رصد كوكب فضائي طويلاً ينتهي إلى أنه "مجرد وهم"

ثمة كوكب فضائي سيار ساد الظن طويلاً بأن مواصفاته تشبه ما رسمه المسلسل التلفزيوني الشهير "ستار تريك" عن كوكب "فولكان" Vulcan الخيالي الذي يفترض أنه موطن الكابتن سبوك [في ذلك المسلسل، تمثل شخصية الكابتن سبوك الشخص الذي يفكر بالمنطق العقلي البارد، من دون اعتبار للعواطف والمشاعر]. ووفق دراسة جديدة، تبين أن ذلك الكوكب الفضائي لا وجود له، ويمثل وهماً فلكياً تسببت به ذبذبات والتماعات خاطفة من أحد النجوم.

وفي عام 2018، تشكلت أجواء من الإثارة إثر الإعلان للمرة الأولى عن اكتشاف كوكب فضائي سيار يدور حول النجمة "إرداني 40 أي" 40 Eridani A.

لكن القياسات الجديدة باستخدام أداة ناسا المثبتة على قمة كيت في ولاية أريزونا قبل بضع سنوات أدت إلى استنتاج مفاده أن الكوكب غير موجود.

وفعلياً، لقد حذرت الدراسة التي كشفت عن وجود "فولكان" من إمكانية أن تكون الإشارات الصادرة منه مجرد تقافز لأضواء نجمة تتخفى بهيئة كوكب سيار.

وقد استعمل البحث الجديد، والمنشور في "المجلة الفلكية" The Astronomical Journal أدوات في قياس "السرعة الإشعاعية" لم تكن متوفرة في عام 2018. وأثبتت الأدوات الجديدة أن الحذر الذي تبدى في الدراسة السابقة يملك مبررات فعلية.

وتعتمد أدوات السرعة الشعاعية على تأثير دوبلر إذ يمكن للتغيرات في طيف ضوء النجم أن تكشف عن حركاته المتذبذبة.

وتتبع علماء الفلك تغيرات طفيفة تحدث في الضوء الصادر من النجمة "إرداني 40 أي"، وقاسوا كيفية "تقافزها" بفعل تأثير جاذبية كوكب سيار يدور حولها، على الضوء المنبعث منها.

وعقب تحليل البيانات الجديدة، خلص العلماء إلى أن إشارات ذلك "الكوكب" التي سبق رصدها، آتية من التماعات تحدث على سطحها.

ويميل العلماء إلى الظن أن الإشارات الملتقطة سابقاً تأتت من حركة دورانية بين الطبقات الأشد سخونة والأكثر برودة تحت سطح تلك النجمة، أو ما يسمى التوصيل الحراري. وقد تمازجت تلك الحركة مع معطيات في سطح تلك النجمة، تتشابه مع ظاهرة البقع على سطح شمسنا.

وكخلاصة، لقد سرق من النجمة "إرداني 40 أي" كوكبها الاحتمالي "فولكان"، في الأقل وفق ما نعرفه حتى اللحظة.