ملخص
"الأمر المتعلق بالعمل في ’بوينغ‘ هو أنك إذا تحدثت إلى وسائل الإعلام فسيتم طردك، لذلك كان ذلك بالتأكيد غير مطروح على الطاولة"
حذر أحد المبلغين الجدد في شأن مخالفات شركة "بوينغ" من أن هناك "خفايا أخرى" يمكن أن تؤدي إلى كوارث مستقبلية، وسط تزايد المخاوف المتعلقة بالسلامة في شأن شركة تصنيع الطائرات المتعثرة.
وقال روي إيرفين الذي عمل محققاً في الجودة في "بوينغ" لستة أعوام، إن الشركة المصنعة للطائرات موبوءة بـأشخاص يمتثلون للأوامر من دون سؤال وغيرهم ممن يركزون بصورة مفرطة على التفاصيل المالية ومن أجل تحقيق تقدم ملموس على الشركة أن "تهدم ويعاد بناؤها" من جديد.
ويعد إيرفين واحداً من عدد قليل من الموظفين السابقين والحاليين، الذين تحدثوا في الأشهر الأخيرة عن تجاربهم ومخاوفهم من ممارسات مكان العمل السيئة في "بوينغ". مع العلم أن موظفين اثنين توفيا منذ خروجهما إلى العلن.
وتتعرض الشركة إلى انتقادات منذ أشهر بعد سلسلة من حوادث السلامة البارزة، بما في ذلك انفجار باب على متن طائرة على ارتفاع 16 ألف قدم في يناير (كانون الثاني) الماضي. إيرفين قال إنه لا يستبعد احتمال وقوع كوارث مماثلة في المستقبل.
وأضاف لـ"اندبندنت"، "آمل ألا تقع كوارث أخرى لكنني أشعر أنه قد تكون هناك قضايا أخرى خفية. كان لانفجار الباب صدى كبير في ذهني لأنني توقعت ذلك".
وتابع "لا تلفت الأشياء انتباه أي شخص ما لم يعثر عليها. هناك أشياء أخرى ربما لم يعثر عليها بعد... لقد عثر على كثير من العيوب التي لم تكن تخضع إلى أي وظيفة تفتيش، وصودف أن رآها شخص محظوظ... ربما لا تزال أشياء كثيرة مخفية، على ما أخشى. آمل بأن أكون مخطئاً، لكن الأمر ممكن جداً".
وفي أعقاب انفجار الباب في الهواء، بدأت السلطات الفيدرالية الأميركية تحقيقات متعددة مع شركة "بوينغ". كما تقدم عديد من المبلغين عن المخالفات لإثارة مخاوفهم في شأن عملية التصنيع وسلامة الركاب.
وقال إيرفين لـ"اندبندنت" إن مثل هذه المخاوف كانت "معروفة جيداً" داخل الشركة وهي كانت كذلك لفترة طويلة، مشيراً إلى "أنه وآخرين كانوا يتحدثون علناً داخل الشركة ولأعوام عديدة ولكن ’الصد‘ كان جل ما تلقوه".
وذكر إيرفين أن "الأمر المتعلق بالعمل في ’بوينغ‘ هو أنك إذا تحدثت إلى وسائل الإعلام فسيتم طردك، لذلك كان ذلك بالتأكيد غير مطروح على الطاولة... في تلك المرحلة، كنت أقوم بالتصعيد داخلياً قدر الإمكان وفي كثير من الأحيان يتم صدي. لكن وسائل الإعلام لم يكن لديها وسيلة لمعرفة أي من هذا إلى أن بدأ موظفون يتحدثون أمام الملأ أخيراً. كنت لأتحدث في وقت سابق لو طرح أي شخص أية أسئلة".
وردد إيرفين موقف المحامي براين نولز الذي يمثل عديداً من المبلغين عن مخالفات في "بوينغ"، الذي قال إن الهدف ليس "إسقاط" الشركة إذ قال "أنا أحب الشركة. لقد أحببت العمل هناك... هناك كثير من الأشخاص الرائعين الذين يعملون هناك ولا يستحقون الضجيج الذي يحيط بالشركة، لكن يبدو أن حفنة من الأطراف الفاعلة السيئة هي التي تتسبب في أكبر قدر من الضرر... المكان موبوء بـأشخاص يمتثلون للأوامر من دون سؤال وغيرهم ممن يركزون بصورة مفرطة على التفاصيل المالية، أنا متأكد من أن هناك طريقة لطرد هؤلاء الناس".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلنت "بوينغ" أن قادتها اجتمعوا مع إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية في الـ30 من مايو (أيار) الماضي، لتقديم خطتها الشاملة للسلامة والجودة. وأفادت الشركة بأن الخطة الجديدة "تستند إلى ملاحظات موظفينا ونتائج عمليات تدقيق إدارة الطيران الفيدرالية، وتوصيات من مراجعة لجنة خبراء إدارة الطيران الفيدرالية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلا أن إيرفين لا يزال متشككاً، وقال لـ "اندبندنت"، "أعتقد بأنهم سيضطرون إلى هدم الشركة وإعادة بنائها قبل أن يعاودوا الانطلاق. لن تكفي مجرد خطة بسيطة قدموها إلى إدارة الطيران الفيدرالية".
ووصف العدد المنخفض نسبياً من الحوادث الخطرة في "بوينغ" بأنه "معجزة"، لكنه أكد وجود "فرصة كبيرة جداً" لحصول مشكلات في المستقبل.
وختم إيرفين "آمل أن أكون مخطئاً وربما أكون مخطئاً في شأن الأشياء التي تختبئ والتي لم تظهر بعد. أسأل الله بكل تأكيد أن أكون مخطئاً. لكن ثمة فرصة كبيرة جداً لحصول مشكلات".
اتصلت "اندبندنت" بـ"بوينغ" للتعليق على تصريحات السيد إيرفين ومزاعمه.
© The Independent