استهلت الأسهم الأوروبية تعاملات الجمعة ببداية ضعيفة إذ استقر مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي لكنه يتجه صوب الانخفاض للأسبوع الثاني، وإن كان من المرجح أن يسجل مكاسب على أساس شهري.
وأظهر استطلاع رأي أجرته "رويترز" أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة في يونيو (حزيران) المقبل على الأرجح، في وقت يترقب المستثمرون صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساس في الولايات المتحدة، وهو المؤشر المفضل لدى مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لقياس التضخم.
بينما انخفض سهم "جيه دي سبورتس فاشون" للملابس الرياضية 6.7 في المئة إلى قاع "ستوكس 600"، بعدما أبقت الشركة البريطانية على توجيهات الأرباح للعام 2024-2025.
وكان سهم "تيليكوم إيطاليا" من ضمن الأسوأ أداء على المؤشر بانخفاضه ستة في المئة تقريباً، بعدما حصلت شركة "كيه كيه آر" الأميركية للاستثمار على موافقة غير مشروطة من سلطات مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، لاستحواذها على شبكة الخطوط الأرضية لشركة الاتصالات بقيمة تصل إلى 22 مليار يورو (24 مليار دولار)، وهبط سهم شركة "كابغيميني" لخدمات تكنولوجيا المعلومات 4.3 في المئة.
التضخم يعاود الارتفاع في منطقة اليورو
في تلك الأثناء، عاود معدل التضخم في منطقة اليورو الارتفاع في مايو (أيار) الجاري على نحو فاق التوقعات ليبلغ 2.6 في المئة على أساس سنوي، في انتكاسة لا يتوقع أن تؤثر في خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الخميس المقبل، وتخطت زيادة أسعار السلع الاستهلاكية هدف اثنين في المئة الذي حدده البنك.
وتوقع محللون في حديث لـ"فاكتست" و"بلومبيرغ" أن يبلغ التضخم 2.5 في المئة في مايو الجاري، بعدما سجل 2.4 في المئة في أبريل (نيسان) الماضي.
كذلك ارتفع التضخم الأساس، أي الذي لا يشمل مع أسعار الطاقة والغذاء المتقلبة، وهو المؤشر الذي يخضع لمتابعة دقيقة من الأسواق المالية والبنك المركزي الأوروبي، ليبلغ 2.9 في المئة، بعدما سجل 2.7 في المئة في أبريل الماضي، بحسب أرقام نشرتها "يوروستات" الجمعة.
ولكن على رغم ارتفاع التضخم يبدو أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى في اجتماع مجلس محافظيه في السادس من يونيو المقبل، وفقاً لتصريحات صادرة عن مسؤولين في البنك أخيراً.
وانخفض معدل تضخم أسعار السلع الاستهلاكية في منطقة اليورو إلى الربع منذ بلوغه 10.6 في المئة على أساس سنوي في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 مسجلاً رقماً غير مسبوق، عندما ارتفعت أسعار الطاقة على خلفية الحرب في أوكرانيا.
ولتهدئة التضخم، زاد البنك المركزي الأوروبي كلفة الاقتراض بمعدل غير مسبوق منذ يوليو (تموز) 2022، وبقيت أسعار الفائدة من دون تغيير عند مستوى قياسي منذ أكتوبر 2023، على حساب نمو اقتصادي هش.
ويمكن تفسير ارتفاع معدل التضخم بارتفاع أسعار الخدمات والطاقة، وفي قطاع الخدمات ارتفعت الأسعار بنسبة 4.1 في المئة على أساس سنوي في مايو الجاري، بعدما سجلت ارتفاعاً بنسبة 3.7 في المئة في أبريل الماضي وارتفعت أسعار الطاقة التي انخفضت بنسبة 0.6 في المئة الشهر الماضي بنسبة 0.3 في المئة في مايو الجاري.
الاقتصاد التركي ينمو 5.7 في المئة في الربع الأول
في الأناضول، أظهرت بيانات رسمية الجمعة أن الاقتصاد التركي نما 5.7 في المئة في الربع الأول من العام بفضل الطلب المحلي تماشياً مع التوقعات.
وتوقع استطلاع لـ"رويترز" أن يحقق الاقتصاد التركي نمواً 5.7 في المئة في الربع الأول من العام الحالي وبنسبة 3.1 في المئة خلال العام الحالي بأكمله.
ومن المتوقع أن يتباطأ النمو خلال الفترة المتبقية من العام نتيجة تداعيات سياسة التشديد النقدي التي ينتهجها البنك المركزي التركي في مواجهة ارتفاع التضخم.
وول ستريت تفتح على ارتفاع
في أقصى الغرب فتحت المؤشرات الرئيسة في "وول ستريت" على ارتفاع طفيف الجمعة بعدما أظهرت بيانات أن زيادة التضخم في أكبر اقتصادات العالم تتماشى إلى حد كبير مع التوقعات، ما عزز آمال خفض أسعار الفائدة الأميركية.
وصعد مؤشر "داو جونز" الصناعي 28.8 نقطة أو 0.08 في المئة عند الفتح إلى 38140.26 نقطة، وارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز" 500 نحو 7.7 نقطة أو 0.15 في المئة عند الفتح إلى 5243.21 نقطة، وزاد مؤشر "ناسداك" المجمع 34.8 نقطة أو 0.2 في المئة إلى 16771.896 نقطة عند الافتتاح.
"نيكاي" يغلق على ارتفاع
في الشرق الأقصى أغلق مؤشر "نيكاي" الياباني على ارتفاع بأكثر من واحد في المئة الجمعة متعافياً من نزوله لأدنى مستوى إغلاق خلال شهر في الجلسة السابقة، وذلك مع هبوط العوائد على السندات الأميركية بعدما أشارت مجموعة من البيانات إلى أن "المركزي الأميركي" لديه مجال لخفض الفائدة هذا العام.
وارتفع المؤشر الياباني 1.14 في المئة إلى 38487.9 نقطة بعد خسائر استمرت ثلاثة أيام وانخفض المؤشر 0.4 في المئة خلال الأسبوع لكنه ربح 0.2 في المئة على أساس شهري، بينما زاد مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 1.7 في المئة إلى 2772.39 نقطة، كما ربح 1.09 في المئة خلال الأسبوع ونحو 1.07 في المئة خلال الشهر.
وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية الليل الماضي بعدما أظهرت بيانات أن أكبر اقتصاد في العالم نما بوتيرة أقل من التقديرات السابقة في الربع الأول، وذلك بعد تعديل إنفاق المستهلكين بالخفض.
وصعد العائد على السندات اليابانية لأجل 10 أعوام إلى 1.07 في المئة لكنه تراجع عن ذروة بلغها أمس الخميس كانت هي الأعلى في نحو 13 عاماً عند 1.1 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الذهب مستقر
في أسواق المعادن النفيسة استقرت أسعار الذهب الجمعة رغم أن المعدن الأصفر يتجه لتحقيق مكاسب للشهر الرابع على التوالي.
ولم يشهد الذهب في التعاملات الفورية تغيراً يذكر ليستقر عند 2343.02 دولاراً للأوقية (الأونصة) وصعد المعدن النفيس 0.4 في المئة منذ بداية الأسبوع وحتى الآن وصعد2.5 في المئة منذ بداية الشهر، واستقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 2340.30 دولاراً.
وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسة مما يجعل الذهب أكثر كلفة لحائزي العملات الأخرى.
وقال المحلل المستقل روس نورمان "تجاهل الذهب جميع المؤشرات الاقتصادية العادية، كأنه يرقص على إيقاع خاص به. ويرجع ذلك إلى تدفقات المضاربة من الصين".
وعلى رغم أن الذهب يعد وسيلة للتحوط من التضخم تزيد أسعار الفائدة المرتفعة من كلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عوائد.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى استقرت الفضة في التعاملات الفورية عند 31.20 دولاراً للأوقية، لكنها تتجه لتحقيق أكبر مكسب شهري منذ يوليو (تموز) 2020، وارتفع البلاتين 0.2 في المئة إلى 1025.90 دولاراً، كما انخفض البلاديوم 0.1 في المئة إلى 946.75 دولاراً.