عواقب وخيمة تنتظر العالم نتيجة تجاهل الأزمة السودانية

يعتقد نقيب الصحافيين السودانيين عبدالمنعم أبو إدريس أن تغطية الحرب في السودان ليست بحجم ما يجري على الأرض، ويعود ذلك إلى أسباب عدة (بحسب أبو إدريس)، ومنها انشغال العالم بملف قضيتي الاعتداءات الإسرائيلية في غزة وأمن جنوب البحر الأحمر اللتين تؤثران في حركة الاقتصاد، وسبب آخر مرتبط بطبيعة ما حدث في السودان من استهداف للمؤسسات الإعلامية.

ويوضح رئيس نقابة الصحافيين أنه منذ اليوم الأول استهدفت المؤسسات الإعلامية المحلية السودانية بسبب وقوعها في منطقة الاشتباكات، ودمرت غالب مقارها ونهبت وحطمت معداتها مما جعل 90 في المئة من الصحافيين والصحافيات السودانيين يفقدون أعمالهم، بالتالي لم يقم الإعلام السوداني بدوره في تغطية الأحداث.

ويرى أبو إدريس أن سبب استهداف المؤسسات الإعلامية هو أمر مرتبط بطبيعة طرفي الصراع في السودان، إذ يتعاملان مع كل صحافي وصحافية باعتباره موالياً للطرف الآخر، وقارب عدد الانتهاكات 400 انتهاك منذ بدء النزاع، ووصل عدد القتلى من الصحافيين السودانيين إلى سبعة أفراد حتى الآن، واحتجز 42 صحافياً، فيما لا يزال أربعة صحافيين محتجزين، اثنان منهم لدى قوات "الدعم السريع" وآخران لدى استخبارات الجيش.

وكل هذا يعكس طبيعة الأوضاع التي يمكن أن يتحرك فيها الصحافيون السودانيون لتغطية الأحداث، مما أثر فيها بصورة كبيرة جداً وجعلها تتراجع في بورصة التغطية العالمية.

ومن جانب آخر، يعتقد أبو إدريس أن السودان ليس في أولوية العالم. لو كان ما يحدث في السودان الآن يحدث في أي مكان آخر لشهدنا تسارع كل المنظمات الدولية والأممية إلى إعلان الكارثة وإطلاق النداءات، لكن حتى الآن ما يصدر من وكالات الأمم المتحدة وبعض المنظمات الحقوقية هو حديث خافت (بحسب أبو إدريس)، ولا يتناسب مع حجم المسائل التي نشهدها في السودان.

ويحذر أبو إدريس من أكبر أزمة جوع سيشهدها العالم خلال الأسابيع القليلة المقبلة بسبب اقتراب مناطق كثيرة في السودان من الدخول في مجاعة، نتيجة الأوضاع الأمنية وإغلاق الطرق وعدم إمكانية الوصول إليها.

Listen to "عواقب وخيمة تنتظر العالم نتيجة تجاهل الأزمة السودانية" on Spreaker.