ملخص
هل يحتاج الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إلى تقديم توضيحات في شأن استمراره بسياسة الإقالات تجنباً للإشاعات؟
أثار إنهاء مهمات سفير الجزائر لدى القاهرة حسن رابحي بعد 24 ساعة من تقديمه أوراق اعتماده إلى الحكومة المصرية، جدلاً لا تزال ترددات صداه متواصلة، في ظل التزام الجهات الرسمية الصمت بخصوص أسباب الخطوة. وزاد التأويلات تزامن القرار مع قرار آخر اتخذه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بإقالة مدير التشريفات في الرئاسة محمد بوعكاز، الذي يعتبر أحد مقربيه.
وفتح قرار إقالة سفير الجزائر لدى القاهرة حسن رابحي بعد يوم واحد من تسليمه أوراق اعتماده إلى الحكومة المصرية من دون معرفة الدوافع كثيراً من الأبواب المغلقة، إذ وصفت جهات محلية الخطوة بالمفاجئة، فيما قالت أخرى إنه أسرع تعيين وتغيير يشهده السلك الدبلوماسي في الجزائر، وعللت مصادر بأن الأمر يتعلق بقضايا فساد سابقة. وأشارت مصادر أخرى إلى استيقاظ بقايا "العصابة" (أزلام النظام السابق) مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل.
ودأبت الجزائر مع كل استبعاد لوزير أو سفير على إرفاق القرار بعبارة "استدعي لمهمات أخرى"، غير أنها هذه المرة تركت المجال مفتوحاً مما أنعش "سوق الإشاعات"، لا سيما أن السفير المقال شغل منصب وزير الاتصال في عام 2019، قبل أن يشغل لاحقاً منصب سفير الجزائر لدى بكين.
أسباب خفية؟
في السياق اعتبر الناشط السياسي حليم بن بعيبش، أن قرار إنهاء مهمات السفير رابحي بعد يوم من تقديمه أوراق اعتماده وراءه "أسباب خفية"، مضيفاً أنه "لا يمكن تقديم قراءة من دون معطيات"، وقال إن "لا أحد يملك معطيات ما عدا رئيس الجمهورية، والأيام المقبلة كفيلة بالكشف عن الدوافع".
وما زاد من الغموض والتشويش تزامن القرار مع إقالة مدير التشريفات في الرئاسة محمد بوعكاز، إذ أفاد بيان للرئاسة الجزائرية بأن تبون قرر "إنهاء مهمات محمد بوعكاز مستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالمديرية العامة للتشريفات، لارتكابه أخطاء جسيمة ومخالفة أخلاقيات المهنة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مجلة فرنسية تكشف
ودخلت المجلة الفرنسية "جون أفريك" على الخط عبر مقالة حملت عنوان "لماذا أقيل مدير التشريفات لدى عبد المجيد تبون؟"، جاء فيه أن المسؤول المقال الذي وصفته بـ"رجل الظل الحقيقي"، كان منذ أربعة أو خمسة أشهر موضع تحقيق يتعلق بإدارة قسمه والموظفين فيه وارتباطاته في الحياة الخاصة، مشيرة إلى أن "للرجل إخفاقات بروتوكولية في مناسبات عدة". وأضافت المجلة الفرنسية أنه "يشتبه في ارتباط بوعكاز برجال أعمال من ذوي السمعة السيئة، وهو ما قد يعتبر غير متوافق مع مهماته، إذ ركزت التحقيقات التي أدت إلى إقالته على مجاله الخاص وعلاقاته مع مواطن جزائري يتنقل بشكل متكرر بين دولتين إقليميتين، مما أثار مخاوف من أخطار التخابر.
إقالات سابقة
وعين محمد بوعكاز، مديراً للبروتوكول الرئاسي في نهاية عام 2019، بعد أيام قليلة من وصول تبون إلى الرئاسة، وكان يعتبر حتى الخامس من يونيو (حزيران) الجاري، أحد أكثر مساعديه وفاء.
وسبق أن عمل مسؤولاً في قصر الحكومة، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيس البروتوكول لرئيس الوزراء الأسبق عبدالمالك سلال، بين عامي 2012 و2017، الموجود حالياً بالسجن تهم الفساد.
وفي أكتوبر (تشرين الثاني) 2023 صدر بالجريدة الرسمية الجزائرية مراسيم عزل خمسة مستشارين بالرئاسة من دون ذكر الأسباب، وهم عبدالعزيز خلف الذي شغل منصب وزير دولة، وياسين ولد موسى المكلف بالشؤون الاقتصادية، وعبد المجيد شيخي المكلف بالأرشيف والذاكرة، ونور الدين غوالي المكلف بشؤون التعليم والجامعات، وأحمد راشدي المكلف بالثقافة وقطاع السمعي البصري.