Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتخابات الرئاسة الإيرانية فاترة رغم الترويج لمفاهيم وطنية

التنافس الأساسي واقعي بين قاليباف وجليلي وفوز أي منهما مرتبط بحظوظهما من رضا خامنئي

محمد جواد ظريف في مقر انتخاب مسعود بزشكيان (وكالة الأنباء الفارسية)

ملخص

ما يهم النظام هو إنهاء ملف البرامج النووية ومسألة خليفة المرشد وكيفية التخطيط للمفاوضات مع الغرب بعد الانتخابات الأميركية وإدارة الاشتباكات في المنطقة، فيما تغيب خططه من أجل تنمية تخدم الإيرانيين.

يستمر النظام الإيراني منذ 45 عاماً في حكمه الضيق القائم على توزيع السلطة بين مجموعة خاصة ومن خلال مختلف المراوغات يمارس الظلم ضد الشعب، أما أنصار النظام فيستغلون مقتل إبراهيم رئيسي في الانتخابات المقبلة.

مع مزيد من الحيرة وبعيداً من أعراف وثقافة الإيرانيين تحدث عدد من أنصار النظام والحكومة خلال الأسابيع الماضية عن أن مقتل رئيسي "فرصة" جديدة للنظام.

وأن نسمع نحن المواطنين العاديين مثل هذه الأحاديث من أفراد داخل النظام فهذا مثير للاستغراب. هؤلاء الأفراد لا يعني التنافس بينهم الخلاف على مبادئ نظام الجمهورية الإسلامية.

وكانت المساعدة السابقة للرئيس ورئيسة منظمة البيئة، معصومة ابتكار التي تقدم نفسها بأنها "أصولية" قالت، "موت رئيسي سبب انفتاحاً في البلاد، أراد الله ذلك أو ربما كانت من تأثير آهات وجزع الناس، قد انفتح الطريق".

وقال مصطفى مير سليم النائب المحافظ في المجلس ووزير الثقافة والإرشاد السابق وكان أيضاً من مرشحي الرئاسة "لقد ذهب رئيسي من بيننا وأخذ معه صندوقاً من أسرار النظام لكي لا يسبب حرجاً لمن نوى إصلاح نفسه".

ماذا نسمي هذه النظرة لمقتل الأفراد إلا أنها نوع من الانتهازية وأنها تكشف اهتماماً بتطبيق المثل "الهدف يبرر الوسيلة"؟

كيف يبررون من خلال هذا السلوك الإعدامات وإطلاق النار صوب أعين أبناء الوطن، هل يبرر حفظ النظام واستمرار بقائهم في السلطة القيام بمثل هذا العنف؟

مثلما نعرف وسبق حدوثه في النظام. يؤدي بعض المرشحين للانتخابات أدواراً مكملة لبعضهم الآخر، أي إنهم سيعلنون الانسحاب من التنافس في الأيام الأخيرة لمصلحة المرشح الذي يختاره مرشد النظام.

في نظام الجمهورية الإسلامية يقر شخص واحد السياسة الداخلية والخارجية وهذا الشخص هو المرشد علي خامنئي وهو الشخصية رقم واحد في النظام.

خلافاً للدعاية التي يقوم بها التيار الإصلاحي الذي يتظاهر بأنه ضد التيار الأصولي ويدعي بأن مشاركته في الانتخابات يخدم تثبيت النظام فإنه في الواقع ليس هناك فرق لدى المرشد بين التيارين. وما يمكن قوله هو أن التجارب الماضية أثبتت أن التيار المحافظ يخدم رؤى المرشد أكثر من غيره.

التجربة وأداء إبراهيم رئيسي خلال الأعوام الثلاثة الماضية يثبتان أن خامنئي يرغب بوصول رئيس على شاكلة إبراهيم رئيسي إلى السلطة لمتابعة السياسات الحالية في الموضوع النووي وشؤون المنطقة وداخل البلاد.

كما أن التجربة أثبتت أن وجود المحافظين في السلطة يؤدي إلى تسهيل التفاوض بين إيران والغرب لكن المحافظين لديهم الجرأة أكثر من غيرهم في قمع الاحتجاجات.

هذه الانتخابات ليست بين مرشحين مختلفين، الفرق فيها أن أحدهم لديه قدرة وإرادة أكثر من غيره من أجل تحقيق أهداف النظام، هذه الانتخابات ليست من أجل قضايا جوهرية بين التيارين المختلفين، بل هي منافسة على قدراتهم في الشؤون الداخلية والدولية المتعلقة بالنظام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لذلك أقول إنهم سيعملون لوصول شخص مثل إبراهيم رئيسي لأن التجارب أثبتت لهم أنه في أشد الأزمات التي رافقت الاحتجاجات عام 2022 كانت حكومة رئيسي منهمكة بقمع الشعب وفي الوقت نفسه التفاوض مع الأميركيين بصورة مباشرة.

في ما يتعلق بالعلاقات بين بلدان المنطقة كان فريق رئيسي له أداء موفق. فخلال تلك الفترة شهدنا إعادة العلاقات مع السعودية وإنعاش العلاقة مع مصر والبحرين وكذلك تحسين العلاقة مع الإمارات.

القضية المهمة للنظام في الوقت الحاضر هي الحفاظ على "محور المقاومة" الذي استثمرت إيران فيه كثيراً ويواجه أخطاراً كبيرة بعد بدء الحرب بين "حماس" وإسرائيل.

تمر الميليشيات المنتمية للنظام منهم "حزب الله" اللبناني والحوثيين في اليمن و"الجهاد" و"حماس" في غزة بظروف حساسة ويعد الحفاظ عليها واستمرار السياسات الحالية لنظام الجمهورية الإسلامية تتطلب وجود رئيس من التيار الأصولي وكذلك تشكيل حكومة مناصرة لـ"محور المقاومة".

في ما يتعلق بالموضوع النووي وسياسة المواجهة مع إسرائيل يحتاج النظام إلى مواقف جريئة والتهديد بالسير على النهج العسكري في البرنامج النووي إذا ما استمرت إسرائيل بتهديداتها ضد إيران. لذلك يرغب مرشد النظام باستمرار سياسات حكومة إبراهيم رئيسي.

ويبدو أن الحملات الدعائية لمحمد باقر قاليباف وسعيد جليلي أكثر نشاطاً قياساً بباقي المرشحين المحافظين الثلاث، ويسعى هؤلاء المرشحون في التظاهر أمام مرشد النظام علي خامنئي. أي إن التنافس الأساس في الواقع بين قاليباف وجليلي وفوز أي منهما مرتبط بنسبة رضا خامنئي منهما لكي يتولوا المنصب الرئاسي في البلاد. لكن لننظر إلى مسعود بزشكيان فهو لا يعد مرشحاً للانتخابات الرئاسية، بل مرشح يمثل محمد جواد ظريف.

ما نشهده في الحملة الانتخابية لمسعود بزشكيان الحضور الطاغي لمحمد جواد ظريف حيث يعمل هذا الفريق ليس للانتخابات المقبلة لكن لترشيح محمد جواد ظريف في المستقبل.

لا يتمتع بزشكيان بأي معيار يتطابق مع رغبات الشعب من أجل الحصول على الحد الأدنى من الأصوات لكنه يعمل من أجل الترويج لمحمد جواد ظريف لدى الرأي العام في الداخل والخارج.

وربما كان جواد ظريف يتوقع دعوة من مرشد النظام من أجل خوض الانتخابات، وفي الوقت الحالي الذي لم يحظ بقبول المرشد فإنه يستغل الانتخابات الجارية من أجل الترويج لنفسه للانتخابات المقبلة.

كان طرح محمد جواد ظريف ممثلاً للتيار اليساري ضرورياً وشعار الحملة الانتخابية "من أجل إيران" أو وضع اليد من اللون الفيروزي الذي يعني لدى الإيرانيين التغيير الجوهري في الحكومة يعد خطة لتضليل الناخبين. فاللون الأزرق الفيروزي كان بمثابة جسر يربط منذ آلاف السنين منذ فترة حكم الإخمينيين جميع القوميات في إيران.

هذا اللون يرمز إلى ألوان الورد في قصر تخت جمشيد، ويذكرنا بلون الرخام من إرث السلالة الصفوية في أصفهان وكذلك السجاد الفاخر في كرمان. هذا اللون يعبر عن النصر بين الشعب ويهم إيران والإيرانيين.

الحديث عن هذا اللون يعد مثل قبعة كبيرة لا يليق بأي من أعضاء هذه الحكومة ارتداؤه. ملف هذه الانتخابات سيغلقه مرشد النظام الجمعة وسوف يجتاز البرودة السائدة وعدم الاهتمام بالانتخابات.

وما يهم النظام حالياً هو إنهاء ملف البرامج النووية ومسألة خليفة المرشد وكيفية التخطيط للمفاوضات مع الغرب بعد الانتخابات الأميركية وإدارة الاشتباكات في المنطقة. كما نعلم جميعاً لا توجد هناك خطط من أجل رفاه واطمئنان وتنمية تخدم الإيرانيين وأن النظام يراوغ كثيراً من خلال أدوات مختلفة من أجل الاستمرار في البقاء.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من آراء