Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رقصة "الكبارة" للباحثين عن أجواء الفرح في المهرة اليمنية

صارت تقليداً منذ مئات السنين في مشهد يحييه عشرات الشبان والنساء "الكواعب" حتى في ظروف الحرب والمشاحنات السياسية

ملخص

سميت الرقصة "كبارة" نسبة لمشعال النار الذي يتم الاستعراض به واللعب وسط "الممدارة" (مكان الرقص على هيئة دائرة)، وهو عبارة عن مجسم صغير ذي شكل مثلث أو مخروطي فيه نار ينتهي بعود من الخشب ويوضع في وسطه اللبان، ويستخدم أيضاً لتسخين الطبول والدفوف كي تعطي إيقاعاً ونغماً حماسياً أكثر.

ثمة طقوس عيدية لا تزال تقاوم عوامل الزمن الضاغطة وآلام الحرب يحييها اليمنيون بحلول عيد الأضحى وإجازته الممتدة، في تمازج له كثير من أجواء التاريخ والفرح والطرب وحتى البخور، ما من شأنه إيجاد مساحة للفرح وتعزيز أواصر العلاقات الاجتماعية في هذه المناسبة التي تتزامن هذا العام مع وضع إنساني واقتصادي صعب.

وتلخص رقصات في اليمن مثل "الكبارة" في محافظة المهرة حال الفرح، إذ إن الفنون في اليمن والبحث عن الفرح مهما كانت دواعيه شحيحة. 

 

 

وحينما ترى الراقصين يخيل إليك أن الذي قاسوه طوال أعوام الحرب تبدد وانتهى في لحظة، عبر إيقاعات وحركات وإيماءات تجسدت على الأرض.

سجال بين سطور الفتيان والكواعب

والكبارة رقصة شعبية مختلطة يؤديها الرجال والنساء وتتميز بطابع حماسي، وتقام فعالياتها في اليوم الرابع وتستمر حتى خامس أيام عيد الأضحى وبعض المناسبات الصيفية.

وتنطلق الرقصات بعد تجمع الناس في مكان محدد سنوياً بالزف حول "الممدارة"، أي يكون الراقصون في وسط مكان يشبه الدائرة وحولهم مجموعة من الشباب والفتيان مصطفين في سطور، يليها سطور من النساء والفتيات تسمى الكواعب.

 

 

وبصورة دائرية يرقص أحد الرجال مع إحدى الراقصات التي دربت من قبل، وبينما يحث الراقص الخطوات ببطء متراجعاً إلى الخلف تتبعه المرأة راقصة إلى الأمام وكأنها تمشي بعد.

قصائد شعرية

وفي أجواء حماسية تتخللها الأهازيج وأصوات الدفوف والطبول والتصفيق يردد الحاضرون القصائد الشعرية الشعبية، وعادة ما تأخذ النساء الشطر الثاني من البيت الشعري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن اللافت في الأمر أن هذه الرقصة وعلى مدار الأعوام الماضية شكلت محطة جذب ولقاء وتعارفاً بين السكان والوافدين إلى المحافظة الشرقية، التي تتميز عن غيرها من المحافظات اليمنية بخصوصيتها الثقافية والحضارية، وهي التي تميزت بمناخها الجميل وموقعها الجغرافي الغني على الحدود السعودية والعمانية.

 مشعال النار

سميت الرقصة "كبارة" نسبة لمشعال النار الذي يتم الاستعراض به واللعب وسط "الممدارة" (مكان الرقص على هيئة دائرة)، وهو عبارة عن مجسم صغير ذي شكل مثلث أو مخروطي فيه نار ينتهي بعود من الخشب ويوضع في وسطه اللبان، ويستخدم أيضاً لتسخين الطبول والدفوف كي تعطي إيقاعاً ونغماً حماسياً أكثر.

 

 

ويبدأ التحضير لهذه الرقصة من قبل القائمين عليها قبل دخول شهر ذي الحجة من خلال تجهيز الفرق الراقصة شكلاً ومظهراً، من ملابس تراثية وبعض الحلي التي تتزين بها النساء وإلى جانب ذلك يتم شراء اللبان الذي يشعل فيه النار، وتجهيز أدوات الإيقاع كالطبول والدفوف ووضع جلود الحيوانات عليها.

رقصة مجهولة المصدر

وأفاد نائب مدير الإعلام والثقافة في المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة المهرة عماد باحميش في حديثه لـ"اندبندنت عربية" بأن الروايات والأحاديث تتضارب حول متى بدأت هذه الرقصة.

 

 

وأشار باحميش في سياق كلامه إلى أن الراوية الأولى تقول إنها "رقصة دخيلة أتت من بلاد الهند وذلك بحكم أن أهالي منطقة "سيحوت" بالمهرة كانوا يتاجرون في الهند فتعلموها وعكسوها في بلادهم، أما الرواية الأخرى فتفيد بأن مجموعة من الهنود كانوا يعملون في "سيحوت" بالمهرة ويلعبونها في الأعياد، وكان يرقص معهم الأهالي حتى أخذوها وتوارثوها عنهم".

وأكد باحميش أن تاريخ الرقصة قديم وتوارثها الناس أباً عن جد"، قائلاً إن" الأجداد لا يذكرون تاريخ بدء رقصة الكبارة حسب قول بعضهم إذ منذ نشأتهم كانت الرقصة موجودة وحتى وقتنا الحاضر، لافتاً إلى أنه إذا ما صحت إحدى الروايتين فإن رقصة الكبارة تعود في أصولها إلى بلاد الهند أو أفريقيا، لكنه استدرك قائلاً "تقديراً ربما أن اليمنيين يمارسونها منذ نحو 300 عام أو أكثر".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي