك الاتجاه. ونظر دورتموند إلى كثير من الاستثمارات المستقبلية لدرجة أنهم توقفوا عن اللعب في الوقت الحالي.

لقد أصبح الفوز صعباً للغاية لدرجة أنهم أضفوا طابعاً مؤسسياً على الفشل في تحقيق الفوز، ولم يكُن من المتوقع أن يفوزوا بالدوري الألماني، لذلك توقفوا عن السعي إلى تحقيق ذلك.

ويعتقد بعضهم بأن هذا الغياب للعقلية الصارمة تجلى في لحظات مثل نهاية موسم (2022 - 2023) عندما خسر فريق المدرب إدين ترزيتش اللقب بطريقة درامية في اليوم الأخير.

ومن المؤكد أن هناك وجهة نظر واسعة النطاق حول النادي بأنهم أصبحوا مرتاحين للغاية في احتلال المركز الثاني والوصول إلى دوري أبطال أوروبا في كل موسم.

ومن خلال ذلك، كانوا مستفيدين من النظام الحديث ولكنهم أيضاً أكبر ضحاياه، وأدى الرضا عن النفس في نهاية المطاف إلى تعقيدات، كما يحدث في كثير من الأحيان، وبدا أن السياسة التي حددها الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته هانز يواكيم فاتسكه ضلت طريقها.

وعزز ذلك من رمزية وصول النادي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة في تاريخه، في نهاية هذه الحقبة.

لم يعُد دورتموند قادراً على التوقيع التالي مع بيلينغهام أو إيرلينغ هالاند، وبدلاً من ذلك اضطر النادي إلى السير في مسارات مختلفة، وكان هناك قدر أكبر بكثير من الواقعية في أعمالهم، كما يمكن رؤيته في التعاقدات مع لاعبين مثل نيكلاس فولكروغ ومارسيل سابيتزر.

وبالمثل، اختار دورتموند استعارة سانشو عام 2024 بدلاً مما يعادله في 2017.

ويبدو فريقهم الآن وكأنه شيء خارج الدوري الإيطالي في أوائل عام 2010، حين لجأت الأندية الكبرى إلى صفقات تسوية، أو لاعبين متاحين على سبيل الإعارة أو مجاناً، وشهدت التعاقدات الأخيرة ارتفاع متوسط ​​أعمار الفريق من 26 سنة الموسم الماضي إلى 28 سنة هذا الموسم، ويعدّ هذا ارتفاعاً صارخاً عن ذروة الحقبة السابقة في 2012، عندما كان كلوب يمتلك ثاني أصغر فريق في دوري أبطال أوروبا، بعد أياكس الهولندي.

واستمر ذلك حتى الموسم الماضي عندما كان لا يزال لديهم سادس أصغر فريق، ومن الواضح أن بيع النادي لاعبه بيلينغهام لمنافسه، السبت، أثار ذلك الأمر، لكنه قد يمثل المستقبل لكثير من الأندية الحديثة التي لم يعد بإمكانها العمل في هذا الفضاء بالدرجة نفسها بعد الآن.

هذه هي الطريقة التي تسير بها السوق، مما قد يترك فجوة لهؤلاء اللاعبين في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من أعمارهم.

وهذا يضيف مزيداً من الرمزية لكيفية قيام هذا الفريق بذلك خلال ليالٍ كثيرة في دوري أبطال أوروبا، ولم ينتظروا المستقبل.

كثير من هؤلاء اللاعبين عليهم أن يقدموا أداءً جيداً الآن، ولقد استغلوا اللحظة بطريقة لم تفعلها فرق دورتموند المتفوقة وحتى تكتيكات ترزيتش تقوم بدور في هذا، نظراً إلى كيفية تكيفهم معه.

وقد لعب الحظ دوره، فلا يمكن تجاهل ذلك، إذ كانوا على الجانب الأكثر تسامحاً من القرعة وكان من الممكن أن يخسروا أمام أتلتيكو مدريد وربما كان ينبغي أن يخرجوا من باريس سان جيرمان الذي أضاع عدداً كبيراً من الفرص.

الآن من المتوقع أن يخسر دورتموند أمام ريال مدريد، وعلى أقل تقدير لا أحد ينظر إلى ما هو أبعد من ذلك، ودورتموند للمرة الأولى منذ فترة طويلة ينظر فقط إلى اللحظة، ولا يزال من الممكن أن يدخل التاريخ.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة