زيادة شعبية السجائر الإلكترونية ذات النيكوتين العالي

كشف الباحثون عن تزايد ملحوظ في الإقبال على السجائر الإلكترونية التي تحوي نسبة نيكوتين عالية في السنوات الأخيرة.

وأكد أكاديميون من "جامعة كوليدج لندن" (UCL) أن عدداً كبيراً من مستخدمي السجائر الإلكترونية يختارون أقوى الأنواع المشرعة قانونياً.

واستند الباحثون في الدراسة على بيانات ما يقرب جمعت من 8000 مستخدم للسجائر الإلكترونية خلال الفترة الممتدة من يوليو (تموز) 2016 ويناير (كانون الثاني) 2024، وتم سؤال المشاركين عن نسبة النيكوتين في سجائرهم الإلكترونية.

ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة "أديكشن" Addiction، ازدادت نسبة مستخدمي السجائر الإلكترونية والتي تحوي نسبة نيكوتين عالية في إنجلترا بشكل ملحوظ، إذ ارتفعت من 3.8 في المئة في المتوسط بين يوليو 2016 ويونيو (حزيران) 2021 إلى 33 في المئة في يناير 2024.

وتبين أن الغالبية الكبرى من مستخدمي هذه السجائر الإلكترونية (93 في المئة) يستخدمون منتجات تحوي نسبة نيكوتين بأعلى حد قانوني مسموح به، وهو 20 ملغ/مل.

وكان الارتفاع "أكثر وضوحاً" من مستخدمي السجائر الإلكترونية الموقتة بين الشباب الذين تراوح أعمارهم ما بين 18 و24 سنة.

كما شوهدت ارتفاعات كبيرة أيضاً بين المدخنين الحاليين وحديثي الإقلاع عن التدخين، على العكس بين المدخنين منذ فترة طويلة الذين أقلعوا عن التدخين.

وأوضح الباحثون أن ارتفاع استخدام السجائر الإلكترونية التي تحوي نسبة نيكوتين عالية يتزامن مع انتشار متزايد للسجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد.

وعلى رغم الزيادة، حذر الباحثون من فرض ضرائب على منتجات السجائر الإلكترونية استناداً إلى قوة النيكوتين، مشيرين إلى وجود "عواقب غير مقصودة".

وفي أوائل هذا العام، أعلنت الحكومة عن نيتها فرض ضريبة جديدة على السجائر الإلكترونية، بهدف تشجيع غير المدخنين على عدم اتباع هذه العادة.

وجاء تحذير الأكاديميين في أن فرض رسوم على السجائر الإلكترونية التي تحوي نسبة نيكوتين عالية قد يقلل من حافز المدخنين على استخدامها كوسيلة للإقلاع عن التدخين، أو إجبارهم على استخدام سوائل إلكترونية ذات قوة منخفضة، مما قد يقوض عملية الإقلاع واستمرار هذه العادة.

وأشاروا أيضاً إلى أن فرض ضرائب على السجائر الإلكترونية قد يمنع الشباب الأصغر سناً من التحول من التجريب إلى الاستخدام المنتظم.

وقالت الدكتورة سارة جاكسون، المؤلفة الرئيسة للدراسة في معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية في جامعة كوليدج لندن "كشفت دراستنا عن زيادة ملحوظة في استخدام السوائل الإلكترونية التي تحوي نسبة نيكوتين عالية في إنجلترا منذ عام 2021". مضيفة "قد يكون النيكوتين مسبباً للإدمان، لكنه ليس السبب الرئيس في معظم الأضرار التي يتسبب فيها التدخين".

وأردفت "والأشخاص الذين يسعون إلى لإقلاع عن التدخين، فإن استخدام السجائر الإلكترونية بنسب نيكوتين أعلى يمكن أن يكون أكثر فاعلية، إذ يمنح راحة أفضل وتخفيفاً للأعراض الانسحابية".

وأكدت أن "فرض الضرائب على منتجات النيكوتين ذات التركيز العالي بأسعار أعلى قد يجعل الطريقة الأكثر فاعلية للإقلاع عن التدخين أقل كلفة، مما قد يدفع المستخدمين نحو السوائل الإلكترونية ذات التركيز المنخفض بالتالي تقوض من جهود الإقلاع عن التدخين".

وأكملت "ومن بين المدخنين الذين أقلعوا عن التدخين خلال العام الماضي وبدأوا باستخدام السجائر الإلكترونية، اكتشفنا أن ما يقرب 40 في المئة منهم يستخدمون المنتجات المقترح أن تخضع لأعلى معدلات ضريبية".

كما أكدت الدكتورة شارون كوكس، المؤلفة الرئيسة من معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية في جامعة كوليدج لندن "قد يؤدي فرض الضرائب على المنتجات بناءً على قوة النيكوتين إلى جعل الأشخاص يتجهون نحو استخدام القوة الأقل والأرخص، مما قد يزيد من تكرار استخدامهم السجائر الإلكترونية. إذ يقوم المدخنين الذين يعتمدون على النيكوتين غالباً بتعديل سلوكهم لضمان الحصول على الجرعة المطلوبة من النيكوتين في جسمهم. بالتالي، قد يزيد ذلك من كمية السوائل المستخدمة وتعرض مستخدمي السجائر الإلكترونية للمواد الضارة المحتملة".

ومن جانبها، قالت ديبورا آرنوت، المديرة التنفيذية للمنظمة الخيرية "أكشن أون سموكنج أند هيلث Action on Smoking and Health" اختصاراً "آش ASH" الناشطة ضد التدخين، والمؤلفة المشاركة في الدراسة "يمكن تحقيق السيطرة على استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين دون السن القانونية بفعالية من خلال جعل جميع منتجات السجائر الإلكترونية أقل جاذبية وزيادة الأسعار عند نقاط البيع، بغض النظر عن محتوى النيكوتين فيها". مضيفة "هذه الاستراتيجيات هي الأساس لمنع المراهقين من البدء في استخدام السجائر الإلكترونية".

وأردفت "ومع ذلك، إذا كنا نسعى للحفاظ على السجائر الإلكترونية كأداة فعالة لمساعدة المدخنين البالغين في الإقلاع عن التدخين، فلا ينبغي منع المدخنين من استخدام السجائر الإلكترونية التي تحوي نسبة نيكوتين أعلى، إذ إنها غالباً ما تكون ذات كفاءة أكبر كوسيلة للإقلاع عن التدخين".