Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بطلات منسيات... نساء "يوم النصر" اللواتي غيرن مجرى التاريخ

مع الاحتفال بالذكرى الـ 80 لإنزال نورماندي، نسلط الضوء على اللواتي ساعدت مساهماتهن في تحويل مجرى "الحرب العالمية الثانية" لمصلحة الحلفاء

المعلومات الاستخبارية التي جمعتها ليز دو بايساك في إطار عملها السري كانت حيوية لقوات الحلفاء (غيتي)

ملخص

فيما نحيي ذكرى الجنود الذين لقوا حتفهم في "يوم النصر"، من المهم أيضاً أن نتذكر أن الرجال لم يكونوا الوحيدين الذين اضطلعوا بأدوارٍ حاسمة في تلك المعركة، أو قدموا تضحياتٍ كبرى خلالها

تظل عملية الإنزال التي قامت بها قوات الحلفاء (في السادس من يونيو/ حزيران) على ساحل نورماندي في فرنسا، أكبر عملية غزو بحري في التاريخ، عندما هبط ما يقرب من 156 ألف جندي لشق طريقهم إلى فرنسا التي كان قد احتلها النازيون، بالتالي تمهيد الطريق لتحقيق النصر. ومع تلاشي الذاكرة الحية لذلك الحدث اليوم، قال الملك البريطاني تشارلز في خطابٍ مؤثر ألقاه خلال إحياء المناسبة الـ 80 للإنزال: "إن من واجبنا أن نضمن أننا والأجيال المقبلة لن ننسى الخدمة التي قدمها هؤلاء، والتضحيات التي بذلوها في سبيل استبدال الطغيان بالحرية".

وفيما نحيي ذكرى الجنود وأفراد القوات المسلحة من جميع أطراف الصراع آنذاك، الذين لقوا حتفهم في "يوم النصر" D-Day، من المهم أيضاً أن نتذكر أن الرجال لم يكونوا الوحيدين الذين اضطلعوا بأدوارٍ حاسمة في تلك المعركة، أو قدموا تضحياتٍ كبرى خلالها.

فقد أسهمت عشرات الآلاف من النساء في تحقيق أكبر غزوٍ برمائي على الإطلاق، بحيث أسهمن في مجموعة واسعة من الأدوار والمهمات - بدءاً من العميلات السريات، مروراً بعاملات المقسم، والممرضات والعاملات في رسم الخرائط، وصولاً حتى إلى المرأة الوحيدة التي نزلت مع الجنود على شاطئ نورماندي في ذلك اليوم. وقد ظلت قصص تلك النساء منسيةً لفترةٍ طويلة جداً، وربما يكون من المناسب في "الذكرى الـ 80" لـ "يوم الإنزال"، أن نسلط الضوء أخيراً عليهن، احتفاءً بمساهماتهن الثمينة.

مشغلة أجهزة اللاسلكي ماري سكوت

في الـ 6 من يونيو عام 1944، وجدت ماري سكوت - التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 17 سنة - نفسها في عمق نفق أسفل حصن "فورت ساوثويك" في بورتسموث جنوب إنجلترا (وهو أحد الحصون التي تم بناؤها للدفاع عن المداخل البرية للقاعدة البحرية البريطانية هناك)، داخل مركز اتصالات تحت الأرض، تابع لـ "المقر الأعلى لقوات الحلفاء للتدخل السريع" Supreme Headquarters Allied Expeditionary Force (SHAEF). وبعدما انخرطت ماري الشابة في "الخدمة البحرية الملكية النسائية"Women’s Royal Naval Service (WRENS)   لمدة 3 أشهر فقط، تلقت في البداية تدريباً على تشغيل لوحة مفاتيح الهاتف الآلي. إلا أنها مع التحضيرات النهائية لليوم الكبير، كُلفت مهمة إرسال الرسائل واستقبالها عبر ما تم وصفه لها آنذاك بأنه "جهاز في أتش أف" VHF.

في "يوم النصر" نفسه، كان دور ماري هو التواصل مع الجنود على الشواطئ، وتوفير رابطٍ حيوي لأولئك الذين كانوا يخوضون أكبر غزو برمائي في التاريخ. وعلى رغم أن الرسائل كانت مشفرة، إلا أن الشابة لم تقلل من خطورة ما كانت تتلقاه عبر السماعات. وهي حقيقةٌ شعرت بها بقوة عند تلقيها أول رسالة.

سكوت قالت مستذكرةً في وقتٍ لاحق: "أدركتُ فجأة أنني كنتُ وسط ساحة الحرب. فالجنود كانوا يتوجهون بالفعل إلى الشواطئ، وكان يمكنني سماع أصوات تبادل إطلاق نار، وصدى الأسلحة الآلية، وقذائف الهاون، والقنابل، وكان الرجال يصرخون. يمكن القول إن فوضى الحرب كانت عارمة، ثم أدركتُ أن الشخص المتلقي الذي كنتُ أتحادث معه، كان من بين المشاركين في الإنزال على الشاطئ، فقلتُ في نفسي: "إن لدي عملاً أقوم به، لذا سأستمر في القيام به".

كانت ماري من بين 700 شخص عملوا في حصن "فورت ساوثويك"، حيث تولت فرق تشغيل أجهزة اللاسلكي التناوب على فترات عملٍ مدتها 48 ساعة، مع 24 ساعة راحة بين كل نوبة عمل وأخرى. كان العاملون تحت الأرض في أعماق تلال هامبشير بطبيعة الحال آمنين للغاية، على عكس أولئك الذين كانوا يتواصلون معهم في ميدان المعركة.

وتضيف سكوت: "لا شك في أن عامل جهاز الإشارة، الذي كان يبعث بالرسائل من شاطئ المعركة، كان شجاعاً للغاية. فمجرد جلوسه هناك وإرسال الرسائل، في وقتٍ كانت النيران تتساقط من حوله - وأعني هنا قذائف المدفعية والأعيرة المنطلقة من بنادق ورشاشات وما إليها - بالتالي، لا بد لي من أن أرفع قبعتي تحية له في ذلك اليوم. لقد كان شجاعاً بشكلٍ لا يُصدق".

بعد الحرب، تزوجت ماري سكوت وأسست عائلة. وفي سن السابعة والتسعين، حازت أخيراً "وسام جوقة الشرف" Légion d’honneur من الحكومة الفرنسية، على رغم أن الرسالة المرفقة بالوسام التي تلقتها، بدأت بعبارة "سيدي العزيز".

الممرضتان أنيتا فيلد ومولي إيفرشيد

مع تعرض عددٍ كبيرٍ من جنود الحلفاء للإصابة في "يوم النصر" وفي الأسابيع التي تلت الإنزال على شاطئ نورماندي، كان لا بد من توفير المساعدة الطبية والممرضات على مقربة من خط المواجهة قدر الإمكان. وفي كثيرٍ من الأحيان، تم تقديم الرعاية للجرحى على متن قوارب رست قبالة ساحل الإنزال. وفي السابع من أغسطس (آب)، تمركزت سفينة "أس أس أمستردام" SS Amsterdam - التي كانت في الأساس عبّارةً لنقل الركاب تم تحويلها إلى سفينةٍ مستشفى - قبالة شاطئ جونو.

من بين أفراد الطاقم الطبي والمسعفين الذين وُضعوا على متن تلك السفينة كانت هناك ممرضتان، هما أنيتا فيلد التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 32 سنة، ومولي إيفرشيد التي كانت في سن السابعة والعشرين. وبينما كانتا تقومان بجولاتهما في العنابر، وقعت كارثةٌ عندما انفجر لغمٌ بالسفينة، كاد أن يشطرها إلى نصفين. وسرعان ما ساد الذعر، وانتقل عددٌ من الأفراد الأصحاء إلى قوارب النجاة. لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة إلى مولي وأنيتا، اللتين وضعتا واجبهما في المقام الأول، وهُرعتا إلى الطابق السفلي لنقل الجرحى إلى قوارب النجاة، في وقتٍ كانت السفينة "أس أس أمستردام" تغرق بسرعةٍ فائقة.

