Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ألف يوم على حظر تعليم الأفغانيات وهدر إمكاناتهن

عقب حظر "طالبان" تعليمهن الرسمي، تُلزم الأفغانيات البقاء داخل منازلهن. لم يعرضهن ذلك للزواج المبكر وحسب بل إن المستقبل من دون نساء فاعلات وعاملات سيكون كارثة للجميع. 

طلاب صغار يخرجون من المدرسة في كابول، أفغانستان في 7 يونيو 2023 (أ ب)

ملخص

تزعم "طالبان" كتبرير لهذا الحظر بأن الشريعة الإسلامية لا تسمح بالاختلاط الحر بين الرجال والنساء

أكثر من 1000 يوم مظلم مرت منذ أن حظرت حركة "طالبان" في أفغانستان التحاق الفتيات بالمدارس بعد سن الـ12، مما أضعف أي آمال في السماح للنساء بالعودة إلى النظام التعليمي الرسمي في المستقبل القريب.

فبعد فترة وجيزة من إطاحة الحكومة المنتخبة ديمقراطياً والمدعومة من الولايات المتحدة وشركائها العسكريين الغربيين في أغسطس (آب) 2021، منعت "طالبان" أكثر من مليون فتاة من الالتحاق بالمدارس الثانوية، وفي وقت لاحق منعت النساء من الالتحاق بالجامعات أيضاً.

وصادف يوم الثامن من يونيو (حزيران) الجاري مرور ألف يوم على فرض هذا الحظر.

وبعد أن أبدت في البداية استعدادها لإعادة فتح المدارس حذرت "طالبان" في مارس (آذار) الماضي من أنها قد لا تسمح لها بالعمل مرة أخرى، في الأقل ليس بالطريقة التي كانت تعمل بها في عهد الرئيس أشرف غني.

وكانت الجماعة المتشددة منعت التعليم الرسمي للنساء عندما كانت تحكم في التسعينيات. وتزعم "طالبان" كتبرير لهذا الحظر بأن الشريعة الإسلامية لا تسمح بالاختلاط الحر بين الرجال والنساء.

وحظر التعليم الرسمي المستمر أدى إلى حصر عديد من الفتيات والنساء في منازلهن، وتركهن عرضة للزواج المبكر.

الصحافية الأفغانية التي تعيش الآن في المنفى سلمى نيازي ذكرت أن "عديداً من الأسر تعتقد أن الحل الوحيد لبناتهن هو ترتيب زواجهن".

وأضافت "عندما أتحدث إلى النساء اللاتي كن يدرسن الصحافة في أفغانستان، يقلن لي 'من فضلك، جدي لنا عملاً في وظائف صغيرة حتى لا يتم تزويجنا لرجال مسنين'. بحرمان النساء من حقوقهن الأساس، بما في ذلك الحق في التعليم، تنتهكون حقوق الإنسان وتخنقون إمكانات مجتمعنا".

 

وذكر نساء أفغانيات ومناصرون لحقوق الإنسان أن البلاد قد لا تتعافى تماماً من فقدان هذه الألف يوم.

وقالت المديرة المساعدة المعنية بحقوق النساء في "هيومن رايتس ووتش" هيذر بار إن "الإمكانات المفقودة في هذه الفترة من فنانين وأطباء وشعراء ومهندسين لن تستفيد بلادهن أبداً من مهاراتهن، وكل يوم إضافي يمر تموت معه مزيد من الأحلام".

وحذرت بار من أن البلاد مقبلة على مستقبل قاتم من دون أية طبيبات ومعلمات وموظفات مدنيات.

وفي عام 2021 قالت حركة "طالبان" إنه يجب تهيئة ظروف معينة قبل السماح بعودة الفتيات والنساء إلى المدارس، لكن وزراءها لم يحرزوا أي تقدم في هذا الصدد.

وأضافت بار لـ"اندبندنت"، "ما يثير القلق بصورة أكبر هو أنه لا يوجد نهاية في الأفق. فـ'طالبان' ترسخ وتعزز سيطرتها وقمعها للنساء والفتيات... في وقت نحتاج فيه إلى تجاوب عالمي حقيقي نرى العالم يمضي قدماً نحو تطبيع العلاقات مع 'طالبان'".

وخلال آخر جولة مفاوضات في شأن مستقبل أفغانستان والتي عقدت في الدوحة في فبراير (شباط) الماضي، انسحبت "طالبان" بعد رفض الأمم المتحدة إخراج أفراد المجتمع المدني الأفغاني من المنتدى والتعامل مع مبعوثي الجماعة كما لو كانوا حكام البلاد الشرعيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم تعترف أية دولة من دول العالم بعد بحكم "طالبان" لأفغانستان، فيما قالت الأمم المتحدة إن هذا الاعتراف مستحيل مع استمرار حظر تعليم النساء وعملهن.  

هذا ومن المقرر عقد جولة ثانية من المفاوضات في وقت لاحق من الشهر الجاري، ويتوقع أن تسعى "طالبان" إلى المطالبة بمقعد في الأمم المتحدة مع أنها لم تتعهد رسمياً بعد برفع الحظر على تعليم النساء وعملهن.

وفي هذا الإطار اتهمت بار الأمم المتحدة بالمبالغة في التجاوب مع مطالب الجماعة. وقالت "نرى الأمم المتحدة تسعى بشتى الطرق إلى إرضاء 'طالبان' فيما تأتي إلى الدوحة وتقدم مختلف التنازلات. وليست هذه الطريقة التي نتوقع أن تتعامل بها الأمم المتحدة مع أكبر المعادين للنساء والمعتدين عليهن، ومن خلقوا أكبر أزمة حقوقية في العالم".  

وتابعت بقولها إن غياب موضوع تعليم النساء عن طاولة البحث في منتدى الدوحة سيكون له عواقب وخيمة.

وأضافت "كيف يمكن مناقشة الأهداف الاقتصادية ومكافحة الإرهاب والمخدرات في وقت يمنع على النساء مغادرة منازلهن للتنفس في الهواء الطلق؟ كيف يمكن أن تناقش الحكومات الأخرى أي موضوع آخر حتى؟"  

وحثت "طالبان" الطالبات على ارتياد المدارس الدينية فيما عدت أفغانيات كثيرات أن ذلك أسوأ من عدم ارتياد المدرسة مطلقاً.

وصرحت نيازي في هذا السياق بأن "التعليم حق لنا وسنواصل النضال من أجله بكل شجاعة. العالم يشاهد ونحن ندعو المجتمع الدولي إلى دعم النساء الأفغانيات في هذا الكفاح من أجل مستقبلنا وكرامتنا".

© The Independent

المزيد من تقارير