Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رفع العقوبات الأميركية قضية محورية في الانتخابات الإيرانية

يدفع بعض المرشحين للرئاسة نحو التفاوض مع الغرب ولكن ضمن الضوابط المحددة من قبل المرشد

إيرانيون يمرون بجانب مجسم لصندوق اقتراع في طهران، الإثنين 24 يونيو الحالي (أ ف ب)

ملخص

تعاني إيران منذ أعوام طويلة الآثار الاقتصادية المدمرة التي فرضتها عليها العقوبات الأميركية، وأرهقت المواطن الإيراني الرازح تحت ثقل الركود الاقتصادي والتضخم، بينما ينتظر الإيرانيون من الرئيس العتيد أن يهتم بمعالجة هذا الملف.

تشكل العلاقة مع الغرب قضية محورية فرضت نفسها على حملة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في إيران في الـ 28 من يونيو (حزيران) الجاري، وذلك على خلفية الركود الاقتصادي الناجم عن العقوبات الأميركية الصارمة المفروضة على البلاد.
ويجعل بعض المرشحين الستة من رفع هذه العقوبات أولوية في حال انتخبوا، في وقت تسعى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة إلى تشديدها، معللة ذلك بمواصلة طهران برنامجها النووي ودعمها حركة "حماس" في الحرب مع إسرائيل، وكذلك روسيا في الحرب على أوكرانيا، إضافة إلى انتهاكها حقوق الإنسان.
ويقول حميد حبيبي، وهو تاجر في بازار طهران، "نخضع لعقوبات منذ 45 عاماً، لماذا؟"، معرباً عن أمله في أن يسعى الرئيس المقبل إلى "استئناف العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية".

آثار مدمرة

من جهته يشير أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران فياض زاهد إلى أن مسألة العقوبات كانت في صلب المناظرتين التلفزيونيتين الأوليين، واللتين ركزتا على الاقتصاد، مضيفاً أن "جميع المرشحين تقريباً تحدثوا عن آثارها المدمرة"، ولافتاً إلى أن ذلك يعني أنه "من الضروري حل هذه المشكلة للتخفيف من معاناة الناس".
وكان الرئيس السابق المعتدل حسن روحاني أشار أخيراً إلى أن العقوبات تكلف البلاد "100 مليار دولار سنوياً بشكل مباشر أو غير مباشر".
وفي الإطار ذاته قال المرشح الإصلاحي للرئاسة مسعود بزشكيان "إذا تمكنا من رفع العقوبات فيمكن للإيرانيين أن يعيشوا بشكل مريح".
ويواجه الإيرانيون البالغ عددهم 85 مليون نسمة تضخماً مرتفعاً للغاية يصل إلى 40 في المئة، إضافة إلى معدلات بطالة مرتفعة وانخفاضاً قياسياً في قيمة الريال مقارنة بالدولار.

مساحة المناورة

غير أن الخبراء يشيرون إلى أن الرئيس المقبل لن تكون أمامه سوى مساحة محدودة للمناورة، لأن الاستراتيجية الوطنية يضعها المرشد الأعلى علي خامنئي (85 سنة).
ومع ذلك يقول فياض زاهد إنه "في حال "حصل الرئيس على ثقة المرشد والمؤسسات الأكثر نفوذاً مثل الحرس الثوري، فيمكنه أن يؤثر في السياسة الخارجية" للبلاد.
وكان خامنئي، المؤيد للمقاربة الحازمة تجاه الغرب، قد دعا المرشحين الستة السبت إلى تجنب أي تصريح من شأنه أن "يرضي العدو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مناهضة الغرب

وفي هذا السياق دعا المرشح المحافظ المتشدد سعيد جليلي، والذي يعد أحد المرشحين الثلاثة الأوفر حظاً وسبق أن قاد التفاوض مع القوى الكبرى في شأن الملف النووي، إلى مواصلة هذه السياسة المناهضة للغرب، وبدلاً من ذلك يرى جليلي أنه يجب على إيران أن تعزز علاقاتها مع الصين على المستوى الاقتصادي، ومع روسيا على المستوى الدفاعي، وأيضاً مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية.
وعلى هذا الصعيد يقول فياض زاهد إن سعيد جليلي قدم نفسه على أنه "المرشح الأكثر تصلباً على المستوى الدبلوماسي".
من جهته يعتبر المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف، والذي يعد أكثر براغماتية، أنه لا يجب أن تفاوض إيران الدول الغربية إلا إذا كانت هناك "جدوى اقتصادية" يمكنها الحصول عليها، خصوصاً عبر رفع العقوبات.
كذلك يدعو قاليباف الذي يترأس حالياً البرلمان الإيراني إلى الاستمرار في زيادة القدرات النووية للبلاد، معتبراً أنها إستراتيجية تؤتي ثمارها من خلال "إجبار الغرب على التفاوض مع طهران".

علاقات بناءة

في المقابل يدعو الإصلاحي مسعود بازشكيان إلى إقامة "علاقات بناءة" مع واشنطن والعواصم الأوروبية من أجل "إخراج إيران من عزلتها"، وكان بازشكيان قد قاد حملته الانتخابية في الأيام الأخيرة رفقة محمد جواد ظريف الذي سعى إلى تقارب إيران مع الدول الغربية خلال الأعوام الثمانية التي قضاها على رأس وزارة الخارجية  (2021- 2013).
وفيما أشار ظريف إلى الأثر الإيجابي الذي حمله الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015 في الاقتصاد، إلا أن الآمال التي أثارها هذا الاتفاق لم تلبث أن تبددت بعد ثلاثة أعوام عندما قام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بسحب الولايات المتحدة من "خطة العمل الشاملة المشتركة"، وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى، ومنذ ذلك الحين وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، بينما حافظ الرئيس جو بايدن على العقوبات التي فرضها سلفه.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات