Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تعرض العمال الأجانب للتنمر والتحرش الجنسي في بريطانيا في صفقات ما بعد "بريكست"

حصري: يصف عمال زراعيون الانتهاكات في نظام التأشيرات الموسمية الحكومي: "نشعر وكأن العبودية أصبحت قانونية مرة أخرى".

ذكر عاملون في قطاف الفاكهة أنهم تعرضوا للتنمر والتحرش الجنسي بعد مجيئهم للعمل في المملكة المتحدة (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

أجرى باحثون مقابلات مع 83 عاملاً مهاجراً، وتلقوا 399 رداً على استطلاع من أشخاص جاؤوا عبر تأشيرة العامل الموسمي خلال الفترة بين يونيو (حزيران) 2022 وأكتوبر (تشرين الأول) 2023. كشفت النتائج عن واقع مرير يواجهه هؤلاء العمال في ظل غياب الحماية القانونية الكافية.

كشف تقرير صادر عن منظمة التركيز على استغلال العمالة (FLEX) النقاب عن الظروف التي يواجهها عمال قطف الفواكه والخضراوات المهاجرون في المزارع البريطانية، بما في ذلك التحرش الجنسي والتنمر.

ووفقاً للتقرير الذي استند إلى شهادات العمال، يتعرض بعضهم لتهديدات بالاغتصاب ومضايقات داخل بيئة عمل تستشري فيها ممارسات التنمر والإذلال. كما أفاد عدد من العمال بتعرضهم للإغماء وفقدان الوعي بسبب ظروف العمل القاسية وحجز الأجور.

وأثارت منظمة FLEX مخاوف جدية في شأن محنة عشرات الآلاف من العمال المهاجرين الذين يأتون للعمل في القطاع الزراعي البريطاني، مشيرة إلى أنها حذرت من هذه الانتهاكات منذ إطلاق برنامج التأشيرات الخاص بالعمال الموسميين قبل ثلاث سنوات. ووجهت اللوم في تقريرها للحكومة وتقاعسها عن اتخاذ الإجراءات المناسبة.

ووفقاً للتقرير، يتعرض العمال، الذين يأتون في الغالب من دول آسيا الوسطى مثل كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان، لصراخ مستمر وإهانات متكررة أثناء عملهم اليومي. كما أفاد بعضهم عن تعرضهم للتحرش الجنسي، إذ ذكر اثنان منهم أنه كان من المتوقع منهما تقديم خدمات جنسية منتظمة لصاحب العمل، في حين أفاد آخران بتعرضهما للتحرش الجنسي من عمال قطف فواكه آخرين يعملون معهما في المزرعة نفسها.

وتضمن التقرير حالة لامرأة في الأربعينيات من عمرها من دولة في آسيا الوسطى تعرضت لتهديدات بالاغتصاب من مجموعة من الرجال في المزرعة التي تعيش وتعمل فيها. وعندما أبلغت إدارة المزرعة، استدعيت لاجتماع مع المدير والرجال الثمانية الذين هددوها في الغرفة نفسها. وقالت المرأة: "بعد أن عشت كل هذا الكابوس، يجب تكليف شخص ما في المزرعة بضمان سلامة العاملات الوحيدات". وأعربت عن ترددها في إبلاغ السلطات عن تلك التهديدات خشية أن تكتشف إدارة المزرعة ذلك وتقرر "التخلص منها"، في إشارة إلى احتمال فقدانها لوظيفتها وترحيلها من البلاد.

من جانبه، وصف وزير الهجرة في حكومة الظل العمالية ستيفن كينوك النتائج بأنها "مقلقة للغاية"، مطالباً بمعالجة الاستغلال في نظام التأشيرات وضمان إدارته بشكل عادل لصالح المملكة المتحدة والعمال المهاجرين على حد سواء.

وفي إطار التقرير، أجرى باحثو المنظمة مقابلات مع 83 عاملاً مهاجراً، وتلقوا 399 رداً على استطلاع من أشخاص جاؤوا عبر تأشيرة العامل الموسمي خلال الفترة بين يونيو (حزيران) 2022 وأكتوبر (تشرين الأول) 2023. وكشفت النتائج عن واقع مرير يواجهه هؤلاء العمال في ظل غياب الحماية القانونية الكافية.

وأفاد سبعة عمال بأنه كان من المتوقع منهم في بعض الأحيان تقديم خدمات جنسية لصاحب العمل أو شركائه، في حين ذكر ثمانية آخرون أنهم تعرضوا لاهتمام جنسي غير مرغوب فيه أو لمسات بذيئة أثناء العمل. كما أبلغ 13 شخصاً من بين 83 تمت مقابلتهم عن تعرضهم للصياح والصراخ والإذلال المستمر من المشرفين بهدف تهديدهم ودفعهم للعمل بوتيرة أسرع. وأجمعوا جميعهم على أن "الصراخ المستمر" كان الثقافة السائدة في المزارع.

ووصف أحد العمال، وهو رجل يبلغ من العمر 32 سنة من كازاخستان يدعى منصور، الأوضاع قائلاً: "هناك بعض المشرفين الذين سيختارونك ويمنحونك وقتاً عصيباً. وفي بعض الأحيان يبدو الأمر كما لو أن العبودية أصبحت قانونية مرة أخرى". وروى حادثة أغمي فيها على إحدى العاملات بسبب الإجهاد بعد توبيخ المشرف لها.

وأشار التقرير إلى استخدام التهديد بالترحيل من أصحاب العمل، وفقاً لـ12 عاملاً، كما وظفت معدلات قطف الفواكه والخضراوات كأداة لفصل الأشخاص عن العمل. وتحدث اثنان من العمال عن تعرضهما للعنف الجسدي، إذ ذكرت امرأة تبلغ من العمر 41 سنة من رومانيا أنها تلقت ركلة في ساقها وقيل لها: "لا بأس، يمكنك العمل".

 

ونقل التقرير شهادة رجل يبلغ من العمر 48 سنة من كازاخستان يدعى أمير، قال فيها إن العمال كانوا يوصفون بـ"الحمقى السخفاء" و"العاهرات" أثناء قطف الفراولة والتوت في إحدى المزارع البريطانية. كما تحدث عامل آخر من كازاخستان، رينات، 33 سنة، عن يوم شديد الحرارة قائلاً: "كان يوماً سيئاً للغاية عندما عملنا في الدفيئة مع الفراولة الفاسدة. كان علينا ارتداء وزرة وأقنعة وقفازات. كان الذباب في كل مكان، والغبار، ودرجة الحرارة 44 درجة مئوية".

وأكد الباحثون أنهم سمعوا روايات متعددة عن أشخاص أصيبوا بالإرهاق أو أغمي عليهم بسبب درجات الحرارة الشديدة داخل الأنفاق البلاستيكية المخصصة لزراعة الفواكه.

وأفاد واحد من بين كل 30 عاملاً شملهم الاستطلاع بحجز أجره، في حين ذكر واحد من كل 50 عاملاً عدم حصوله على أي أجر على الإطلاق. كما أبلغ ثلث المشاركين في الاستطلاع عن عدم منحهم أية إجازات مرضية، بينما قال واحد من كل ستة عمال إنه لا يستطيع مغادرة موقع العمل بسهولة بسبب محدودية وسائل النقل.

وتأتي هذه النتائج المقلقة بعد تقرير سابق كشف عن تحمل جامعي الفاكهة المهاجرين ديوناً تصل إلى 5500 جنيه استرليني قبل وصولهم إلى المملكة المتحدة، إذ دفع العمال في المتوسط ​1231 جنيهاً استرليني للسماسرة في بلدانهم الأصلية.

وأطلق برنامج تأشيرة العامل الموسمي في عام 2019 لمواجهة نقص العمالة في قطاع الزراعة، وجاء أكثر من 30 ألف شخص إلى المملكة المتحدة بموجب هذه التأشيرة في العام الماضي. وعلى رغم التحذيرات الصادرة عن خبراء الأمم المتحدة في شأن أخطار الاستغلال، أعلنت الحكومة البريطانية في وقت سابق من هذا الشهر تمديد البرنامج حتى عام 2029.

وأكدت الرئيس التنفيذي لمنظمة FLEX لوسيلا غرانادا أن التقرير الجديد يكشف عن عواقب تجاهل المشكلات الرئيسة التي كشف عنها قبل ثلاث سنوات عندما كان البرنامج في مرحلته التجريبية، وشددت على ضرورة ضمان قدرة العمال على ممارسة حقوقهم وتوفير الحماية وفرص الانتصاف ضمن مسار تأشيرة العمال الموسميين.

من جانبه، انتقد النائب العمالي ستيفن كينوك فشل الحكومة المحافظة في إنشاء هيئة إنفاذ موحدة للقضاء على الاستغلال، مؤكداً أن حزب العمال سيقدم هيئة جديدة لحماية حقوق العمال ومنع ممارسات الاستغلال وسيعمل على تقييد استخدام شروط سداد تكاليف الانتقال والتأشيرة.

وفي تعليق على هذه الانتهاكات، أكدت وزارة الداخلية البريطانية أن رفاهية جميع حاملي التأشيرات تحظى بأهمية قصوى، وأنها تواصل جهودها للقضاء على ظروف العمل السيئة والاستغلال، ودعت الوزارة إلى الإبلاغ عن أي سلوك إجرامي للشرطة في أقرب وقت ممكن.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات