Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفلسطينيون اللاجئون إلى مصر يروون فصولا من معاناة متواصلة

وضعهم يصبح غير قانوني بعد 45 يوماً من وصولهم وأي ضجيج يذكرهم بالحرب

يحاول عشرات آلاف الفلسطينيين التأقلم في مصر مع تداعيات صدمة الحرب ومغادرة الوطن (أ ف ب)

ملخص

يحاول عشرات آلاف الفلسطينيين التأقلم في مصر مع تداعيات صدمة الحرب ومغادرة الوطن، فضلاً عن التحديات التي تواجههم سواء أثناء إقاماتهم في بلد جديد أو عند طلب المساعدة.

أصبح مجرد سماع صوت الطائرات بالنسبة إلى الشاب الفلسطيني مهند السنداوي الذي يقيم قرب مطار في غرب العاصمة المصرية، مؤلماً ويذكر بالحرب في قطاع غزة.

ويقول الشاب البالغ من العمر 23 سنة، وهو واحد من بين مئة ألف فلسطيني عبروا إلى مصر من قطاع غزة بحسب السفارة الفلسطينية في القاهرة، لوكالة الصحافة الفرنسية، "بمجرد سماع صوت طائرة نشعر بالرعب، حتى ضجيج السيارات يذكرنا بالصواريخ".

لكن السنداوي ممتن لما وجده في مصر وكان ينقصه في غزة "تجد ماء ساخناً ونظيفاً يخرج من الصنبور، في غزة كان الاستحمام مشكلة".

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على إسرائيل أسفر عن مقتل 1194 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وردت إسرائيل بحملة قصف مدمر وعمليات برية، مما تسبب بسقوط 36586 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".

وخرج آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة بموجب إجراءات معقدة تطلبت موافقة إسرائيل ومصر وشروطاً معينة أخرى، عبر معبر رفح الحدودي مع مصر الذي كان بوابة أساسية أيضاً لنقل عدد كبير من الجرحى إلى الخارج ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

لكن هذا المعبر مغلق منذ السابع من مايو (أيار) الماضي، تاريخ سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه.

الوضع القانوني

ويحاول عشرات آلاف الفلسطينيين التأقلم في مصر مع تداعيات صدمة الحرب ومغادرة الوطن، فضلاً عن التحديات التي تواجههم سواء أثناء إقاماتهم في بلد جديد أو عند طلب المساعدة.

وتقول الشابة الفلسطينية رغد شبير البالغة 22 سنة "لقد فقدنا كل شيء"، مضيفة "اتصلنا بالمنظمات ولكن من دون جدوى، فبعضها لم يستجِب، والبعض الآخر طلب منا الانتظار".

وتوضح أن من التحديات التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في مصر "وضعنا القانوني، فنحن نستفيد فقط من الإقامة لمدة 45 يوماً بعد وصولنا، وبعد ذلك يصبح وضعنا غير قانوني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويلجأ بعض الفلسطينيين إلى شبكات مساعدة يشكلها متطوعون، خصوصاً أنهم "يفتقرون إلى كل شيء"، على ما يقول الشاب الأميركي نسيم طويل، أحد المتطوعين في هذه الشبكات.

ويشرح طويل البالغ من العمر 26 سنة أن من بين "المجموعات والأفراد من يقوم بإعارة شقق للسكن أو جمع أموال وأدوية ومواد غذائية وملابس".

ويشير إلى أن الوافدين الجدد من الفلسطينيين "يحتاجون إلى المال لتغطية نفقاتهم اليومية، ومراقبة طبية في الأقل"، لافتاً إلى أنهم "عاشوا في خيم ولم يكُن معهم سوى سلع معلبة منتهية الصلاحية أو طعام تلوثه الحشرات".

عمليات إجلاء منظمة

ودخل الفلسطينيون إلى مصر عبر عمليات إجلاء منظمة لأسباب طبية أو عبر قوائم رسمية، وهناك من لجأ إلى شركة "هلا" الخاصة في مصر التي تقوم بهذا الدور مقابل آلاف الدولارات.

وتتحدث شبير عن خروج عدد من أفراد عائلتها عبر هذه الشركة، موضحة أنه "خرجت مع 13 من أقاربي، وبلغ إجمالي ما دفعناه 75 ألف دولار".

ومن بين مئة ألف فلسطيني عبروا إلى مصر، وصل 44065 جريحاً من بينهم 10730 طفلاً، في الفترة الممتدة بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وفبراير (شباط) الماضي، بحسب بيانات الحكومة المصرية.

وفي القاهرة، يتجمع بصورة شبه يومية عشرات الفلسطينيين الذين عبروا إلى مصر حاملين حداً أدنى من أغراض شخصية على ظهورهم، أمام سفارتهم يطالبون بالمساعدة. وتحاول السفارة تقديم الدعم إلى المواطنين الأكثر ضعفاً.

وكان والدا السنداوي من بين قليلين حصلوا على مساعدة بسبب تقدمهم في العمر، على رغم أن العائلة بأكملها مسجلة لدى السفارة.

المرحلة التالية

وتُعنى عادة وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) برعاية اللاجئين الفلسطينيين، لكنها غير ممثلة في القاهرة إلا بمكتب اتصال صغير، مما يجعل عملياتها محدودة.

وتفخر مصر بعدم إقامة مخيمات إيواء للاجئين، إذ تفضل السلطات أن ينتظموا في المجتمع المصري ويتمتعوا بمعاملة المواطن بما له من حقوق وما عليه من مسؤوليات.

وتعدّ مصر أول دولة عربية أبرمت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، وهي تقوم بدور الوسيط اليوم، إلى جانب الولايات المتحدة وقطر، من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس".

وترى شبير أن "البقاء في مصر ليس خياراً"، مشيرة إلى أنه سيكون من الضروري السفر "للخارج".

أما السنداوي، فيقول "في الوقت الحالي ننتظر وقف إطلاق النار، ثم ربما يمكننا التفكير في المرحلة التالية من حياتنا".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات