ملخص
عمرو دياب يثير أزمة بصفع شاب وأبرز مشاجرات النجوم مع الجمهور.
ما هي حدود غضب الفنان من معجبيه والتفافهم حوله؟ وما حدود المعجب؟ وكيف يتم التعامل مع تجاوز الجمهور في بعض الأحيان بصورة تثير غضب الفنان أو الشخصية الشهيرة؟، من بين أسئلة كثيرة طرحتها أزمة الفنان عمرو دياب التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة بسبب صفعه أحد المعجبين في حفل زفاف ابنة رجل الأعمال والمنتج المصري محمد السعدي.
صفعة مفاجئة
بدأت الأزمة عندما حاول أحد المعجبين التقاط صورة مع عمرو دياب أثناء غنائه على المسرح في زفاف ابنة السعدي، فاقترب أحد الشباب بهاتفه المحمول وحاول التصوير لكن دياب كان يعاني احتكاكاً وزحاماً كبيرين، فقام الشاب بشده من البذلة التي يرتديها من منطقة المنتصف ثم تدلت يده ليتشبث بما تبقى في يديه من الجاكيت، وفي جزء من الثانية انفعل دياب بسبب هذا التصرف الذي ربما اعتقد بأنه أحد أنواع التحرش فصفع الشاب وترك المكان، فيما قام أفراد الأمن بإخراج الشاب من القاعة.
وانهالت الاتهامات على دياب بأنه أهان أحد معجبيه بطريقة غير إنسانية من دون ذنب لمجرد أنه يريد التقاط صورة فقط، وذهب آخرون إلى أن الشاب لمس بصورة غير مقصودة عمرو دياب في محاولة لتثبيته في مكانه لالتقاط الصورة وهو أمر مرفوض ويُعتبر من أنواع التحرش، لذا كان رد فعله مبالغاً فيه لكنه جائز في تلك الحالة.
قضية محتملة
وتردد أن الشاب ينوي مقاضاة دياب عبر رفع دعوى تتهمه بالإهانة والإساءة، وقال في تصريحات صحافية أنه فوجئ برد فعل دياب على رغم أن الأمر لم يتعدَّ محاولة للتصوير مع النجم المفضل لديه من دون تجاوز حدود الإعجاب واللياقة، مضيفاً أنه حزين جداً ويتمنى إزالة الفيديوهات التي تهينه وتوضح الصفعة لما ترتب عليها من أضرار نفسية وإنسانية جسيمة له ولأسرته.
وتداولت أخبار أن هناك محاولات للصلح بين الشاب ودياب لحل الأزمة التي احتلت مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب بعضهم دياب بالاعتذار وإصدار بيان لتوضيح الأمر، لكن حتى الآن لم يصدر عنه أو عن مكتبه الإعلامي أي تعليق على الواقعة.
النقابة تنفي
ونفت نقابة الموسيقيين المصريين ما أشيع عن عزمها عقد اجتماع صباح اليوم الأحد لاتخاذ إجراء ضد دياب لاعتبار الواقعة مسيئة للفن وللنقابة التي ينتمي إليها الفنان، وحول الرأي القانوني في واقعة عمرو دياب وصفعه للشاب وهل يحق للأخير مقاضاته، قال المحامي نشأت آغا لـ"اندبندنت عربية" إنه "يحق للشاب تقديم دعوى قضائية وتحرير محضر رسمي في أي قسم شرطة ضد دياب وفق قانون العقوبات الذي تنص مادته رقم 242 على عقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة من 10 آلاف إلى 200 ألف جنيه، للضرب البسيط من دون أداة أو ترصّد".
أزمات متكررة
ولم تكُن أزمة الصفعة هي الأولى بالنسبة إلى عمرو دياب وعلاقته بالجمهور وبعض المحيطين به، إذ شهدت تلك العلاقة أخيراً توتراً كبيراً فانتشرت منذ فترة فيديوهات له تحدث فيها عن سائقه الخاص واصفاً إياه بـ"الحيوان"، وقال "هو الحيوان بتاعنا فين؟ فين السواق؟".
وفي حفل زفاف الممثلة ريم سامي، شقيقة المخرج محمد سامي، ظهر دياب في فيديو وهو يضرب بيديه أحد الفنيين الذين يصلحون جهاز الصوت وكان يجلس على الأرض محاولاً إسكات الصرير الذي تصدره إحدى السماعات، فقام دياب بنكزه بطريقة عنيفة وطرده بعيداً من المسرح وواصل الغناء.
وفي أبريل (نيسان) الماضي وخلال وجود دياب في حفل زفاف عبدالرحمن، نجل المطرب محمد فؤاد، حاول بعض المعجبين ملاحقته وهو متجه إلى دورات المياة فقال لهم بلهجة حادة "أنتو هتخشوا ورايا الحمام؟ إنت ياض أهبل إنت وهو؟" (أي هل ستدخلون خلفي إلى الحمام؟ يا غبي أنت وهو؟).
وفي حفلات دياب هناك كثير من الشد والجذب فأحياناً يطلب منه الجمهور بعض الأغنيات، لكنه يرد ساخراً أنه لن يغني إلا ما يريد ولن ينفذ رغبات الجمهور، وأحياناً يقول ساخراً، "أنا عنيد والله ما هغني أي حاجة بتطلبوها". وتسببت مقاطع متنوعة على هذه الشاكلة في نوبات غضب كبيرة مع كل حفل يكرر فيه الجملة نفسها بصورة ساخرة أو جادة واتهمه بعضهم بأنه لا يحترم جمهوره ويحاول دائماً السير عكس الاتجاه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تراشق النجوم
وربما عمرو دياب هو صاحب أحدث المشكلات مع الجمهور، خصوصاً أنها حدثت بينه وبينهم بصورة مباشرة، لكن هناك عدداً كبيراً من النجوم وقع في خلافات مع الجمهور وكانت منصات التواصل الاجتماعي أداة التراشق وتبادل السباب والعبارات.
ومن النجوم الذين وقعوا في نوعية هذه المشكلات، الفنانة لقاء الخميسي التي اشتبكت مع أحد الأشخاص من جمهورها لدرجة أنها حررت ضده محضراً رسمياً بسبب كثرة هجومه عليها، هي وزوجها حارس المرمى محمد عبدالمنصف. وعلقت الخميسي على الواقعة قائلةً إنه "تم تحرير محضر والوصول إلى محل سكن الشخص الذي يسيء لي حتى يكون عبرة لمن يعتبر من أمثاله من المتنمرين والمرضى النفسيين وكل من تسول له نفسه الحكم على الآخرين وإبداء الآراء المريضة والسب والقذف".
وخرجت عبير صبري عن طورها في الرد على واحدة من جمهورها ذات مرة بعدما سبتها السيدة بصورة غير لائقة، فردت صبري أن السيدة تشعر بالغيرة منها، وفي مرة ثانية اشتبكت مع إحدى متابعاتها عندما تنمرت على زوج عبير وسألتها عن موعد طلاقها، فردت عبير أنها تتمنى الطلاق للمتابِعة.
وتشاجرت رانيا محمود ياسين مع إحدى المتابعات عندما نشرت صورة مع زوجها محمد رياض وفوجئت بتعليق من إحدى السيدات التي قالت لها "كيف يتحملك زوجك؟"، فخرجت رانيا عن طورها وشتمت السيدة بعبارات قاسية على مرأى ومسمع من الجميع.
توابع السفاح
وعقب الانتقادات اللاذعة التي وجهها كثيرون لداليا شوقي بسبب أدائها في مسلسل "سفاح الجيزة"، بطولة الفنان أحمد فهمي الذي عُرض خلال الفترة الأخيرة عبر إحدى المنصات الرقمية، هاجمت والدتها الجمهور من خلال منشور على "إنسغرام" قالت فيه "إلى معشر قريش... إلى عبدة الأصنام، داليا شوقي ممثلة موهوبة وإنسانة تنبض مشاعر وأحاسيس".
كما علق الفنان محمد فراج، زوج شقيقة داليا قائلاً إن "كل من يهاجمون داليا لا يفقهون شيئاً في الفن وتفاصيله وكلهم مأجورون وفي النهاية القافلة تسير".
ومرت ياسمين رئيس بأزمة مع بعض جمهورها الذي انتقد صوراً لها مع ابنها، وصورت فيديو هاجمت فيه المنتقدين وطلبت منهم أن يقاطعوها ويلغوا متابعتها لأنهم "نفسيات مريضة"، بحسب قولها.
وكانت شيرين رضا عنيفة في ردودها على أحد المتابعين الذي انتقد أحد أدوارها السينمائية، فقالت له عبر تعليقات في صفحتها الرسمية على "إنستغرام" "خلاص نترك السينما لأمثالك"، وهاجمها شخص آخر فردت عليه "أتمنى أن يخسف الله بك الأرض".
ضبط النفس
من جهة أخرى، رأت الناقدة مروة أبو عيش أن "الفنان مثله مثل أي شخص يتعرض لكثير من الضغط ولكن ردود أفعاله تكون تحت الأضواء بصورة كبيرة وتحدث أزمة في حال خروجها عن اللياقة وضبط النفس".
وبخصوص أزمة عمرو دياب أكدت أن "الأمر لم يكُن يستدعى أبداً أن يصفع دياب الشاب ما دام أن المشكلة بسيطة وتتلخص في مجرد صورة سيلفي، وفي الفيديوهات التي انتشرت لم يكُن هناك وضوح لفكرة تحرش الشاب بدياب بل تمسك فقط بالجاكيت وهذا وارد وسط الزحام وكان يمكن أن يمر من دون مشكلات".
وشددت أبو عيش على أن "فكرة الصفع من فنان لأي شخص، أو من شخص لآخر مهينة جداً ويجب التوقف عندها كثيراً حتى لا تتكرر مهما كان الخطأ".
وقالت الناقدة هبة حزين إن "تفاعل النجوم مع الجمهور منطقة شائكة جداً، فأحياناً يخرج النجم عن طوره بسبب التعرض لكثير من المضايقات وهو في النهاية إنسان ومن الطبيعي أن تحكمه دوافع وظروف مثل الجميع".
وأشارت إلى أن "واقعة عمرو دياب الأخيرة قد تكون ناجمة عن سوء تفاهم وردّ فعل عصبي لا إرادي، فلا يمكن لأي فنان أن يستخدم وسيلة جسدية للرد على أي شخص من جمهوره لمجرد أنه طلب تصوير صورة، ولكن أحياناً يكون هناك سوء تفاهم وتلامس غير مقصود يحدث أزمة ويتسبب في ما حدث أخيراً مع دياب والشاب الذي صفعه".
ورأت أن "العلاقة بين الجمهور والنجم لا بد من أن تكون على بعد مناسب، فالاحتكاك والتزاحم والتصرفات المبالغ فيها والتدافع قد يتحملها فنان وقد تفلت أعصاب آخر، وهذا يحدث منذ بداية الفن وظهور المشاهير، وليس أمراً جديداً والتاريخ مليء بحكايات شد وجذب بين الجمهور والنجوم".