ملخص
حث السنوار قادة "حماس" في الخارج على عدم تقديم التنازلات والضغط من أجل إنهاء الحرب بشكل دائم، معتبراً أن سقوط المزيد من القتلى المدنيين سيزيد الضغوط العالمية على إسرائيل.
في وقت تستمر الحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة حيث سقط آلاف القتلى، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية سلسلة من الرسائل التي بعثها قائد حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار إلى قادة الحركة، يعتبر فيها أن مقتل المدنيين هو "تضحيات ضرورية" من شأنها زيادة الضغط على إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن السنوار استشهاده في أحد الرسائل بالخسائر المدنية التي سجلت في صراعات التحرير الوطني في أماكن مثل الجزائر، حيث قضى الآلاف في معارك من أجل الاستقلال عن فرنسا، معتبراً أنها "تضحيات ضرورية".
وحث السنوار قادة "حماس" في الخارج على عدم تقديم التنازلات والضغط من أجل إنهاء الحرب بشكل دائم، معتبراً أن سقوط المزيد من القتلى المدنيين سيزيد الضغوط العالمية على إسرائيل.
وفي رسالة بتاريخ 11 أبريل (نيسان) الماضي، موجهة إلى رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية بعد مقتل ثلاثة من أبنائه في غارة جوية إسرائيلية، قال السنوار إن موتهم ومقتل الفلسطينيين الآخرين "سيبث الحياة في عروق هذه الأمة، ويدفعها إلى الارتقاء إلى مستوى أعلى".
وقتل أكثر من 37164 فلسطينياً وأصيب 84832 آخرون جراء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في غزة اليوم الثلاثاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقف دائم لإطلاق النار
وبحسب "وول ستريت" التي استعرضت عشرات الرسائل التي تشاركها العديد من الأشخاص من ذوي وجهات نظر مختلفة تجاه السنوار، فإن هذا الأخير أظهر "تجاهلاً بارداً للحياة البشرية"، معتبراً أن إسرائيل لديها ما تخسره من الحرب أكثر من "حماس".
وفي رسالة إلى قادة الحركة في الدوحة، قال السنوار إن "اقتحام الجيش الإسرائيلي لرفح لن يكون نزهة".
وأبلغ الوسطاء العرب الذين يعملون على إنهاء الحرب، أنه لن يقبل اتفاقاً مع إسرائيل إلا بوقف دائم لإطلاق النار.
كما كشفت "وول ستريت" أن السنوار استاء من المحادثات التي أجراها عدد من قادة الحركة في أوائل ديسمبر (كانون الأول) مع قادة فصائل فلسطينية أخرى لمناقشة المصالحة في ما بينها وخطة ما بعد الحرب، ووصف هذه المساعي في رسالة بأنها "مخزية ومثيرة للغضب".
وجاء في الرسالة، "طالما أن المقاتلين ما زالوا صامدين ولم نخسر الحرب، فيجب إنهاء مثل هذه الاتصالات على الفور". وقال، "لدينا القدرة على مواصلة القتال لعدة أشهر".
وألحقت الحرب المندلعة منذ أكثر من ثمانية أشهر، دماراً هائلاً بقطاع غزة ودفعت غالبية السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة إلى النزوح عدة مرات بسبب المعارك المتواصلة، فيما تحذر الأمم المتحدة منذ شهور من مجاعة وشيكة، إذ يعاني سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وعلى رغم الضغوط والجهود الدولية لوقف إطلاق النار، يبدو أن الطرفين ما زالا بعيدين من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب.