 

وتمكنت الامرأتان في الإجمال من إنقاذ نحو 75 رجلاً، منهم جندي كانت قد بُترت ساقه للتو. وعلى رغم أنه كان بإمكانهما إنقاذ نفسيهما، إلا أن مولي وأنيتا واصلتا النزول إلى الطوابق السفلية. لكن السفينة غرقت في غضون 8 دقائق فقط، وكانت آخر مرةٍ شوهدت فيها الممرضتان عندما حوصرتا خلف كوتين داخلها.

أحد أفراد "الهيئة الطبية في الجيش الملكي" البريطاني Royal Army Medical Corps، أفاد في وقتٍ لاحق بأنه حاول "إنقاذ ممرضة وإخراجها من خلال فتحةٍ في الطابق السفلي للسفينة كانت محاصرة فيها"، لكنه فشل للأسف. ويُعتقد أنها كانت مولي. وقد فارقت كلا المرأتين - إلى جانب 8 أفراد آخرين من الطاقم الطبي و55 مريضاً و30 من أفراد طاقم السفينة و11 أسير حرب - الحياة في تلك الحادثة.

الممرضتان مولي وأنيتا جرى ذكرهما في الرسائل الرسمية بعد وفاتهما تقديراً لشجاعتهما. واليوم، هما من بين1475  شخصاً شُيدت لهم نصب تذكارية في الحقول المطلة على موقع "غولد بيتش" في نورماندي، تخليداً لذكراهم وتضحياتهم وتضحيات آخرين في يوم الإنزال.

الصحافية مارثا غيلهورن

على رغم كون مارثا غيلهورن إحدى الصحافيات الأشد وقاراً في تلك المرحلة، حين قامت بتغطية الحرب في كل من فنلندا وسنغافورة وهونغ كونغ وبريطانيا، إلا أنه لم يُسمح لها في بداية الأمر بمرافقة القوات الغازية في "يوم النصر" إلى فرنسا. لكن ذلك لم يشكل رادعاً للمراسلة الحربية التي كانت تبلغ من العمر آنذاك 35 سنة، عن وضع خطة ذكية قامت من خلالها بخداع أحد المسؤولين الذي سمح لها بالصعود إلى سفينةٍ مستشفى كانت متوجهة إلى الشاطئ الفرنسي في يوم الإنزال نفسه. وعند صعودها إليها، عمدت إلى حبس نفسها على الفور داخل أحد المراحيض، وأخفت نفسها عن الأنظار.

 

وعندما أبحرت السفينة، خرجت غيلهورن من مخبئها لتشاهد عن كثب الأحداث الملحمية الحية التي تكشفت لها في ذلك اليوم. وكتبت تروي الحدث قائلة: "... ثم رأينا الساحل الفرنسي، وعندما اقتربنا من المكان، لاحظنا وجود ناقلة إنزال على مقربةٍ منا، مع ثيابٍ معلقة على حبل غسيل، ووسط الأصوات المدوية لانفجارات الألغام على الشاطئ - كان في وسعنا سماع أنغام موسيقى رقص آتية من أحد راديوهات السفينة. أما القوات العسكرية فكانت تنزل من السفن الكبيرة إلى زوارق ثقيلة أو سفن أخرى أصغر حجماً، فيما كانت دباباتنا تتقدم ببطء وثبات في الميدان، وكانت تشق طريقها على طول الطرق البنية المحفورة في التلال".

لكن مارثا غيلهورن قامت بما هو أكثر من مجرد متابعةٍ لما يحصل على الأرض، فقد ساعدت في رعاية عشرات الجرحى الذين جيء بهم إلى السفينة المستشفى. وبعد حلول الظلام، تمكنت من النزول إلى شاطئ أوماها، لتكون المرأة الوحيدة التي وطئت الشاطئ الفرنسي في "يوم النصر" نفسه. وهناك، تعاونت مع الطواقم الطبية على تجميع الجرحى، وكانت تتنقل بحذر عبر الخطوط الضيقة التي تحدد الممرات الآمنة وسط حقول الألغام.

وفي اليوم التالي، عادت السفينة وعلى متنها غيلهورن إلى المملكة المتحدة. وتستذكر تلك الفترة قائلة: "كان الهواء البريطاني يتغلغل إلى أجواء العنابر، وبدا أن الجرحى كانوا يجدون العزاء في الجو المألوف لإنجلترا". وعند وصولها، ألقت الشرطة العسكرية القبض عليها وسحبت منها أوراق اعتمادها كصحافية. وعلى رغم تلك النكسة التي أصابتها، إلا أنها واصلت تغطية وقائع الحرب، بما فيها الأحداث المهمة كتحرير معسكر الاعتقال داكاو (أول معسكرات الاعتقال النازية التي بُنيت في ألمانيا). وتوفيت لاحقاً في لندن في عام 1998 عن عمرٍ ناهز 89 سنة.

مصممة الخرائط كريستيان لامب

تُعد الخريطة الميدانية التي يمكن الاعتماد عليها، كما يؤكد أي جندي مقاتل أو جندية، من أبرز الوسائل التي يحتاجها العسكر إلى جانب السلاح في ساحة القتال. وقد تطلب الإعداد لـ "يوم النصر" وضع خرائط لا تُعد ولا تُحصى، كانت مستفاضة بدقة ومقترنة بميزاتٍ يمكن لقوات الحلفاء الغازية الركون إليها، لدى اقترابها من الساحل الفرنسي. وكانت كريستيان لامب - المنضوية في "الخدمة البحرية الملكية النسائية" وتعمل في "مكتب الحرب القديم" Old War Office (كان هذا المبنى مقراً لعمليات القادة العسكريين في بريطانيا) - من بين الأشخاص الذين كلفوا تلك المهمة الحيوية.

 

وروت لاحقاً أن عملها "كان مكثفاً ومليئاً بالإثارة، وكان يتطلب دقةً كبيرةً وتركيزاً على التفاصيل". وأضافت أنه "كان هناك الكثير منا، وكل فردٍ كان يتولى أجزاء محددة من الأحجية الكبرى. ولم يكن أحد منا يعرف ما كان يعمل عليه الآخرون أو يناقشهم".

وتذكرت في مرحلةٍ لاحقة أن "(رئيس الوزراء البريطاني في حينه ونستون) تشرشل كان يعمل في الطابق العلوي". وقالت: "أحياناً كنتُ أراه على الدرج، لكنه لم يكن يتحدث إلينا على الإطلاق. كان كبير البنية بشكلٍ بارز".

عندما قمت بتشغيل جهاز الراديو في وقت مبكر من يوم الـ 6 من يونيو (حزيران) وسمعت نبأ إنزال القوات على تلك الشواطئ التي قمت برسم خرائطها في مكتبي الصغير، كانت تلك اللحظة الأكثر إثارة في حياتي

كريستيان لامب

 

أحيط عمل لامب بأقصى مقدارٍ من السرية، لأنها كانت على اطلاع ومعرفة بالمواقع الدقيقة التي سيتم إنزال قوات الحلفاء فيها على شاطئ نورماندي. وكان الألمان يعتقدون أن الغزو سيستهدف منطقة كاليه، وظلوا غير مدركين للمعلومات السرية المهمة التي كانت لدى كريستيان. ولو كان الزعيم النازي أدولف هتلر على علمٍ بتلك المعلومات، لكانت نتيجة "يوم النصر" مختلفة تماماً على الأرجح.

وأضافت: "كل ما كنتُ أعرفه في ذلك الوقت هو أنه من الأهمية بمكان أن أكون دقيقةً بنسبة مئة في المئة - فقد تعتمد حياة كثيرين على عملي". ومع اقتراب إنزال "يوم النصر"، انتقلت كريستيان لامب مع فريقها إلى حصن "فورت ساوثويك"، حيث كانت ربما تعمل بالقرب من عاملة اللاسلكي ماري سكوت. وكان من الواضح لها أن "شيئاً ما سيحدث"، وعندما حل موعد يوم الإنزال أخيراً، شعرت بإحساس غامرٍ بالفخر.

وقالت في وصف ذلك: "عندما استمعتُ لجهاز الراديو الخاص بي في وقتٍ مبكر من يوم الـ 6 من يونيو، وعلمتُ أن قوات الحلفاء قد أنزلت على تلك الشواطئ التي رسمتها بدقة في مكتبي الصغير، كانت تلك اللحظة الأكثر بهجةً في حياتي".

ما زالت كريستيان على قيد الحياة حتى اليوم، وهي تبلغ من العمر الآن 104 سنوات. وكانت بعد الحرب قد أسست عائلة لها، وقامت بتأليف عددٍ من الكتب حول البستنة، وكذلك حول تجاربها في زمن الحرب.

العميلة السرية ليز دو بايساك

في يوم الإنزال، كانت ليز دي بايساك البالغة من العمر آنذاك 39 سنة، تعمل في شمال فرنسا خلف خطوط العدو، لمصلحة وحدات "العمليات الخاصة التنفيذية" Special Operations Executive  (قوات سرية أنشئت خلال الحرب العالمية الثانية لمقاومة العدو، إضافةً إلى التجسس والتخريب)، وذلك على بعد نحو 6 آلاف ميل (9 آلاف و656 متراً) من موطنها جزر موريشيوس.

 

وكانت ليز قد وصلت إلى فرنسا في أبريل (نيسان)، وتمثل دورها في أن تتولى نقل رسائل إلى زملائها العملاء وأعضاء المقاومة. إلا أن مهامها توسعت لتشمل العمل مجندة، حيث كان يجب أن تكون المقاومة قوية ما أمكن لبث الفوضى خلف خطوط العدو في أعقاب الغزو الوشيك للحلفاء.

في الخامس من يونيو، كانت ليز في باريس عندما سمعت الكلمة المرمزة على الراديو بأن يوم الإنزال بات وشيكاً. فقامت بركوب دراجةٍ لمسافة 200 ميل تقريباً، بهدف العودة إلى قاعدتها في نورماندي، حيث عملت على جمع معلوماتٍ عن المواقع الألمانية ونقلها إلى الحلفاء.

قد تعرضت لعددٍ من المواجهات الخطرة أثناء مهمتها. وفي إحدى المرات، استولى جنودٌ من دون علمهم على شقتها وجلسوا على مظلتها، ظناً منهم أنها كيسٌ للنوم. كما نجت من تبادل لإطلاق النار خلال إحدى المعارك التي أودت بحياة عددٍ من الجنود الألمان.

وخلال الأسابيع القليلة التالية بعد يوم الإنزال، اضطلعت ليز بدورٍ فاعل في جهود المقاومة، فقد كانت تقوم بجمع الأسلحة، إضافةً إلى زرع ألغام بشكل استراتيجي على الطرق لإعاقة تحركات المركبات الألمانية. وبحلول منتصف شهر أغسطس (آب)، كانت قد أنجزت عملها الشجاع، وتمت إعادتها إلى إنجلترا. وتقديراً لشجاعتها ومساهماتها، مُنحت بعد الحرب "وسام الإمبراطورية البريطانية" Member of the Order of the British Empire (MBE)  - وهو تشريف متواضع جداً - و"وسام جوقة الشرف" الفرنسي. وتُوفيت في مدينة مرسيليا الفرنسية في مارس (آذار) عام 2004 عن عمر ناهز 98 سنة.

© The Independent

المزيد من تحقيقات ومطولات