Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القنابل الانزلاقية وسيلة موسكو لتدمير مدن أوكرانيا

استغرق الجيش الروسي عاماً كاملاً لمحو باخموت حيث استخدمها للمرة الأولى

بلدة فوفتشانسك الواقعة شمال شرقي خط المواجهة في أوكرانيا، 28 من مايو 2024   (الجيش الأوكراني)

ملخص

تتسبب القنابل الانزلاقية الروسية في دمار غير مسبوق في مدن الخطوط الأمامية الأوكرانية مثل خاركيف. وتسمح هذه القنابل للطائرات الحربية الروسية بضرب وتدمير المدن من بعيد لإجبار سكانها على إخلائها

سرعت روسيا وتيرة تدميرها لمدن الخطوط الأمامية الأوكرانية خلال عام 2024 على نطاق لم يسبق له مثيل في الحرب باستخدام القنابل الانزلاقية وشبكة موسعة من المهابط الجوية.

وهذا وفقاً لتحليل لقطات الطائرات المسيرة وصور الأقمار الاصطناعية والوثائق الأوكرانية والصور الروسية.

ويمكن رؤية النتائج في كثافة الهجمات الروسية الأخيرة. فقد استغرقت روسيا عاماً كاملاً لمحو باخموت حيث استخدمت القنابل للمرة الأولى. وأعقب ذلك التدمير في أفدييفكا الذي استغرق شهوراً ثم استغرق الأمر أسابيع فقط لفعل الشيء نفسه في فوفتشانسك وتشاسيف يار، وفقاً للصور التي حللتها وكالة "أسوشيتد برس" والتي أظهرت أنقاض المدينتين المحترقتين.

والآن تضع روسيا اللمسات الأخيرة على مهبط آخر للطائرات على بعد أقل من 100 كيلومتر (60 ميلاً) من أوكرانيا وتطلق القنابل بصورة روتينية من قواعد متعددة داخل الحدود الروسية مباشرة، وفقاً لتحليل وكالة "أسوشيتد برس" لصور الأقمار الاصطناعية وصور من قناة "تيليغرام" متخصصة بالطيران الروسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحطمت الموجة الصدمية الأولى ممرات العرض المكدسة حتى السقف تقريباً بمنتجات تحسين المنازل. وانطلقت القنبلة الروسية التالية مثل المذنب بعد ثوان مطلقة ألسنة اللهب التي جعلت المتجر الضخم يغدو قشرة رمادية.

وأخفقت قنبلة ثالثة في الانفجار عندما سقطت خلف مجمع "إيبيتسنتر" Epicenter التجاري في خاركيف. ويأمل المحققون أن يساعدهم ذلك في تعقب سلسلة التوريد لأحدث جيل من "القنابل الانزلاقية" الروسية المعدلة التي تدمر شرق أوكرانيا. وجرى تعديل هذه القنابل التي تعود إلى الحقبة السوفياتية بأجهزة إلكترونية مستوردة رخيصة الثمن تسمح للطائرات الحربية الروسية البعيدة بإطلاقها على أوكرانيا.

ومن بين المدن الأخرى التي دمرتها هذه الأسلحة أفدييفكا وتشاسيف يار وفوفتشانسك، ولدى روسيا إمدادات غير محدودة تقريباً من هذه القنابل التي ترسل من المطارات عبر الحدود التي لم تتمكن أوكرانيا من ضربها.

وقال مدير المتجر أولكسندر لوتسينكو إن هجوم الـ25 من مايو (أيار) يلمح إلى استهداف روسيا لخاركيف "هدفهم هو تحويلها إلى مدينة أشباح وجعلها خاوية على عروشها، ولن يكون هناك ما يدافعون عنه ولن يكون هناك أي معنى للدفاع عن المدينة. إنهم يريدون إخافة الناس لكنهم لن ينجحوا في ذلك".

 

وأسفر تفجير مركز "إيبيتسنتر" التجاري في خاركيف عن مقتل 19 شخصاً بينهم طفلان. وإجمالاً ضربت القنابل الانزلاقية المدينة أكثر من 50 مرة هذا العام، وفقاً لسبارتاك بوريسينكو من مكتب المدعي العام الإقليمي في خاركيف.

وعرض بوريسينكو وثائق التحقيق على وكالة أسوشيتد برس التي حددت ما لا يقل عن ثماني قواعد جوية روسية استخدمت لشن الهجمات وكلها تقع على بعد 100 كيلومتر (60 ميلاً) من أوكرانيا. وقال إن واحدة في الأقل من الذخائر كانت تحوي إلكترونيات أجنبية وصنعت في مايو. ويشير هذا التاريخ إلى أن روسيا تستخدم القنابل بسرعة وأنها نجحت في التحايل على العقوبات المفروضة على المواد ذات الاستخدام المزدوج.

وتظهر صور على قنوات "تيليغرام" الروسية المرتبطة بالجيش الروسي إطلاق ثلاث أو أربع قنابل انزلاقية في كل مرة. وفي إحدى عمليات الإطلاق لأربع قنابل تتبعت وكالة أسوشيتد برس موقع الطائرة إلى خارج مدينة بيلغورود الروسية قرب القاعدة الجوية التي يجري بناؤها الآن. وكانت جميع القنابل الأربع في الصورة متجهة غرباً - حيث كانت فوفتشانسك وخاركيف في خط النار المباشر.

 

وفي نهاية مايو قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا كانت تطلق أكثر من 3000 من هذه القنابل كل شهر، واستخدمت 3200 قنبلة في شهر مايو وحده.

وقال أوليه كاتكوف الذي كان موقعه "ديفينس إكسبرس" Defense Express المعني بالشؤون العسكرية أول من تتبع موقع الإطلاق إن ضرب القواعد الجوية هو المفتاح لإبطاء وتيرة القصف من خلال إجبار الطائرات الروسية على الإطلاق من أماكن أبعد.

وأضاف كاتكوف "هذا لا يعني أنهم سيتوقفون عن القصف تماماً ولكن سيصبح الأمر أكثر صعوبة بالنسبة إليهم. وسيكون بإمكانهم القيام بطلعات جوية أقل في اليوم الواحد".

وعلى مدى أشهر اشتكى المسؤولون الأوكرانيون بمرارة من القيود المفروضة على استخدام الأسلحة التي يوفرها الغرب ضد أهداف في روسيا بما في ذلك المطارات التي تضم القاذفات الروسية. وسمحت الولايات المتحدة وألمانيا أخيراً باستخدام بعض الأهداف في روسيا لكن عدداً من الأهداف الأخرى لا تزال محظورة.

 

ووجد تحليل وكالة أسوشيتد برس أن أحدث مطار خارج بيلغورود يحوي مدرجاً طوله 2000 متر. وبدأ البناء في أواخر صيف 2023 خلال الهجوم الأوكراني المضاد الفاشل.

وقال مسؤول استخباري أوكراني تحدث مع وكالة أسوشيتد برس بشرط عدم الكشف عن هويته إن حكومته كانت تتابع من كثب أعمال البناء، التي لم تظهر مكتملة بعد في صورة التقطت في منتصف يونيو (حزيران).

وأشار المسؤول أيضاً إلى أن بيلاروس توفر ملاذاً للقاذفات الروسية. وأظهرت خريطة أنشأها موقع تحليل للحرب في أوكرانيا "ديبستات" DeepState وجود 10 مطارات في بيلاروس بما في ذلك خمسة مطارات عبر الحدود مع أوكرانيا.

وإجمالاً تظهر خريطة "ديبستات" 51 قاعدة تستخدمها روسيا على بعد 600 كيلومتر (370 ميلاً) من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا بما في ذلك ثلاث قواعد في شرق أوكرانيا المحتلة، وست قواعد في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بصورة غير قانونية و32 قاعدة في روسيا.

 

وقال زيلينسكي الأسبوع الماضي "إن أكبر ميزة استراتيجية تتمتع بها روسيا على أوكرانيا هي ميزتها في السماء. هذا هو إرهاب الصواريخ والقنابل الذي يساعد القوات الروسية على التقدم على الأرض."

وقال زيلينسكي إن روسيا تطلق ما يصل إلى 100 قنبلة موجهة يومياً. وإضافة إلى الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستخدمها روسيا بالفعل بصورة روتينية في الهجمات، فإن القنابل تسبب "ضغطاً تدميرياً جنونياً".

وتشكل مئات الآلاف من القنابل غير الموجهة من الحقبة السوفياتية المادة الخام للقنابل الانزلاقية، ويجري بعد ذلك تعديلها بزعانف قابلة للطي وأنظمة توجيه لحمل ما بين 500 إلى 3000 كيلوغرام (1100 إلى 6600 رطل) من المتفجرات. وتبلغ كلفة التحديث نحو 20 ألف دولار لكل قنبلة وفقاً لـ"مركز لتحليل السياسات الأوروبية" Center for European Policy Analysis، ويمكن إطلاق القنابل على بعد 65 كيلومتراً (40 ميلاً) من أهدافها - خارج نطاق أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية العادية.

وتتشابه هذه القنابل في مفهومها مع الصواريخ الأميركية المشتركة للهجوم المباشر أو ما يعرف اختصاراً بـ"جدام" JDAM، التي نجحت القوات الروسية في أوكرانيا في التشويش على أنظمة تحديد المواقع الخاصة بها.

وقال المحلل في "مركز لتحليل السياسات الأوروبية" نيكو لانج إن القصف هو خيارهم المفضل لأن روسيا لا تملك القوة لاحتلال المدن الشرقية مثل خاركيف، لذا فإن القصف هو خيارهم المفضل.

 

وأضاف "من وجهة نظرهم يبدو أن الاستراتيجية هي ترهيب المدن بما يكفي لكي يغادر الناس".

وبالعودة إلى مركز "إيبيتسنتر" التجاري لحاجات المنازل أظهرت لقطات كاميرات المراقبة التي التقطت قبل الانفجار مباشرة البائعة نينا كورسونوفا وهي تسير باتجاه الممر الذي كانت تعمل فيه في ذلك اليوم. ثم كان هناك وميض خاطف وانقطعت الكاميرا.

وانكمشت كورسونوفا في وضعية الجنين عندما تحطمت شاشة عرض فوقها. وكشفت عن عينيها في الوقت المناسب لترى القنبلة الثانية تتدحرج إلى الداخل. ومع انفجار طبلة أذنيها لم تستطع سماع أي شيء ولم تر أية علامة على الحياة.

وأضافت "ظننت أنني كنت وحيدة وأنهم تخلوا عني هناك. لقد منحني ذلك القوة للخروج".

وزحفت فوق أكوام من المصابيح المحطمة وكانت الكابلات تلتف حول ساقيها أثناء تسلقها للحطام من ممر الإمدادات الكهربائية.

وبعد أسبوعين فاحت من هيكل المبنى رائحة مزيج غريب من المعدن المحترق ومنظفات الغسيل التي انسكبت من الغالونات الذائبة في قسم سوائل التنظيف.

ليس لدى كورسونوفا أو مدير المتجر أية نية لمغادرة مسقط رأسهما. وقالت "لم يحطمني ذلك وسأبقى في خاركيف، هذا بيتي".

© The Independent

المزيد من دوليات