Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقدم "العمال" البريطاني يصمد أمام أول مناظرة قبل الانتخابات

سوناك يسجل نقاطاً في الضرائب والمهاجرين وستارمر يتفوق في الصحة والتعليم

قناة "itv" أجرت أول مناظرة تلفزيونية بين زعيمي المحافظين والعمال قبيل انتخابات 2024 (غيتي) 

ملخص

أثارت أول مناظرة تلفزيونية بين زعيمي المحافظين والعمال في بريطانيا سجالا كبيرا في الشارع، ولكنها لم تغير من التوقعات بفوز المعارضة في الانتخابات العامة المقبلة. سجل رئيس الحكومة ريشي سوناك بعض النقاط في ملفات الأمن والضرائب والهجرة، ولكن كير ستارمر بقي في المحصلة هو الأقرب إلى المنزل رقم 10 في 4 يوليو المقبل.

في أول مناظرة تلفزيونية قبيل الانتخابات العامة المقررة في الرابع من يوليو (تموز) المقبل، دارت أمس الثلاثاء معركة حامية بين رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك وزعيم حزب العمال كير ستارمر على هواء قناة "آي تي في" (itv) تحت عناوين عدة طغى عليها الجانب المحلي، أما الملفات الخارجية فكان حضورها هامشياً إلى حد بعيد.  

السيطرة على الهجرة ووقف القوارب الآتية من الشواطئ الفرنسية عبر القنال الإنجليزي، سجلت نقطة لمصلحة سوناك في السجال، فبدت "خطة رواندا" التي أعدها الحزب الحاكم لترحيل المهاجرين إلى الدولة الأفريقية أكثر تماسكاً من مساعي العمال لوأد الهجرة غير الشرعية عبر القضاء على عصابات تهريب البشر خارج الحدود.

وفق استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" مباشرة بعد المناظرة، تفوق أداء سوناك على خصمه بنسبة 51 في المئة مقابل 49 في المئة، وهذا التفوق كان محمولاً على ثلاثة ملفات أحدها الهجرة، أما الثاني فكان الضرائب والثالث هو الأمن والدفاع، وجميعها أورد فيها زعيم المحافظين أجوبة أكثر وضوحاً من منافسه حول الخطط المستقبلية.

رئيس الحكومة اتهم العمال بالتخطيط لرفع الضرائب بقيمة 2000 جنيه استرليني لكل عائلة، وعلى رغم نفي ستارمر لهذا الأمر خلال المناظرة إلا أن الضرر بقي قائماً في اليوم التالي، مما اضطر وزيرة الخزانة في حكومة الظل العمالية راشيل ريفيس إلى التعهد علناً بعدم وجود أي خطط لدى العمال لزيادة ضرائب الدخل والتأمين.

في الأمن والدفاع شدد سوناك على خطط زيادة الإنفاق الدفاعي واعتماد الخدمة الإلزامية لدعم الجيش والخدمة المدنية، بينما رفض ستارمر توضيح خطط العمال في ما يتعلق بموازنة الدفاع وشكك في جدوى "الخدمة الإلزامية التي أقرها المحافظون قبل أسبوعين للتغطية على آثار تقليصهم تعداد الجيش خلال الأعوام الماضية".

المكاشفة والمواجهة

استطلاع "يوغوف" في محصلته كان لمصلحة ستارمر من ناحية استمرار تفوق المعارضة على الحزب الحاكم في توقعات الانتخابات العامة المقبلة. ويقول ممثل زعيم العمال في دائرة هيرتيفودشير عمر إسماعيل إن ستارمر خاض أمس مكاشفة حقيقية مع الناخبين حول ما يخطط له الحزب في حال وصوله إلى السلطة بعد أقل من شهر.

وشدد إسماعيل في حديث إلى "اندبندنت عربية" على أن سوناك كان يريد المناظرة بشدة بغية تقليص الفارق بينه وستارمر، ولكن الأمر لم يمضِ كما يشتهي وما زالت استطلاعات الرأي تؤكد تفوق العمال وزعيمهم في فرص الفوز بالاستحقاق المقبل، ووعود المحافظين الحديثة لم تلقَ مصداقية وآذاناً مصغية في الشارع، وفق تعبيره.

على الضفة المقابلة قال أنتوني بوتيل أحد مرشحي حزب المحافظين للبرلمان إن مناظرة الأمس أظهرت سبب رفض ستارمر لمثل هذه اللقاءات سابقاً، ولفت إلى أن "العمال لا يملكون خطة واضحة لإدارة البلاد، ولا يفضل زعيمهم الإجابة عن أسئلة دقيقة ومحددة حول ماذا تنوي المعارضة فعله في حال وصولها إلى المنزل رقم 10".

ما أشار إليه بوتيل بدا واضحاً في الكلمة الختامية لرئيس الوزراء في نهاية المناظرة عندما قال إن "العمال يريدون من البريطانيين شيكاً على بياض للأعوام الخمسة المقبلة"، ونوّه إلى أن الناخبين يجب ألا يصوتوا للمعارضة رغبة في التغيير الذي لم تتضح معالمه لأن ستارمر وحكومته لا يملكان الإجابات اللازمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ملف الضرائب

طوال المناظرة أكد رئيس الحكومة أن العمال ليست لديهم خطة للبلاد، وحذر البريطانيين من نوايا المعارضة لرفع الضرائب على الأسر، فأشارت صحيفة "ديلي ميل" إلى أن زعيم المحافظين وجه "ضربات قوية" إلى منافسه، في حين رأت "ديلي تلغراف" أن ستارمر كان في موقف صعب بسبب هذه القضية الحساسة التي أثارها سوناك.

حزب العمال طالب سوناك بالاعتذار من ادعاءاته في شأن نوايا العمال رفع الضرائب، ولكنه رفض. وفي الواقع لم يتضح هذا الملف في برامج المعارضة بصورة كافية، فقد أقر "العمال" خططاً لزيادة الضرائب في مواضع محددة لم تفصل عبر مسؤوليهم ومرشحيهم، ولكن المؤكد اليوم أنها لن تشمل الدخل والتأمين الصحي وفق بيانات الحزب الرسمية. 

واستند سوناك في ادعائه إلى رسالة رسمية وجهت من الخزانة إلى حزب العمال توضح أن برامج الإنفاق التي أعلنها ستارمر، بخاصة في مجال الخدمة الاجتماعية ستستدعي زيادة في الضرائب، فلجأ المحافظون إلى حساب الموارد والنفقات ليظهروا أن الفارق سيكون على شكل ضرائب تطاول كل عائلة بقيمة 2000 جنيه استرليني.      

ورفضت المسؤولة في وزارة الخزانة لورا تروت مزاعم حزب العمال بأن سوناك "كذب" في شأن الخطط الضريبية للحزب، وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن "العمال" لديه ثقب أسود بقيمة 38 مليار جنيه استرليني في سياساته، سيؤدي إلى ضرائب إضافية بقيمة 2000 جنيه استرليني على كل أسرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

 

الصحة والتعليم

ورأى معهد "سافانا" لاستطلاعات الرأي أن سوناك "تجاوز التوقعات"، لكن ستارمر كان الأفضل بنظر 44 في المئة من المشاهدين مقابل 39 في المئة لسوناك، خصوصاً على صعيد الصحة، إذ نجح زعيم العمال بلفت الانتباه إلى فشل رئيس الحكومة في تنفيذ وعود أطلقها قبل نحو عامين بتقليص قوائم الانتظار على خدمات الصحة الوطنية.

وقال الذين اعتبروا أن ستارمر كان مقنعاً أكثر في الاستطلاع، إنه بدا أهدأ من سوناك وأكثر صراحة في ما يتعلق بقطاعي الصحة والتعليم. وكان محقاً كذلك في دعوة البريطانيين إلى التغيير بعد 14 عاماً من حكم المحافظين وما تسبب به من أضرار اقتصادية حاول سوناك تبريرها بتعرض البلاد لوباء كورونا وحرب أوكرانيا. 

وجدد ستارمر تعهده بتقليص قوائم الانتظار على خدمات الصحة عبر توسيع الكوادر، وزيادة ساعات العمل اليومية لعيادات الصحة العامة في سبيل توفير 40 ألف موعد إضافي أسبوعياً خلال فترات المساء والعطل الأسبوعية. ووعد أيضاً بتأسيس شركة حكومية للطاقة المتجددة، وتعيين 6500 معلم جديد في مدارس المملكة المتحدة.

بالنسبة إلى رئيس الحكومة لا يوجد ما يستدعي فرض كلفة كبيرة على البريطانيين للاستعجال في تحقيق أهداف الحياد الكربوني عام 2030. أما خططه لتطوير التعليم فتتضمن تعديلات على المناهج وإعادة النظر في تخصصات جامعية. وبالنسبة إلى الصحة، فهو مستعد لزيادة رواتب الأطباء حديثي العهد 35 في المئة من أجل رفع أدائهم.   

ملفات خارجية

الحرب على غزة مرت مروراً عابراً في مناظرة سوناك وستارمر، إذ إن سؤالاً واحداً نقل عن المأساة عن أحد الحاضرين وجاءت إجابته ضيقة لا تحتمل أية إضافات، وفحواها باختصار لا يعِد حزب المحافظين الحاكم أو نظيره العمال المعارض بتغير الموقف البريطاني الرسمي تجاه إسرائيل أيّاً كان ساكن المنزل رقم 10 بعد الانتخابات. 

وهو السؤال الوحيد في المناظرة الذي لم يحاول سوناك وستارمر فيه تسجيل النقاط لاسترضاء الشارع البريطاني. فرئيس الحكومة يؤيد خطة الرئيس الأميركي جو بادين لوقف الحرب، وزعيم العمال يؤيد وقفاً للقتال بعد تحرير الرهائن الإسرائيليين من قبضة حركة "حماس"، ويطالب بتمرير مزيد من المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.

وفي الملفات الخارجية أيضاً وجه سؤال لكل من سوناك وستارمر حول استعداداهما للتعامل مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في حال عودته إلى البيت الأبيض، وكانت الإجابة "نعم" من الاثنين ما دام أن "الناخبين في الولايات المتحدة قرروا التصويت له في الانتخابات الرئاسية المقررة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل".     

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير