Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تشكل ويسكنسن أكبر خطر على بايدن في الانتخابات؟

ترمب يتقدم الرئيس الحالي على رغم الحكم الأخير ويستثمر كثيراً في الولاية

ما يزيد من قلق حملة بايدن (يسار) أن آخر استطلاعات الرأي في ويسكنسن يظهر أن الرئيس السابق ما زال يتقدمه بنسبة واحد في المئة بين الناخبين المحتملين بالولاية (رويترز)

ملخص

إذا كانت المخاوف في شأن الاقتصاد تعزز فرص ترمب في الولاية، فإن هناك قضية قوية أخرى توفر فرصة متاحة لبايدن، وهي قضية الإجهاض، إذ حدد ما يقارب 80 في المئة من الناخبين في ويسكنسن حقوق الإجهاض باعتبارها واحدة من القضايا المهمة بالنسبة لهم في مايو 2024، في حين اتخذ ترمب مجموعة من المواقف المتعارضة في شأن الإجهاض على مر السنين

على رغم أن ولاية ويسكنسن تعد واحدة من ثلاث ولايات حاسمة يمكن أن تنقلب على الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالتالي تتسبب في خسارته، فإنها تعد الولاية الأكثر خطراً على مستقبل الرئيس الحالي، فقد فاز بها بفارق 12 ألف صوت فقط عام 2020، واختارها الحزب الجمهوري لعقد مؤتمره العام في منتصف يوليو (تموز) لترشيح دونالد ترمب من أكبر مدنها (ميلووكي)، ويشير كثير من الدلائل إلى أن ترمب يمكن أن يستعيد الولاية كما فعل عام 2016. فما العوامل التي تشير إلى ذلك؟ وما الذي يستطيع كلا المرشحين فعله لتحقيق النصر؟

 

لماذا ويسكنسن؟

على رغم أن ولاية ويسكنسن التي تقع في الغرب الأوسط الأميركي وتمتد على سواحل بحيرتين عظيمتين (ميشيغان وسوبريور) لا يزيد عدد سكانها على 6 ملايين نسمة من إجمالي عدد الولايات المتحدة البالغ 341.8 مليون، فإنها لعبت دوراً حاسماً في ترجيح الفائز بالانتخابات الرئاسية الأميركية منذ عام 2008، إذ صوتت إلى جانب الفائز منذ ذلك الحين، وفاجأ ناخبوها منظمي استطلاعات الرأي بالتصويت لمصلحة دونالد ترمب عام 2016، لأنهم صوتوا للمرة الأولى منذ عام 1984 لمصلحة مرشح جمهوري، ثم في انتخابات عام 2020، اختار هؤلاء الناخبون مرشحاً ديمقراطياً مرة أخرى هو جو بايدن.

لكن في حين أن ويسكنسن ظلت ولاية من ولايات الجدار الأزرق التي تصوت للديمقراطيين عادة منذ عام 2000 إلى جانب بنسلفانيا وميشيغان، إلا أن الفوز بها كان أمراً عسيراً في كل مرة، إذ كان الفوز دائماً لا يتجاوز هامشاً ضئيلاً قدره واحد في المئة فحسب، ولهذا أصبحت أكثر الولايات التي لا يمكن التنبؤ بها، واستحقت عن جدارة لقب ولاية ساحة معركة كبيرة بعد أن حقق ترمب انتصاراً هناك في انتخابات عام 2016.

وحيث إن انتخاب الرئيس الأميركي يتطلب الفوز بعدد 270 صوتاً من إجمالي أصوات المجمع الانتخابي (538)، وليس عبر التصويت الشعبي، يصبح لولاية ويسكنسن التي تمتلك 10 أصوات في المجمع الانتخابي أهمية خاصة تتجاوز أهمية بنسلفانيا وميشيغان، نظراً إلى أن بايدن فاز بالولاية عام 2020 بفارق ضئيل جداً وهو 0.6 نقطة فقط وفي عام 2016، خسرت هيلاري كلينتون الولاية التي تمثل نقطة التحول بفارق 0.8 نقطة.

 

خطوة كبيرة للفوز

وما يزيد من قلق حملة بايدن أن آخر استطلاعات الرأي في ويسكنسن الذي أجراه مختبر أبحاث الاتصالات السياسية والرأي العام في جامعة "فلوريدا أتلانتيك" "بولكوم لاب" بعد الحكم الأخير ضد ترمب في مانهاتن، يظهر أن الرئيس السابق ما زال يتقدم بايدن بنسبة واحد في المئة بين الناخبين المحتملين بالولاية، مما يجعل فوز ترمب في ولاية ويسكنسن خطوة كبيرة للفوز في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ومع ذلك لاحظ كيفن واغنر المدير المشارك للمختبر أن 18 في المئة من الجمهوريين في الاستطلاع يعتقدون أن ترمب مذنب، وإذا بقوا في منازلهم ولم يدلوا بأصواتهم، فقد يساعد ذلك بايدن على الاحتفاظ بالولاية.

لكن إذا خسر بايدن واحدة من ولايات الغرب الأوسط الثلاث الصناعية التي تسمى الجدار الأزرق أو حزام الصدأ، وهي ويسكنسن وبنسلفانيا وميشيغان، تكون فرصته في الفوز بولاية ثانية شبه منعدمة، لأن هذه الولايات الثلاث المتأرجحة مع الولايات الزرقاء الأخرى التي تميل تقليدياً وتاريخياً للتصويت للديمقراطيين، تشكل 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي اللازمة للفوز.

وعلى رغم أن بايدن يظل على مسافة قريبة من ترمب في الولايات الثلاث التي لديها ما يكفي من الأصوات الانتخابية لمنحه الرئاسة، فإن الرئيس السابق يتقدم بمسافة مريحة تزيد على 4 نقاط مئوية وتقترب من 7 نقاط أحياناً في الولايات المتأرجحة الأربع الأخرى وهي أريزونا وجورجيا ونيفادا ونورث كارولاينا.

أهمية استثنائية

وتقع ولاية ويسكنسن على رأس أولويات كلتا الحملتين الرئاسيتين لترمب وبايدن منذ فترة طويلة، وهو ما تعكسه زياراتهما للولاية واهتمامهما بها، ففي عام 2020، أمضى بايدن وقتاً أطول في الولاية مما قضته المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون عام 2016، وكانت أول رحلة داخلية رسمية له كرئيس في فبراير (شباط) 2021، كما زارها مرات عدة في العام الماضي، وفي يناير (كانون الثاني) ألقى خطاباً عند جسر يربط بين ولايتي ويسكنسن ومينيسوتا لتعزيز جهود البنية التحتية التي تبذلها إدارته، وتضمنت رحلته إلى أكبر مدن الولاية (ميلووكي) في الـ13 من مارس (آذار) إعلاناً يهدف إلى إعادة ربط المجتمعات التي انقطعت عن الخدمات المجتمعية الحيوية بسبب مشاريع النقل، وهي جهود ترتبط جزئياً بقانون البنية التحتية الذي أقره الحزبان الجمهوري والذي روج له بايدن خلال خطاب حالة الاتحاد.

وفي الثامن من أبريل (نيسان)، ناقش بايدن إجراءاته لتخفيف عبء ديون القروض الطلابية خلال رحلة إلى عاصمة الولاية ماديسون، ثم عاد الرئيس إلى الولاية المتأرجحة في الثامن من مايو (أيار) بزيارة أخرى إلى مدينة راسين، حيث سلط الضوء على قرار شركة "مايكروسوفت" بناء مركز بيانات بمليارات الدولارات هناك.

في المقابل، عقد ترمب تجمعاً شعبياً في غرين باي يوم الثاني من أبريل، إذ كانت تلك أول زيارة له إلى ويسكنسن منذ عام 2022، لكن الرئيس السابق عاد إلى الولاية في الأول من مايو بزيارة إلى واوكيشا، إحدى المقاطعات الرئيسة التي تشهد تنافساً حامياً لعام 2024، وقبل ذلك أثنى على الولاية وأهميتها، ولهذا اختارت اللجنة الوطنية الجمهورية، بدعم واضح من الرئيس السابق، أن يكون المؤتمر الوطني للحزب الذي يعلن فيه تسمية مرشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية لعام 2024 من ميلووكي أكبر مدن الولاية، في محاولة واضحة لجذب مزيد من المؤيدين له من هذه الولاية الحاسمة، في وقت تعتزم فيه حملة ترمب استثمار وضخ مزيد من الأموال في الإعلانات والمؤتمرات في الولاية سعياً لكسب أصوات المترددين، بخاصة أن الولاية خسرها ترمب في 2020 بفارق 20 ألف صوت تقريباً.  

أزمة بايدن

واستخدم كل من الديمقراطيين والجمهوريين لغة مروعة لحث الناخبين في ولاية ويسكنسن على "إنقاذ أميركا"، إذ يركز الديمقراطيون على إبراز أعمال الشغب التي اندلعت في السادس من يناير 2021 والتهديدات التي تواجه الديمقراطية والمشكلات القانونية المستمرة التي تواجه ترمب، لإبعاد الناخبين عن التأثر بمخاوف الجمهوريين في شأن التضخم وأمن الحدود وقضية الهجرة التي يحاول بايدن تخفيف أثرها الآن من خلال الأمر التنفيذي الرئاسي الذي أصدره أخيراً للحد من تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي عبر الحدود مع المكسيك.

لكن أستاذ التاريخ بجامعة "ويسكنسن - ميلووكي" جوناثان كاسباريك اعتبر أن المخيمات المؤيدة للفلسطينيين في جامعات ويسكنسن، فضلاً عن استجابة الشرطة للاحتجاجات، قد تؤدي إلى تقويض دعم بايدن بين الناخبين الأصغر سناً والأكثر ليبرالية، بخاصة أن فوز بايدن في ويسكنسن يتطلب إقبالاً كبيراً في المناطق الحضرية مثل ماديسون وميلووكي، مما يعني أن تضاؤل أصوات الشباب في ولاية ويسكنسن بسبب المخاوف في شأن الصراع بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة، قد يكلف بايدن إعادة انتخابه إذا شهدت الانتخابات إقبالاً قوياً في المقاطعات الريفية بالولاية.

وأكبر دليل على أزمة بايدن المرتقبة، أنه خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بالولاية التي جرت في أبريل، صوت ما يقارب 32 في المئة من ناخبي جامعة "ويسكنسن - ماديسون" في خانة تسمى "دون توجيهات" كتصويت احتجاجي ضد سياسة بايدن في شأن غزة، مع تصويت 8.4 في المئة من الناخبين على مستوى الولاية أيضاً في خانة "دون توجيهات"، وهو نذير خطر لبايدن إذا استمرت الحرب في غزة من دون دور حاسم لبايدن من أجل وقف الحرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الرهان على أصوات البيض

ويراهن كل من بايدن وترمب على أصوات الناخبين البيض الذين يشكلون نحو أربعة من كل خمسة أشخاص في ولاية ويسكنسن، ويمثلون 80.1 في المئة من السكان، وفقاً لتقديرات يوليو (تموز) 2023 الصادرة عن مكتب الإحصاء الأميركي، بينما يشكل السكان اللاتينيون (الذين تمتد جذورهم إلى دول أميركا اللاتينية) ثاني أكبر المجموعات حسب العرق (7.6 في المئة) في حين يمثل السكان الأميركيون السود أو الأفارقة نحو 6.6 في المئة.  

ويعني الافتقار النسبي للتنوع في الولاية أن الناخبين البيض من الطبقة العاملة يمثلون مجموعة رئيسة لكلا المرشحين هناك، والذين كانوا من المؤيدين الأساسيين لترمب في عام 2016، على رغم أن بايدن حقق بعض النجاحات مع هذه الكتلة في طريقه إلى النصر عام 2020، ومع ذلك ينصب التركيز على الناخبين المستقلين بالنظر إلى أن الدراسات السابقة توضح كيف قسم ناخبو الولاية بالتساوي إلى حد ما بين الديمقراطيين والجمهوريين، غير أن أصوات البيض تغيرت خلال العقود الأخيرة.

تاريخ التصويت

في أوائل القرن الـ20، سيطر الحزب الجمهوري على ولاية ويسكنسن، وفاز في كل الانتخابات على مستوى الولاية بين عامي 1894 و1930، وسيطر على غالبية كبيرة في المجلس التشريعي، لكن في أواخر الأربعينيات، بدأ النشطاء في إعادة بناء الحزب الديمقراطي المحتضر، والذي اعتمد على منطقتين رئيستين من نقاط القوة، الأولى كانت مناطق شاطئ البحيرة الصناعية في مقاطعات ميلووكي وراسين وكينوشا، إذ تم تعزيز الآفاق الديمقراطية من خلال النقابات العمالية والتقاليد الاشتراكية القوية لمدينة ميلووكي.

كما أن الدعم الديمقراطي لقوانين الحقوق المدنية الوطنية وقوانين الإسكان المتساوي غير التمييزية في الستينيات جعل الأميركيين من أصل أفريقي في الولاية ناخبين ديمقراطيين موثوقين، بينما كانت القضية الرئيسة الثانية التي أدت إلى دعم الديمقراطيين هي العاصمة ماديسون، إذ مقر جامعة "ويسكنسن"، التي أصبحت بحلول السبعينيات معروفة كواحدة من أكثر المدن ليبرالية في البلاد.

وبعد سنوات من التنظيم، كسر الديمقراطيون في ويسكنسن احتكار الجمهوريين بانتخاب ويليام بروكسمير عضواً في مجلس الشيوخ عام 1957، وغايلورد نيلسون حاكماً للولاية في عام 1958، وخلال بقية القرن الـ20، ظل الديمقراطيون والجمهوريون متساوين.

وعلى رغم أن كلا الحزبين حظي بدعم مجموعات سكانية معينة، كان الجمهوريون أكثر شعبية في الضواحي، في حين كان الديمقراطيون يتمتعون بنفوذ أكبر في المدن الكبرى، فإن كلا الحزبين قام بحملات في مختلف أنحاء الولاية للتأثير في الناخبين في المناطق الريفية بالسياسات الزراعية التي ينتهجها المرشحون الديمقراطيون أو بجاذبية الجمهوريين للقيم الاجتماعية المحافظة.

تحول في ويسكنسن

غير أنه بحلول التسعينيات بدأت الجغرافيا السياسية لولاية ويسكنسن في التغير، إذ أدى انخفاض وظائف المصانع في صناعات السيارات والآلات الثقيلة والمعدات الزراعية إلى انخفاض عدد أعضاء النقابات، مما أدى إلى استنفاد مصدر رئيس للقوة الديمقراطية في الولاية، وفي الوقت نفسه، أدى التحول إلى الإنتاج الزراعي على نطاق واسع، والذي تديره شركات خاصة، إلى انخفاض العدد الإجمالي للمزارع الأسرية الصغيرة والمتوسطة الحجم، مما أدى إلى خلق سكان ريفيين لا يشاركون بصورة مباشرة في الزراعة، كما أدى إلى تقليص قدرة الديمقراطيين على جذب الناخبين غير الحضريين.

واستفاد الجمهوريون من هذا الاتجاه من خلال تصوير الديمقراطيين على أنهم نخبويون بعيدون عن الواقع ويتجاهلون أولئك الذين لا يعيشون في المراكز الحضرية مثل ماديسون أو ميلووكي، وبعد انتخاب باراك أوباما عام 2008، استفاد الجمهوريون من رد فعل عنيف ضد العداء الواضح تجاه الناخبين البيض في المناطق الريفية والمدن الصغيرة، وانتخبوا الجمهوري سكوت ووكر حاكماً للولاية عام 2010، كما حصل الجمهوريون على غالبية تشريعية في الولاية من خلال إعادة تقسيم الدوائر الحزبية لمصلحة حزبهم.

الناخب الريفي

وفي هذا السياق، نالت حملة ترمب لعام 2016 إعجاب الناخبين الريفيين في ولاية ويسكنسن، ومعظمهم من البيض، بخاصة بين أولئك الذين ليس لديهم شهادة جامعية، وفي 62 مقاطعة من أصل 72، زاد تصويت الجمهوريين في ولاية ويسكنسن بين عامي 2012 و2016، وكانت الزيادة الأكبر في المقاطعات الريفية، إذ أدى احمرار هذه المقاطعات عاملاً أساساً في فوز ترمب، واستمر هذا الاتجاه عام 2020.

لكن في المقابل، أصبحت المناطق الجمهورية الأكثر موثوقية تاريخياً، أقل جمهورية بصورة ملحوظة، إذ انخفض إقبال الجمهوريين في مقاطعات ضواحي ميلووكي، بما في ذلك أوزاوكي وواشنطن وواوكيشا، إذ اتضح أن الناخبين في الضواحي كانوا أكثر تشككاً في ترمب من الناخبين في المناطق الريفية.

ومع اقتراب موعد مباراة العودة بين بايدن وترمب عام 2024، يعتقد أستاذ التاريخ بجامعة "ويسكنسن - ميلووكي" جوناثان كاسباريك أن هذا الانقسام بين الريف والحضر سيستمر على الأرجح، وستكون الانتخابات متقاربة بالتأكيد، إذ لا يزال عديد من الجمهوريين في الضواحي غير متحمسين في شأن ترشيح ترمب للمرة الثالثة، بسبب مشكلاته القانونية وأحداث السادس من يناير عام 2021.

أهم قضايا ويسكنسن

ويواجه بايدن رياحاً معاكسة في وسكنسن هذا العام، إذ إن القضية الأكثر أهمية بالنسبة للناخبين في ولاية ويسكنسن هي الاقتصاد، وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته كلية "إيمرسون" في مارس الماضي، إذ تثير المخاوف في شأن التضخم وكلف الرعاية الصحية والإسكان، اهتماماًت ما يقارب نصف الناخبين في الولاية، وهو ما تعترف به حملة بايدن وتعده تهديداً، ولهذا زار بايدن الولاية للترويج لخطط البنية التحتية الخاصة به ونمو وظائف التصنيع في ولاية ويسكنسن تحت إدارته.

وإذا كانت المخاوف في شأن الاقتصاد تعزز فرص ترمب في الولاية، فإن هناك قضية قوية أخرى توفر فرصة متاحة لبايدن وهي قضية الإجهاض، إذ حدد ما يقارب 80 في المئة من الناخبين في ويسكنسن حقوق الإجهاض باعتبارها واحدة من القضايا المهمة بالنسبة لهم في مايو 2024، في حين اتخذ ترمب مجموعة من المواقف المتعارضة في شأن الإجهاض على مر السنين، بما في ذلك وصف نفسه بأنه الرئيس الأكثر تأييداً للحياة في تاريخ الولايات المتحدة قبل أن يقول إن القضية يجب أن تترك للولايات لتقررها، وإنه لن يوقع على حظر وطني للإجهاض.

وإضافة إلى ذلك، يعرب الناخبون الجمهوريون وبعض المستقلين، عن قلقهم في شأن الهجرة على رغم بعد الولاية عن الحدود الجنوبية، إذ ظلت الحدود الجنوبية واحدة من أكبر القضايا بالنسبة للناخبين الأميركيين، وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "غالوب" في فبراير أن 28 في المئة من الأميركيين يقولون إن الهجرة هي أهم مشكلة تواجه البلاد بينما يقول 55 في المئة أن الأعداد الكبيرة من المهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة بصورة غير قانوني تشكل تهديداً خطراً للأمة.

ولهذا ينتظر أن تساعد وعود ترمب حول وقف الهجرة في كسب مزيد من المؤيدين في ويسكنسن، حيق يقول ستيفن ميلر، الذي عمل على سياسات ترمب للهجرة خلال فترة ولايته الأولى، إنه إذا انتخب، فإن ترمب سيفعل كل ما يلزم لتأمين الحدود الجنوبية، فقد تعهد بتنفيذ عمليات ترحيل جماعية وإعادة سياسات مثل البند 42 التي اتبعت خلال عصر فيروس كورونا وسمحت للسلطات الأميركية بطرد المهاجرين إلى المكسيك من دون السماح لهم بطلب اللجوء.

المزيد من تقارير