Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حين تصبح "دولة للخلافة" في قلب ألمانيا

جماعة "مسلم إنتراكتيف" تنتشر بين شباب هامبورغ والاستخبارات الداخلية تراقبها

انتشار للشرطة الألمانية أمام أحد المساجد (مواقع التواصل)

ملخص

تنشط جماعة "مسلم إنتراكتيف" في مدينة هامبورغ الألمانية منذ الخمسينيات بوصفها حركة تتزعم أنها "إسلامية" وتهدف إلى إقامة دولة الخلافة.

في قلب هامبورغ، مدينة السياحة والجمال في ألمانيا، لم تجد جماعة "مسلم إنتراكتيف" حرجاً في رفع شعار "دولة خلافة هي الحل"، هذه الحركة التي تدعي أنها "إسلامية" وتنشط منذ خمسينيات القرن الماضي في مسعى منها إلى إقامة ما تسمى "دولة الخلافة" في قلب هذا البلد الأوروبي.

وعلى رغم مطالبات السياسيين بحظر مسيرات "مسلم إنتراكتيف" فإن أعضاء الحركة يواصلون نشاطهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستخدمين لغة عاطفية لاستقطاب الشباب من أصول مهاجرة، وتمكنت الحركة من جمع آلاف المتابعين عبر منصات مثل "تيك توك" و"إنستغرام"، إذ تنشر فيديوهات تستهدف الشباب وتستقطبهم إلى رؤيتها المثيرة للجدل.

وهامبورغ واحدة من أهم المدن على خريطة السياحة الألمانية، إذ يزيد عدد سكانها على 1.9 مليون نسمة، وطالب عدد من السياسيين في ألمانيا بمنع مسيرات الحركة وبالفعل خضعت للمراقبة من قبل مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) لمدة أربعة أعوام.

لغة عاطفية

يتحايل أعضاء حركة "مسلم إنتراكتيف" على المراقبة الأمنية في ألمانيا عبر ممارسة نشاطاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مستخدمين لغة عاطفية لاستقطاب الشباب من أصول مهاجرة، كما يجرون حوارات مصورة مع مشاهير اعتنقوا الإسلام، وتنتشر فيديوهات الحركة على منصة "تيك توك" ويشارك أتباع الحركة في نشرها ومن ثم يشاهدها الملايين.

منذ عام 2020، تحاول الحركة التواصل مع الشباب وبخاصة عبر الإنترنت وحققت مقاطع الفيديو الخاصة بالمجموعة أكثر من 1.5 مليون مشاهدة على "إنستغرام"، بحسب ما ذكرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية.

ومع ذلك فإن حركة "مسلم إنتراكتيف" هي الأكثر شعبية على الإنترنت، مقارنة بالحركات المشابهة، ويضم حساب "تيك توك" الخاص بها أكثر من 24 ألف متابع بينما يضم حسابها على "إنستغرام" أكثر من 5000 متابع ويظهر في الفيديوهات شباب رياضيون يرتدون ملابس على الموضة، ويدعي زعيمهم جو أدادي بواتينغ، الملقب بـ"رحيم" بعد اعتناقه الإسلام عام 2015، ويبلغ حالياً من العمر 25 سنة، وهو يدرس حالياً في جامعة هامبورغ ليصبح مدرساً.

"استقطاب صغار السن"

انتقدت المتخصصة في الشؤون الإسلامية كلوديا دانتشكي بشدة وزارة الداخلية الألمانية لعدم منعها أنشطة "إنتراكتيف مسلم" وحظر الحركة، معتبرة أن ذلك لغز بالنسبة إليها.

أضافت المتخصصة الألمانية، "أنشطة الحركة لا ترتبط بدولة فلسطين بل تتعلق بالخلافة الإسلامية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتترأس المتخصصة في متابعة أنشطة التطرف كلوديا دانتشكي في مركز المشورة ومكافحة التطرف منذ عام 2021 في العاصمة برلين، وتشير إلى أن الجماعات الإسلامية الحالية مثل "إنتراكتيف مسلم" تتبع ما تعرف بـ"حركة الخلافة" أو "حزب التحرير" وهي حركة محظورة في جميع أنحاء ألمانيا منذ عام 2004.

وقالت دانتشكي، "حسب المجموعة فهذه الخلافة يجب أن تنتشر تدرجاً في جميع أنحاء العالم، مضيفة أن "هذه الجمعيات هي تحالفات لأفراد متشددين أيديولوجياً يسعون إلى حشد أكبر عدد ممكن من الناس."

وفقاً للمتخصصة الألمانية، تبلغ أعمار نسبة كبيرة من الفتيات 13 أو 14 سنة، بينما تبلغ أعمار الأولاد نحو 14 أو 15 سنة، وهم الشريحة الأوسع المتابعة لصفحات الحركة على "تيك توك"، ويجري استقطابهم من خلال المنصة.

وتابعت، "إنهم يستخدمون ’تيك توك‘ على نطاق واسع ويصلون إلى مجموعات مستهدفة أصغر سناً، ونلاحظ أيضاً أن الناس يصبحون أقل خبرة عندما يتعلق الأمر بالتطرف".

ويشار إلى أن "حزب التحرير" حركة إسلامية عابرة للحدود الوطنية تأسست عام 1953 تهدف إلى إنشاء دولة خلافة عالمية، وهي تنشط في أكثر من 40 دولة وهي محظورة في عدد من البلدان بسبب رفضها لأنظمة الدولة الديمقراطية، وجرى حظر أنشطتها في ألمانيا منذ عام 2003، بسبب الدعوة إلى العنف لفرض مصالح سياسية، ومنذ ذلك الحين عملت الحركة بصورة سرية من خلال منظمات أهمها "إنتراكتيف مسلم".

استغلال الشباب

ومن جهتها، اعتبرت رئيسة مركز استشارات في التطرف بالنمسا فيرينا فابريس، "أن الشباب خلال مرحلة الانتقال إلى البلوغ يبحثون عن معنى في الحياة، ويريدون أن يتم الاعتراف بهم ورؤيتهم، وقد يستفيد المتشددون من هذا أيضاً باعتبارهم مؤثرين، فإنهم يبيعون أيديولوجيات ويتحدثون عن القضايا الاجتماعية والسياسية الحالية ويقدمون إجابات بسيطة عن أسئلة معقدة".

 

 

وخلال تظاهرة في الـ27 من أبريل (نيسان) الماضي، رفعت لافتات كتب عليها "الخلافة هي الحل"، وفتشت الشرطة سبع شقق في هامبورغ لأعضاء الحركة، وفي إحدى التظاهرات ألقى أعضاء الحركة الحجارة وقوارير زجاجية على عناصر الشرطة، مما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم.

ومع تتبع أنشطة الحركة في تظاهراتها يتضح التزام الأعضاء بقواعدهم، أي الرجال منفصلون عن النساء، ويرفعون شعارات مثل "ألمانيا... ديكتاتورية القيم".

وبحسب مكتب هامبورغ لحماية الدستور فإن المجموعة تحاول "استغلال المحادثات والخطابات ذات الصلة اجتماعياً من أجل إلغاء الحدود بين الالتزام الديمقراطي والتطرف".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات