Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاتحاد الأفريقي يدين مذبحة "ود النورة" في السودان

حض المجتمع الدولي على "وضع حد نهائي للحرب" وواشنطن تدعو إلى محاسبة مرتكبي "الهجوم المروّع"

ملخص

حصيلة قتلى الحرب لا تزال غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفاً" وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

دان الاتحاد الأفريقي الجمعة بأشد العبارات "المذبحة" التي اتهمت قوات "الدعم السريع" بارتكابها أول من أمس الأربعاء في قرية بالسودان حيث قتل نحو 150 مدنياً "عشوائياً" بينهم "35 طفلاً في الأقل".

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي إنه "منزعج" من حقيقة أن "الوضع يستمر في التدهور ويؤدي إلى الجوع الحاد، وحتى المجاعة، في أجزاء مختلفة من السودان". وحض "المجتمع الدولي على وضع حد نهائي" للحرب.

كما دعا فقي جميع الأطراف إلى "إنهاء القتال من دون قيد أو شرط، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى السكان المحتاجين".

ويعاني نحو 18 مليون شخص في السودان من الجوع و3.6 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، بحسب وكالات الأمم المتحدة.

منذ أبريل (نيسان) 2023، يشهد السودان حرباً بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق في رئاسة مجلس السيادة محمد حمدان دقلو.

وبحسب نشطاء مؤيدين للديمقراطية، هاجمت قوات "الدعم السريع" قرية ود النورة بوسط البلاد مرتين بالأسلحة الثقيلة الأربعاء، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات.

كما دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بشدة" الهجوم الذي وقع الخميس، مكرراً دعوته إلى "إسكات الأسلحة في جميع أنحاء السودان وسلوك الطريق المؤدي إلى سلام دائم".

من جهتها، حذرت المنظمة الدولية للهجرة الخميس من أن عدد النازحين داخلياً في البلاد قد "يتجاوز عشرة ملايين" في الأيام المقبلة.

منذ بداية الحرب، فر أكثر من سبعة ملايين شخص من منازلهم بحثاً عن ملجأ في مناطق أخرى من السودان، الذي شهد بالفعل نزوح 2.8 مليون شخص على مدى عقود من الحروب التي دمرت البلاد.

ضحايا

أفاد ناشطون سودانيون اليوم الجمعة بأن نحو 40 شخصاً قتلوا في قصف مدفعي عنيف من قوات "الدعم السريع" على أم درمان ضاحية الخرطوم، في مثال آخر على معاناة المدنيين جراء العنف والأزمة الإنسانية التي تسبب فيها النزاع منذ أكثر من عام.

وذكرت "تنسيقية لجان مقاومة كرري" في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، أن "الدعم السريع" قصفت أمس الخميس أم درمان، والحصيلة "حتى الآن 40 مواطناً ومواطنة قتلى، وجروح أكثر من 50 بين طفيفة وحرجة"، وأضافت "لا يوجد حصر دقيق لعدد القتلى اليوم الجمعة بأم درمان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

و"التنسيقية" بين مجموعات عدة شكلها ناشطون لتنسيق التعاون بين السكان في مختلف أنحاء السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023.

وأوضحت "التنسيقية" أن "غالب القتلى وصلوا إلى مستشفى النو التعليمي، والبقية إلى مستشفيات خاصة، والبقية الأخرى دفنوا قبل وصولهم إلى المستشفيات من ذويهم".

جرائم حرب

وفي الأثناء تتواصل المعارك في جميع أنحاء البلاد بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة حمدان دقلو. ولا تزال حصيلة قتلى الحرب غير واضحة، فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفاً"، وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

واتهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية ونهب المساعدات الإنسانية الحيوية أو عرقلة وصولها إلى من يحتاجون إليها.

 

أكبر أزمة نزوح

وقالت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الجمعة إن عدد النازحين داخلياً في السودان بسبب الصراع قد يتجاوز قريباً 10 ملايين شخص، في أكبر أزمة نزوح في العالم.

واندلع القتال في العاصمة الخرطوم خلال أبريل 2023 وما لبث أن انتشر سريعاً في أرجاء السودان، ليعيد من جديد عمليات سفك الدماء على أساس عرقي في إقليم دارفور في غرب البلاد ويجبر الملايين على الفرار.

وقال محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة في السودان "ما حجم المعاناة والخسائر البشرية التي يجب أن يتكبدها شعب السودان قبل أن ينتبه العالم؟ أليس 10 ملايين نازح داخلياً كافياً لدفع العالم إلى التحرك العاجل؟". وأضاف "حياة كل واحد من الـ10 ملايين نازح تمثل مأساة إنسانية شديدة تتطلب اهتماماً عاجلاً".

ورصدت المنظمة التابعة للأمم المتحدة هذا الأسبوع وجود 9.9 مليون نازح داخلياً في أنحاء السودان، وتقول إنه كان هناك بالفعل 2.8 مليون نازح داخلياً قبل الحرب.

واضطر نحو 12 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم مع عبور أكثر من مليوني شخص إلى دول مجاورة، من بينها مصر وتشاد.

وذكر رفعت أن أكثر من نصف النازحين داخلياً في السودان من النساء، وربعهم من الأطفال دون سن الخامسة. وأضاف أن وكالات الإغاثة تجد صعوبات في تلبية الحاجات المتزايدة.

وتابع أن "نقص التمويل يعوق جهود توفير المأوى والغذاء والمساعدات الطبية بصورة كافية". وأردف قائلاً "تتزايد المخاوف في شأن تأثير النزوح على المدى الطويل على النسيج الاجتماعي والاقتصادي في السودان".

وتحذر وكالات الأمم المتحدة من أن السودان معرض إلى "خطر مجاعة وشيك" في ظل معاناة نحو 18 مليون شخص من الجوع الشديد، من بينهم 3.6 مليون طفل يعانون سوء تغذية حاد.

"مأساة إنسانية"

وفي وسط السودان، اتهم ناشطون أول من أمس الأربعاء قوات "الدعم السريع" بتنفيذ هجوم دام على قرية ود النورة في شرق ولاية الجزيرة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص بينهم 35 طفلاً.

ونشر نشطاء من "لجنة مقاومة مدني" في وسط السودان صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر صفاً من الأكفان البيضاء ممددة على الأرض.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي أمس الخميس "إن الصور التي تصل إلينا من ود النورة مفجعة". وأضافت عبر منصة "إكس" "صارت المأساة الإنسانية سمة من سمات الحياة في السودان. ويجب تجنب زج المناطق المكتظة بالسكان مهما كلف الأمر في المعارك وتفادي استخدام الأسلحة المتفجرة فيها. ولا ينبغي بتاتاً أن يتحول المدنيون إلى أهداف".

وحاصرت قوات "الدعم السريع" المتهمة بالنهب واستخدام العنف الجنسي والعرقي قرى بأكملها في جميع أنحاء البلاد، وتعرض بعضها للهجوم مرات عدة.

وقالت "الدعم السريع" في بيان إنها هاجمت ثلاثة معسكرات للجيش في منطقة ود النورة، واشتبكت مع الجنود "خارج" المنطقة المأهولة بالسكان.

وتفقد قائد الجيش البرهان أمس الخميس الجرحى، وتوعد في بيان بـ"رد قاس على جرائم" قوات "الدعم السريع".

وقالت مديرة الـ"يونيسيف" كاثرين راسل إن "الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية غير مقبولة"، متحدثة عن مقتل ما لا يقل عن 35 طفلاً في ود النورة، وجرح 20 آخرين. وأضافت أنه "خلال العام الماضي قتل وجرح آلاف الأطفال".

المزيد من متابعات