Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة المناخ تجعل السفر الجوي أكثر خطورة

خبراء يحذرون من أن تغير المناخ يفاقم خطر حدوث مطبات جوية لركاب الطائرات حول العالم

الركاب الذين عانوا اضطرابات شديدة على متن رحلة "الخطوط الجوية السنغافورية" يحتضن بعضهم بعضاً بعد هبوط طائرتهم في سنغافورة (رويترز)

ملخص

تتأثر عمليات إقلاع الطائرات وهبوطها على نحوٍ متزايد بموجات الحر 

أدت وفاة رجل بريطاني يبلغ من العمر( 73 سنة) كان على متن إحدى رحلات "الخطوط الجوية السنغافورية"  Singapore Airlines، إلى إثارة مخاوف من طريقة تسبب تغير المناخ في زيادة اضطرابات الرحلات للمسافرين جواً.

وكان جيفري كيتشن من بين الركاب الـ 211 على متن رحلة طائرة الـ "بوينغ" المتوجهة من لندن إلى سنغافورة عندما تعرضت الطائرة لمطبات جوية خلال ظروف جوية قاسية.

وقد قضى السيد كيتشن نحبه فيما أصيب نحو 70 مسافراً بجروح نتيجة ما وصفه ركاب تلك الرحلة بـ "السقوط المفاجئ" للطائرة، مما تسبب بارتطام رؤوس بعض الأشخاص بالسقف فوق مقاعدهم.

وفيما بدأ مسؤولو السلامة الجوية تحقيقاتهم في الحادثة يوم الأربعاء الـ22 من مايو (أيار) الماضي، سلط الاهتمام على الدور الذي اضطلع به تغير المناخ في العالم على السفر بالطائرات. وقد أشار عدد متزايد من الدراسات إلى أن أنماط دوران الهواء غير المنتظمة [خبط عشواء] باتت تتفاقم بسبب ارتفاع درجات حرارة الكوكب.

 

تأتي هذه الحادثة في أعقاب وقوع عدد من الحوادث المماثلة، بما فيها ذلك الذي تعرضت له رحلة شركة الطيران "سبايس جيت" Spicejet ما بين مدينتي كالكوتا ومومباي في الهند التي واجهت اضطرابات جوية شديدة في مايو (أيار) 2022، مما أدى إلى إصابة 14 راكباً بجروح.

وفي مارس 2019 تعرضت إحدى الطائرات التابعة لـ "الخطوط الجوية التركية" Turkish Airlines  كانت تقوم برحلة بين اسطنبول ونيويورك إلى اضطرابات شديدة فوق ولاية ماين الأميركية مما تسبب بإصابة 30 شخصاً بجروح، منهم مضيفة طيران أصيبت بكسر في ساقها.

وأوضح لـ "اندبندنت" أستاذ علوم الغلاف الجوي في "جامعة ريدينغ" البريطانية بول ويليامز، أنه "ستكون لتغير المناخ انعكاسات سلبية كثيرة على حركة الطيران المدني". وأضاف: "نتوقع أن يصبح الغلاف الجوي أكثر اضطراباً، مما قد يتسبب بوقوع ما بين ضعف و3 أضعاف الاضطرابات على متن رحلات الطيران في العقود القليلة المقبلة من الزمن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يُشار إلى أن الاضطراب الجوي الشديد تسببه تيارات الرياح غير المنتظمة التي تحدث في المناطق الصافية من السماء، عند الارتفاع الذي تحلق فيه طائرات الركاب. ويتأتى في العادة من عامل رياح القص [المقص الهوائي ظاهرة مناخية ناتجة عن اختلاف مفاجئ في سرعة الرياح] Wind Shear، وهو التغيير في اتجاه الرياح وسرعتها، الذي يمكن أن يؤدي إلى إخراج الطائرات فجأةً عن مسارها المقصود.

وتبين نتائج أبحاثٍ علمية جديدة أن التغيرات في درجات الحرارة الناجمة عن أزمة المناخ، تتداخل مع حركة التيارات الهوائية في الغلاف الجوي وتعطل تدفقها، وذلك بسبب التبدلات في سرعة الرياح واتجاهها.

ويقول الدكتور ويليامز: "بتنا نعلم الآن أن التيار النفاث عند ارتفاعات الطيران قد أصبح أكثر انقساماً [متشظياً أكثر] وشهد زيادة بنسبة 15 في المئة في رياح القص فوق منطقة شمال المحيط الأطلسي منذ أن بدأت الأقمار الصناعية بمراقبته [الظاهرة هذه] في سبعينيات القرن الماضي".

كما نشر درس عام 2017 في مجلة "التقدم في علوم الغلاف الجوي" Advances in Atmospheric Sciences،  بَحَثَ تأثير "رياح القص" الأقوى، الذي يحدث عند حصول تغير مفاجئ في سرعة الرياح أو اتجاهها على مسافة قصيرة وهو سببٌ رئيس للاضطرابات الجوية، في الرحلات الجوية التي تعبر الأجواء فوق المحيط الأطلسي في فصل الشتاء.

ووجد الدرس أن تضاعف مستويات ثاني أوكسيد الكربون العالمية في الجو، ستؤدي إلى زيادة متوسط ​​كمية "الاضطرابات الجوية الصافية" Clear Air Turbulence (CAT) الشديدة (أكثر أنواع المطبات الهوائية إزعاجاً للرحلات الجوية، لأنها غير مرئية ولا يمكن رصدها على الرادار) على ارتفاع 39 ألف قدم بنسبة 149 في المئة. وهذا يعني أن الركاب على متن الخطوط الجوية سيواجهون رحلاتٍ أكثر اضطراباً في المستقبل إذا ما استمرت الانبعاثات الحرارية تتدفق إلى الجو بالوتيرة الحالية ولم تخفض.

كما نبه العلماء إلى أن تأثير أزمة المناخ في سلامة الركاب يمتد إلى ما هو أبعد من اضطرابات التيارات الهوائية ليشمل الظواهر الجوية القاسية مثل العواصف والأعاصير المدارية. وهذه الأحداث، التي ثبُت أنها أكثر تواتراً وشدة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، تشكل أخطاراً إضافية على سلامة السفر الجوي.

رئيس "مركز علوم الغلاف الجوي" Centre for Atmospheric Sciences في "المعهد الهندي للتكنولوجيا" Indian Institute of Technology الدكتور كريشنا أشوثاراو لفت إلى أنه "مع ارتفاع درجات حرارة البحار نتوقع حدوث أعاصير أقوى".

ويضيف البروفيسور أشوثاراو: "عندما نكون وسط ظاهرة احتباس حراري عالمي يمكن للهواء الأكثر دفئاً أن يحمل مزيداً من الرطوبة، لذا عندما يتكثف سيؤدي إلى هطول مزيد من الأمطار. حتى الأمطار الروتينية قد تصبح أكثر غزارة وعندما تتساقط كميات أكبر من المطر قرب مطارات المناطق الساحلية يصبح تصريف المياه مشكلة".

علاوةً على ذلك ستتأثر عمليات إقلاع الطائرات وهبوطها على نحوٍ متزايد بموجات الحر لا سيما في المطارات ذات المدارج القصيرة. وقد أظهرت دراسات حديثة أن درجات حرارة الهواء السطحي ارتفعت في مختلف أنحاء قارة آسيا خلال القرن الماضي، مما تسبب بوقوع موجات حر أقوى وأكثر تواتراً وأطول أمداً.

ويقول الدكتور ويليامز إنه "مع كل ارتفاع بمقدار 3 درجات مئوية في حرارة الهواء، تنخفض كثافته بنسبة واحد في المئة مما يعني أن الرفع الناتج عن الطائرات Lift (وهو القوة التي تعاكس وزن الطائرة مما يسمح لها بالتغلب على عامل الجاذبية والبقاء محلقة في الهواء) يمكن أن ينخفض بنسبة واحد في المئة".

وختم بالقول إنه "قد لا يكون لذلك تأثير كبير في معظم الطائرات التي يقل وزنها عن وزن الإقلاع بكثير لكن إذا كانت الطائرة ثقيلة مع كثير من الركاب على متنها والبضائع ومليئة بالوقود، فإن هذا الاحترار يمكن أن يحول دون إقلاعها".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة