Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجربة جاك سترو في معرض الانتخابات البريطانية المرجحة فوز حزب العمال

إذا كان من شخص يعرف خطر الغطرسة، فهو جاك سترو، الذي يقيّم أسبوعاً صعباً ينتظر حزب العمال بعد البداية الجيدة لحملة زعيم الحزب الانتخابية

الخلاف في شأن ديان أبوت وما إذا كان سيُسمَح لها بالترشح في الانتخابات المقبلة يطغى على تقدم ستارمر القوي في استطلاعات الرأي (غيتي)

ملخص

يشرح المقال لماذا يمكن أن يطرأ أمر سلبي على مجرى الانتخابات في بريطانيا فالتقدّم المبكر في استطلاعات الرأي يمكن أن يتحول في كثير من الأحيان إلى سراب.

"لم تشعر قط بذلك". هكذا ردت زوجتي عندما أخبرتها بأنني سُئِلت أن أكتب عن شعور المرء في خوض انتخابات عندما يعلم بأن الفوز قاب قوسين أو أدنى. كانت الانتخابات العامة عام 1997 السادسة التي خضتها كمرشح. نعم، هزم حزب العمال حزب المحافظين من حين إلى آخر. عام 1964، هزمه بفارق ضئيل. لأشهر كنا متقدمين في استطلاعات الرأي؛ لكن الهامش ضاق في شكل مطّرد. ويوم الانتخابات حصلنا على هامش يساوي مقعداً واحداً فقط في مقابل الأحزاب الأخرى كلها.

في فبراير (شباط) 1974 (عندما كنت مرشح حزب العمال في ذلك المعقل الاشتراكي، تونبريدج أند مالينغ) كان رئيس الوزراء المحافظ تيد هيث متقدماً بسبع نقاط عندما دعا إلى الانتخابات. انتهت المنافسة بشبه تعادل. حصد المحافظون أصواتاً أكثر منا، لكنهم تخلفوا عنا بأربعة مقاعد. شكل هارولد ويلسون حكومة أقلية، بغرض تجاوز الغالبية، في أكتوبر (تشرين الأول). تلك المرة حصلنا على 42 مقعداً أكثر من حزب المحافظين، لكننا لم نتقدم سوى بمقعدين فقط على الأحزاب الأخرى كلها. وفي السنوات الخمس حتى عام 1979 فقدنا غالبيتنا تدريجاً، وتعثّرنا لنُهزَم أمام مارغريت ثاتشر. في ذلك الوقت انتُخِبت للمرة الأولى نائباً عن بلاكبيرن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تبع ذلك سراب لا نهاية له على صعيد الانتخابات المحلية، وبعض المعارك الداخلية الرهيبة حقاً، والانتخابات العامة عام 1992. تقول الأساطير إن تجمّع شيفيلد عام 1992 هو ما كلّفنا نحن ونيل كينوك الانتخابات. كان هذا التجمع غريباً. عند تقديمي بصفتي "وزير التعليم المقبل"، أتذكر أنني اعتقدتُ بأننا سنُعاقَب جميعاً على هذه الغطرسة. الحقيقة هي أن الدعم الذي كنا نحظى به تآكل طوال الانتخابات – بمساعدة حملة إعلامية لاذعة ضدنا. وأعطى آخر استطلاع للرأي تقدم حزب العمال بنسبة ثلاثة في المئة. وكانت النتيجة في اليوم التالي تقدم المحافظين بنسبة 7.5 في المئة وتشكيل المحافظين حكومة غالبية للمرة الرابعة على التوالي.

أشعرني ذلك باكتئاب شديد، وفكرت بجدية في الاعتزال، والعودة إلى حياة هادئة في العمل القانوني [قبل دخول السياسة، كان السيد سترو محامياً]. انتابني شعور داخلي بأن حزب العمال، لأسباب لم أفهمها تماماً، كان من غير المرجح أن يفوز على الإطلاق. كانت الآلهة تناوئنا. لقد فعلنا جميعاً شيئاً سلبياً في حياتنا السابقة. كان كل شيء غير عقلاني بجنون، لكن ما علاقة العقلانية بالمشاعر؟

بحلول مارس (آذار) 1997، عندما دعا جون ميجور إلى انتخابات، كنا متقدمين في استطلاعات الرأي كل شهر باستثناء واحد منذ الأربعاء الأسود (16 سبتمبر/أيلول 1992) عندما ضربت أزمة عملة كبيرة الجنيه الاسترليني. كنا نفوز في الانتخابات المحلية والفرعية. لكن لا أحد منا استطاع أن يصدق تماماً أن الآلهة هذه المرة قد تكون معنا. من توني بلير إلى الآخرين الأدنى رتبة، شعرنا ذاهلين بأن شيئاً سلبياً ما قد يحدث. وصف روي جينكينز توني بأنه شخص "يحمل مزهرية قيّمة للغاية في غرفة واسعة ذات أرضية زلقة للغاية". لقد واجهنا خطر الصحافة المتواصل. في غياب وسائل التواصل الاجتماعي، كان الجميع يقرأون الصحف التي كانت في الأساس تميل إلى حزب المحافظين، وكانت قوية في شكل غير عادي.

لمرة واحدة، خلت الحملة الانتخابية الفعلية عام 1997 في شكل ملحوظ من المشكلات الرئيسية لحزب العمال (وفي شكل مثير للدهشة، دعمتنا "الصن"). كانت السلبية الوحيدة التي أتذكرها هي إجابة غير موفقة قدمها توني في برنامج "وقت السؤال" عندما قال "نعم" رداً على سؤال حول ما إذا كان سيدعم مشروع قانون تقدم به نائب غير وزير لتنظيم الصيد. (قال لي لاحقاً: "آسف، لقد أخطأت في الكلام"). في حين أن حظر الصيد بكلاب الصيد لم يعد مسألة مطروحة اليوم، عام 1997، تلخّص خوفي (وخوف توني) في أنه قد ينفّر الناخبين الريفيين من دون داع.

كالعادة، كنت آخر شخص في حزب العمال في بلاكبيرن ظل يطرق أبواب الناخبين مع ابنتي المخلصة دائماً. لم نتوقف إلا قبل 15 دقيقة من إغلاق صناديق الاقتراع.

كنت مرهقاً عندما وصلنا إلى المنزل. كانت عائلتي كلها في منزلنا – أولادنا وأمي وإخوتي الأربعة وبعض الأصدقاء المقربين. صدرت على شاشة التلفزيون استطلاعات آراء الناخبين فور التصويت: كان حزب العمال سيفوز بغالبية ساحقة. أفراد عائلتي المقربون يسمونني "جوني". قال أخي إد: "أحسنت يا جوني، ستكون وزيراً للداخلية". التفتُّ إليه في نوبة من السلوك السيئ للغاية وقلت له ألا يستفز الآلهة – هل نسي أن استطلاعات آراء الناخبين فور التصويت بعد انتخابات عام 1992 توقعت خطأ تشكيل برلمان معلق؟ جذبتني زوجتي إلى غرفة نوم، وطلبت مني أن أهدأ، وأن أتناول بعض الطعام.

كانت انتخابات عام 1997، بالنسبة إليّ، هي الاستثناء الذي أثبت القاعدة، القاعدة القائلة بأن حزب العمال سيتعثر دائماً خلال الحملات الانتخابية. عام 2001 كان حزب العمال متقدماً مرة أخرى في استطلاعات الرأي. لكن يوم إطلاق البيان الانتخابي اعتقدتُ بأنني أهدرت فرص حزب العمال. بعد ظهر ذلك اليوم كنت في بلاكبول لحضور مؤتمر عقده اتحاد الشرطة. عادة ما كان يرافق وزير الداخلية على المنصة ضباط كبار جداً تثقل بزاتهم شرائط مذهبة. في هذه المناسبة، في خضم حملة انتخابية، اضطروا إلى الابتعاد لتجنب التلميحات إلى تحيزهم. وعلى رغم أن خطابي كان مؤيداً للشرطة في شكل خانع، لم يحدث فارقاً. في منتصف الخطاب، بدأ التصفيق البطيء؛ ثم صيحات الاستهجان. لم ينبس رئيس المؤتمر ببنت شفة. أنهيت خطابي وغادرت بسرعة.

في القطار عائداً، مقتنعاً بأن الهجوم عليّ سيطغى على كل تغطية لإطلاق البيان الانتخابي، أخبرت إد أوين، مستشاري الخاص، أن الشيء الوحيد الذي يجب فعله هو طلب زجاجة كبيرة من النبيذ الأحمر. بعد ساعة، تلقى إد مكالمة وبدأ في الضحك. "لقد تجاوزك توني في المخاطرة بالكوارث – لقد تعرّض إلى توبيخ شديد خلال زيارة إلى مستشفى في برمنغهام".

بعد ذلك بقليل، وبعد زجاجة أخرى، وبعد مكالمة أخرى، كان إد يضحك في شكل هستيري. "كل شيء على ما يرام، جاك. ضرب جون بريسكوت ناخباً. ستكون القصة الرئيسية في كل صحيفة. ستحل قصة توني في الصفحة الثانية. وستكون محظوظاً إذ حللت في الصفحة 17". فزنا مرة أخرى، بالهامش نفسه تقريباً كما عام 1997.

كانت انتخابات عام 1997، بالنسبة إليّ، هي الاستثناء الذي أثبت القاعدة، القاعدة القائلة بأن حزب العمال سيتعثر دائماً خلال الحملات الانتخابية

عام 2005، خلال الحملة الانتخابية التي أجريت على وقع حرب العراق، حدثت أخطاء كثيرة. شهدت أسوأ لحظاتي قبل ثمانية أيام من الاقتراع. في قطار عائد إلى بلاكبيرن بعد حملة انتخابية في ريدينغ، اتصل بي توني ليقول إن النص الكامل للمشورة القانونية التي وضعها المدعي العام بيتر غولدسميث في شأن الحرب قد تسرب – وأراد مني أن أقوم بحملة إعلامية. اتُّخِذت ترتيبات متسرعة في فندق لإجراء مقابلة مع خمسة طواقم تلفزيونية منفصلة، من الساعة العاشرة مساء حتى منتصف الليل. لقد أبليت بلاء حسناً – كنت أعرف نصيحة بيتر وقرارات الأمم المتحدة كلها عن ظهر قلب تقريباً. لكنني اعتقدت بأنني بعد ذلك قد أخسر، وقد يخسر الحزب معي.

كان الحزب – وأنا – محظوظين في تلك المناسبة. ذهب جزء كبير من الأصوات المناهضة لحزب العمال إلى الديمقراطيين الأحرار. لقد فزنا بغالبية مريحة.

لم نكن محظوظين في انتخابات عام 2010، عندما سُمِعت تعليقات غوردون براون حول السيدة دافي على ميكروفون مفتوح متروك على طية صدر سترته. أصبح هذا رمزاً لعثراتنا في تلك الحملة. استغرقت إعادة الحزب إلى رشده ثلاث هزائم أخرى، وأخيراً انتخاب زعيم يعرف كيفية التواصل مع الشعب البريطاني.

أكتبُ قبل خمسة أسابيع من يوم الاقتراع، مع تصدر حزب العمال عناوين رئيسية يمكننا الاستغناء عنها، ومع استمرار ملحمة ديان أبوت. سيواجه كير وقرار اللجنة الوطنية للانتخابات [في شأن ترشح دافي] حتماً انتقادات من قبل بعض الناخبين والمعلقين. كير ليس توني – لكن توني ليس كير، وفي رأيي أن الحزب والبلد يحتاجان حالياً إلى ثبات كير وصلابته. هل سيتمكن من حمل "مزهريته الثمينة للغاية" – نصره – "في غرفة واسعة ذات أرضية زلقة للغاية"؟ أعتقد بذلك، لكن إدارة حزب العمال لم تكن سهلة يوماً. قد تبرز مخاوف إضافية في الطريق. لا ينبغي لأي ناشط عمالي التوقف عن العمل حتى الساعة 9.59 مساء يوم الانتخابات.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل