Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجمات السفن في البحر الأحمر تفاقم نقص أعداد البحارة

شن الحوثيون ضربات بطائرات مسيرة وصواريخ على الممر المائي المهم خلال نوفمبر الماضي "تضامناً مع قطاع غزة"

 تراجع إبحار سفن الحاويات عبر البحر الأحمر 78 في المئة خلال مايو مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي (أ ب)

ملخص

من حق ما يقارب 360 ألف بحار يغطيهم "اتفاق الاتحاد الدولي لعمال النقل" في جميع أنحاء العالم، رفض الإبحار في مناطق حرب محددة والمطالبة بالعودة للوطن على نفقة الشركة المالكة للسفينة.

عندما سقط صاروخ أطلقه الحوثيون في اليمن قرب سفينته في البحر الأحمر، أخذ كوستاس راسياس على نفسه عهداً بأن يتوقف عن الإبحار في المياه المحفوفة بالأخطار، وقال المهندس البحري اليوناني (34 سنة) "أُصبت بصدمة وسألت نفسي عما هو أكثر أهمية، حياتي أم دخل أفضل؟".

ومع استمرار هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران على السفن التجارية، يرفض البحارة المصدومون الإبحار عبر البحر الأحمر، بحسب ما أظهرت مقابلات مع أكثر من 15 من أفراد طواقم السفن والمسؤولين في قطاع الشحن.

تفاقم الهجمات

وتُفاقم الهجمات مشكلة نقص البحارة التي تواجه القطاع بالفعل على مستوى العالم بعد أن أدت جائحة كورونا إلى إبقاء البحارة على متن السفن أشهراً عدة، إضافة إلى الحرب في أوكرانيا التي تسببت في أخطار في البحر الأسود.

وقال مصدر في القطاع مطلع على الأزمة إن "البحارة أقل عدداً وأقل إقبالاً على الإبحار عبر تلك المنطقة، وصار التحدي أكبر الآن".

وشن الحوثيون للمرة الأولى ضربات بطائرات مسيرة وصواريخ على الممر المائي المهم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 "تضامناً مع قطاع غزة"، وتسبب أكثر من 70 هجوماً في إغراق سفينة والاستيلاء على أخرى ومقتل ثلاثة بحارة في الأقل.

إبحار سفن الحاويات

وتراجع إبحار سفن الحاويات عبر البحر الأحمر 78 في المئة خلال مايو (أيار) مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، بحسب ما يظهر تحليل من منصة "بروجكت 44" للخدمات اللوجستية، إذ تؤثر الشركات الإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح الأطول حول أفريقيا، مما يزيد الكلف ويطيل فترة الرحلات.

وقال العضو في نقابة المهندسين البحريين اليونانيين، راسياس، رداً على سؤال عما إذا كان سيعود مرة أخرى، "جوابي واضح للغاية وهو لا"، مضيفاً "نحث أعضاء النقابة على عدم الاستسلام للضغوط ووضع سلامتهم وحياتهم في المقام الأول، والمطالبة بعدم العمل في مناطق الحرب بأي ثمن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وابل الصواريخ

والتقى خبير علم النفس السريري والرئيس التنفيذي في مؤسسة "مينتال هيلث سبورت سوليوشنز" تشارلز واتكينز 40 بحاراً من طاقمي سفينتين أبحرتا عبر البحر الأحمر، وخلص إلى أن كثيرين منهم أصيبوا بصدمات، بينما يفكر بعضهم في ترك المجال.

وقال واتكينز إنه "يمكن أن تحدث لهم اضطرابات في النوم وكوابيس، ويمكن أن يصابوا بالذعر بسهولة، ويمكن أن يشعروا بالتوتر وأن تتطور لديهم رغبة مفاجئة في عدم تناول أي طعام".

ونشرت معظم السفن فرق حراسة مسلحة على متنها للمساعدة في الدفاع عن الطاقم إذا ما تعرضت لهجمات، لكن نادراً ما يتم تدريب الطاقم أو تجهيزه لمواجهة صراع.

وقال القبطان الأوكراني لناقلة البضائع السائبة "زوغرافيا" المملوكة لليونان والتي أصابها صاروخ هذا العام قرب اليمن، بوريس باسينكو، إنه يشك في أنه سيبحر مرة أخرى عبر المنطقة، مضيفاً "تتساقط الصواريخ على مدينتي كل يوم، لكن صاروخاً أصابني وأنا على بعد بضع مئات الأميال" من أوكرانيا.

وتابع، "كل أفراد طاقمي في ذلك الوقت تقريباً لم يرغبوا في العودة للبحر الأحمر".

رفض الإبحار

ومن حق ما يقارب 360 ألف بحار يغطيهم اتفاق "الاتحاد الدولي لعمال النقل" في جميع أنحاء العالم رفض الإبحار في مناطق حرب محددة، والمطالبة بالعودة للوطن على نفقة الشركة المالكة للسفينة.

ويشحن أكثر من 80 في المئة من التجارة العالمية من طريق البحر، بينما يعمل ما يقدر بنحو 1.8 مليون بحار في السفن مع نقص عدد البحارة المؤهلين.

ووفقاً لأحدث تقرير عن القوى العاملة البحرية الذي نُشر عام 2021، فإن هناك حاجة إلى انضمام 18 ألف بحار إضافي كل عام لتلبية الطلب، مع آلاف البحارة رفيعي المستوى لخدمة الأسطول البحري البالغ قوامه 80 ألفاً.

وقالت شركات إدارة السفن وتوفير الأطقم في العالم إن عدد مرات عبور أسطولها بطريقة منظمة انخفض منذ بداية الصراع، مضيفة أنه "في الحالات التي اختار فيها العملاء من أصحاب السفن الإبحار عبر المنطقة فإننا نعطي البحارة لدينا فرصة عدم الإبحار، ويمكننا تغيير الطاقم".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير