ملخص
يبدأ المنتخب البرازيلي مرحلة جديدة بعد خسارة لقب "كوبا أميركا 2020" والخروج الحزين من كأس العالم 2022، ويعول على ثنائي هجوم ريال مدريد المنتشي بموسم تاريخي.
يزخر تاريخ كرة القدم البرازيلية بمئات المشاهد التي لا تنسى لانتصارات مدوية وبطولات كبرى ونجوم، كتبوا بأقدامهم ورؤوسهم سطوراً من ذهب في تاريخ اللعبة الشعبية الأولى، لكن عند الحديث عن الإخفاقات واللحظة الدرامية التي لا تنسى أيضاً فيمكن بسهولة التوقف عند ثلاث محطات، أولها في الـ16 من يوليو (تموز) 1950 حينما تعرض المنتخب البرازيلي لهزيمة مفاجئة بنتيجة (1-2) على يد أوروغواي في المباراة الحاسمة للقب كأس العالم 1950، بحضور 200 ألف متفرج في إستاد "ماراكانا"، وهي الذكرى التي فشلت كل ألقاب البرازيل بالمونديال في محوها من تاريخ الأمة العاشقة لكرة القدم.
أما الذكرى السوداء الثانية للبرازيليين فكانت في الثامن من يوليو 2014 حينما كان "السيليساو" على بعد خطوة واحدة من خوض نهائي كأس العالم على أرضه وبين جماهيره بحثاً عن اللقب السادس في البطولة، لكنه تعرض لهزيمة تاريخية بنتيجة (1-7) من ألمانيا في ملعب "جوفيرنادور ماغاليس" بمدينة "بيلو هوريزونتي" أمام حضور بلغ 58141 متفرجاً في المدرجات، وعشرات الملايين أمام الشاشات حول العالم، ليتحول حلم البرازيل إلى كابوس.
أما الذكرى الحزينة الثالثة، وربما الأشد إيلاماً للجماهير البرازيلية المعاصرة، فكانت في الـ11 من يوليو 2021 حينما استعد نيمار ورفاقه لحمل كأس بطولة أمم أميركا الجنوبية "كوبا أميركا 2020" التي استضافتها بلادهم، وكانت المباراة النهائية في إستاد "ماراكانا" ضد الغريم التاريخي الأكبر المنتخب الأرجنتيني بقيادة ليونيل ميسي، مما كان سيعطي اللقب رونقاً أكثر وتأكيداً على التفوق البرازيلي في أميركا الجنوبية، لكن هدف الجناح الهجومي الأرجنتيني أنخيل دي ماريا منح الـ "ألبيسيليستي" اللقب التاريخي من عقر دار منافسه التاريخي.
والآن بعد نحو ثلاثة أعوام على خسارة البرازيل وتتويج المنتخب الأرجنتيني بـ"كوبا أميركا 2020"، والتي أتبعها بالفوز بلقب كأس الأبطال "فيناليسيما" 2022 على حساب المنتخب الإيطالي بطل "يورو 2020"، ثم التتويج بكأس العالم 2022 في قطر، أصبح أمام المنتخب البرازيلي فرصة للرد واستعادة عرش أميركا الجنوبية، حيث سيفتتح في الـ25 من يونيو (حزيران) الجاري مبارياته ببطولة "كوبا أميركا 2024" التي تستضيفها أميركا بين الـ21 من يونيو الجاري والـ15 من يوليو المقبل.
ويفتتح المنتخب البرازيلي مشاركته في البطولة من المجموعة الرابعة التي تضم إلى جانبه كولومبيا وباراغواي وكوستاريكا، إذ يأمل في أن تكون انطلاقته حاسمة في طريق التتويج باللقب الـ10 في تاريخه القاري، بعد أن توج بتسع كؤوس كان آخرها في النسخة قبل الماضية عام 2019، ويحتل المركز الثالث خلف ثنائي القمة الأرجنتين وأوروغواي ولكل منهما 15 لقباً.
ويمتلك المنتخب البرازيلي الذي يقوده المدرب الوطني دوريفال جونيور (62 سنة) أغلى قائمة لاعبين في البطولة بإجمال 1.27 مليار يورو (1.36 مليار دولار)، وتضم نجوماً من صفوة الأندية الأوروبية يتقدمهم ثنائي ريال مدريد الإسباني بطل دوري أبطال أوروبا 2024 فينيسيوس جونيور ورودريغو، والمهاجم الهداف الصاعد إندريك الذي سيحمل هو الآخر قميص النادي الملكي الإسباني بداية من الموسم المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وطاولت حال من التخبط الإداري الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، مما انعكس على المنتخب الوطني الذي تأخر تأكيد هوية مدربه حتى يناير (كانون الثاني) الماضي، حين تقرر أن يكون دوريفال جونيور الذي ترك تدريب نادي ساو باولو هو المدير الفنين خلفاً مواطنه فيرناندو دينيز (49 سنة) الذي جمع منذ يوليو الماضي بين منصبي مدرب المنتخب الوطني وفريق فلوميننسي.
وتعادل المنتخب البرازيلي (1-1) مع نظيره الأميركي في مباراة ودية أخيرة قبل انطلاق "كوبا أميركا"، وكان قد فاز على المكسيك (3-2) في المباراة الودية التي سبقتها، وفي معسكر مارس (آذار) فازت البرازيل على إنجلترا بهدف وتعادلت مع إسبانيا (3-3).
وربما يكون المنتخب البرازيلي، صاحب الترتيب الخامس عالمياً وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، هو المرشح الأول للتأهل من مجموعته، لكن يبدو أن المنافسة لن تكون سهلة إن تعثر بأي شكل خلال مباراته الافتتاحية ضد كوستاريكا، إذ تضم المجموعة المنتخب الكولومبي الذي يحتل المركز الـ12 عالمياً والذي يقوده المدرب الأرجنتيني نيستور لورينزو، ويضم عدداً من النجوم يتقدمهم جناح ليفربول الإنجليزي لويس دياز، وقد سبق لكولومبيا الفوز بلقب "كوبا أميركا" مرة واحدة عام 2001.
أما ثاني المنتخبات في المجموعة فهو باراغواي، صاحب اللقبين القاريين في نسختي 1953 و1979، والذي فقد كثيراً من قوته مع مرور الأعوام ويحتل حالياً الترتيب الـ56 عالمياً.
وتضم قائمة المدرب الأرجنتيني للمنتخب الباراغواياني دانييل غارنيرو مجموعة من الموهوبين، أبرزهم ميغيل ألميرون لاعب "نيوكاسل يونايتد" الإنجليزي ولاعب "برايتون الإنجليزي" خوليو سيزار إنسيسكو.
ويأتي المنتخب الكوستاريكي صاحب المركز الـ52 عالمياً في مرتبة مقاربة لباراغواي وبقائمة لاعبين غالبيتهم من المحترفين محلياً أو في دوريات منخفضة الترتيب، يقودهم المدرب الأرجنتيني المخضرم غوستافو ألفارو.