Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحذر يخيم على الجزائر قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة

4 أحزاب ترشح تبون لولاية ثانية قبل إعلانه خوض الاستحقاق والرئيس ينتقد

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون   (الإذاعة الجزائرية)

ملخص

تصاعدت انتقادات الرئاسة الجزائرية والمراقبين بعد تأسيس تحالف من 4 أحزاب دعم ترشح الرئيس تبون لولاية ثانية بالرئاسة الجزائرية ورفع صورته في مختلف التجمعات.

تعيش الساحة السياسة في الجزائر حالة من الحذر بعد عودة ممارسات النظام السابق تزامناً مع الاستعدادات الجارية لتنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، فبين تأسيس تحالف من أربعة أحزاب دعم ترشح الرئيس عبد المجيد تبون لولاية ثانية ورفع صورته في مختلف التجمعات وبين التظاهرات تصاعدت الانتقادات وارتفعت التحذيرات.

ممارسات "فولكلورية"

الصحف الجزائرية أماطت اللثام عن حالة من الغضب تملكت رئاسة الجمهورية ومسؤولها الأول الرئيس تبون، وتحدثت عن امتعاض من ظهور ممارسات وصفت بـ"الفولكلورية" كانت تميز المشهد السياسي قبل 2019، وقالت يبدو أن الحنين إلى الماضي بدأ يتسلل إلى صدور هواة الانتهازية، الأمر الذي يستدعي التذكير والتحذير.

وبعنوان متشابه "الرئيس تبون غاضب"، قالت صحيفة "الخبر" العربية و"مساء الجزائر" الفرنسية، إن "مثل هذه الملاحظات السلبية لا تمت للنضال والتأييد أو المساندة بأي صلة، بل تلطخ الصورة التي اكتسبتها الجزائر خلال السنوات القليلة الماضية، بعد استرجاع الدولة هيبتها والمواطن كرامته، واستردت المؤسسات أدوارها من القوى غير الدستورية التي كانت تقتات من هذه الممارسات البائدة التي ما كان لمن يحاولون توظيفها لأغراض سياسية أن يعيدوا استنساخها تحت أي عنوان أو مبرر".

ومما حرك الغضب ظاهرة رفع صور عملاقة للرئيس تبون في عدة تجمعات ولقاءات ونشاطات، بشكل أعاد إلى أذهان الجزائريين سنوات حكم الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة.

رفض رئاسي سابق وتنديد

من جانبه كان الرئيس الجزائري عمل على محو عديد من التصرفات والشعارات التي تقدس الأشخاص من قاموس المشهد السياسي، إذ اتخذ لدى تسلمه مقاليد الحكم، قرارات صارمة بوقف هذا النوع من الممارسات ووضعَ حداً لها، لا سيما أنها كانت تتم بصورة واسعة وفي غير موضعها وبلا مناسبات، كما أسقط مصطلح "الفخامة" على نفسه، وأعلن في مناسبات عدة رفضه له ولاستمرار كل ما يرمز للتقديس الشخصي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما دعا وزراءه للامتناع عن الاستعمال المبالغ فيه للعبارات السياسية النمطية التي تمجد الشخصيات وتقدسهم عبر أي وسيلة إعلامية، توحي بأن كل نشاط حكومي مهما كان نوعه هو بتوجيه من رئيس الجمهورية. ولفت إلى وجوب الاحترام الصارم للمواطنين والشعور العام في كل خطوة أو معاملة، كون رضا الشعب هو المقياس الأوحد لحسن الأداء لبناء جزائر قوية.

ونددت الرئاسة الجزائرية في وقت سابق بتصرف قامت به جامعة باتنة شرق البلاد، إذ كرمت الرئيس عبدالمجيد تبون عبر لوحة فنية تحمل صورته، وقالت إن ما جرى تصرف سيئ يستحضر حقبة مشينة من تاريخ البلاد.

ليست مفاجئة

من جانبه، يقول الناشط السياسي عبدالكريم باعلي لـ"اندبندنت عربية"، إن عودة ممارسات النظام السابق ليست مفاجئة على اعتبار أنها من صفات الانتهازيين، وأضاف أن هذه الفئات لم ولن تختفي من المجتمع بل تتربص الفرصة للظهور. فهي تغامر وتنتظر ردود الفعل، مشيراً إلى أن ظهور هذه التصرفات لن تنجح هذه المرة حيث عملية تنظيف الفساد لا تزال مستمرة وبقوة.

يضيف باعلي، أن هؤلاء يبررون أفعالهم بأنها لصالح الاستمرارية واستقرار وأمن البلاد، لكنها في الحقيقة تضر بصورة البلاد، لا سيما خارجياً، مبرزاً أن من شأن هذه التصرفات أن تخلق نوعاً من عدم الثقة لدى الشارع في تغير الأوضاع وخطابات المسؤولين، كما تفتح الأبواب من أجل إثارة القلاقل والشكوك. وختم بأن ارتباط هذه الممارسات بالقوى غير الدستورية سابقاً زاد من الغضب والامتعاض والتخوف.

ترشيح من دون ترشح

رفع الصور العملاقة للرئيس الجزائري ليست فقط ما بات يقلق السلطات والشارع، بل اندفاع بعض الأحزاب السياسية والشخصيات إلى إعلان ترشيح الرئيس تبون وأخرى دعمت هذا الترشح في حين لم يعلن عن موقفه بالمشاركة في السباق لولاية ثانية، إذ أسست أربعة أحزاب تحالفاً سياسياً تحت مسمى "ائتلاف أحزاب الغالبية من أجل الجزائر" لدعم الرئيس تبون.

كما رشح حزب "حركة البناء الوطني" الرئيس عبدالمجيد تبون للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأوضح رئيسه عبدالقادر بن قرينة، أن الاستحقاق الرئاسي استحقاق دولة ولا مجال فيه للمغامرة والمجازفة.

وأكدت الحركة أن قرارها جاء من حرصها على حماية ثوابت البلاد ولاستكمال بناء الجزائر الجديدة واستمرار مؤسساتها في أداء أدوارها في إطار الدستور وقوانين الجمهورية وتعزيز صلابة الجبهة الداخلية أمام التحديات والأخطار المهددة وتقوية ومعاضدة القرار الوطني.

في السياق، أشار الناشط السياسي إسلام بن عطية إلى أن غضب الرئيس هذه المرة لا يتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي ولكن بترشح الأحزاب السياسية له في ما لم يعلن هو بعد. إضافة إلى دعمه له من دون أن تعلم برنامجه، منتقداً التطور من ثقافة الصورة إلى ثقافة "التيفو" (الجماهير)، وتساءل، هل يقبل المنطق أن يغضب الرئيس من أحزاب تشكل ثلثي البرلمان وهي شريكة له في حكوماته المتعاقبة؟

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي