Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما هو التعديل الدستوري الـ (25) الذي يهدد بقاء بايدن في السلطة؟

كامالا هاريس تواجه مطالب بتفعيله لإبعاد الرئيس من منصبه

الرئيس بايدن خلال المناظرة مع ترمب الخميس الماضي (أ ف ب)

ملخص

دعا رئيس مجلس النواب مايك جونسون حكومة بايدن إلى تفعيل التعديل الـ (25) الذي ينص على إبعاد الرئيس من منصبه في حال عجزه. واقترح الكونغرس هذا التعديل وصدقت عليه الولايات في أعقاب اغتيال الرئيس جون كينيدي، بغرض تحديد الإجراءات اللازمة لاستبدال الرئيس أو نائبه في حال الوفاة أو الإقالة أو الاستقالة أو العجز عن أداء مهماته.

عمّق أداء الرئيس الأميركي جو بايدن خلال المناظرة مع دونالد ترمب الشكوك حول قدراته، ليس فقط على هزيمة المرشح الجمهوري بل على أداء صلاحياته الرئاسية خلال الأشهر الباقية من ولايته، في ضوء التدهور الذي طاول قدراته الخطابية، إذ تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تقارن بين أداء الرئيس في مناظرات سابقة قبل أربعة أعوام مع أدائه الأخير، مشيرين إلى أن وضعه قد يكون تهديداً لأمن بلادهم.

ودفع أداء بايدن السيئ خلال المناظرة بالمادة الـ (25) من الدستور الأميركي إلى الواجهة، إذ دعا رئيس مجلس النواب مايك جونسون حكومة بايدن إلى تفعيل المادة التي تنص على إبعاد الرئيس من منصبه في حال عجزه، وقال إنه يأمل من الوزراء "بأن يقوموا بواجبهم، كما نسعى جميعاً إلى تأدية واجبنا لخدمة الشعب الأميركي في هذه اللحظات المصيرية"، مضيفاً، "سأجري هذه المناقشة مع زملائي لو كنت في مجلس الوزراء".

وجاءت تعليقات جونسون بينما يعتزم النائب الجمهوري من تكساس تشيب روي تقديم قرار يدعو نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى حشد كبار المسؤولين في مجلس الوزراء، بموجب التعديل الـ (25)، لأن الرئيس غير قادر على أداء واجبات وصلاحيات منصبه، وإخطار الكونغرس بأنها ستتولى مهمات الرئيس بالإنابة.

التعديل الـ (25)

ويحدد التعديل الـ (25)، والذي اقترحه الكونغرس وصدقت عليه الولايات في أعقاب اغتيال الرئيس جون كينيدي، الإجراءات اللازمة لاستبدال الرئيس أو نائبه في حال الوفاة أو الإقالة أو الاستقالة أو العجز عن أداء مهماته، واستخدم التعديل في أعقاب "فضيحة ووترغيت" خلال سبعينيات القرن الـ 20 عندما حلّ غيرالد فورد محل سبيرو أغنيو كنائب للرئيس بعد اتهامات بالرشوة، ثم عندما حل فورد محل ريتشارد نيكسون كرئيس.

وينص التعديل في فصله الأول على انتقال الحكم إلى نائب الرئيس في حال عزل الرئيس من منصبه أو وفاته أو استقالته، أما الفصل الثاني فيشير إلى أنه إذا "أصبح منصب نائب الرئيس شاغراً فيرشح الرئيس نائباً له يتولى المنصب بعد الموافقة عليه بالغالبية في الكونغرس".

وفي ضوء الشكوك حول قدرات بايدن الذهنية، يطالب بعض الجمهوريين اليوم بتفعيل التعديل الـ (25) الذي ينص على إبعاد الرئيس من منصبه إذا ثبت أنه غير قادر على أداء صلاحيات وواجبات منصبه، ويعطي التعديل الدستوري نائب الرئيس وغالبية الوزراء الحق في إعلان أن الرئيس غير قادر على أداء صلاحياته ومهماته الرئاسية عبر خطاب مكتوب لرئيس مجلس الشيوخ الموقت ورئيس مجلس النواب، على أن يتولى نائب الرئيس صلاحياته فوراً كرئيس موقت.

بايدن سيعتمد على أسرته

وبينما تتزايد الضغوط على بايدن، يقول الأكاديمي الأميركي بول سوليفان، إن بايدن سيتصدى لأية محاولة لإطاحته عبر هذا التعديل الدستوري، مشيراً إلى أن "الفصل الرابع من التعديل مثير لعواطف الأميركيين وقادتهم وتفعيله لن يكون سهلاً، فموقف الأشخاص الذين يملكون صلاحية تطبيقه مجهول، وقد يظن بعضهم أن تفعيله خيانة، وسيرى آخرون أن عدم تطبيقه سيعرض البلاد للخطر". 

ويرى سوليفان في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن التعديل الـ (25) قد يجبر بايدن على التنحي، مما قد يؤثر في صدقية إدارته، مشيراً إلى أن الرئيس سيتخذ هكذا قرار بعد استشارة أفراد أسرته المقربين، وسيكون الأمر عاطفياً ومرهقاً لسياسي عاش جزءاً كبيراً من حياته تحت الأضواء، وبصرف النظر عن طبيعة القرار الذي يتوصل إليه مع مستشاريه، فسيكون مؤثراً للغاية فيه وفي أسرته والبلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مطالب بالانسحاب من الانتخابات

وبعيداً من محاولات الإطاحة برئاسته الحالية، طالب كتّاب "نيويورك تايمز"، وفي مقدمهم توماس فريدمان، بايدن بعدم الترشح لولاية ثانية، ودعا قيادات الحزب الديمقراطي إلى تقديم مصالح أميركا وإعلان عملية عامة تسمح لمرشحين ديمقراطيين مختلفين بالمنافسة على بطاقة الحزب، عبر عقد لقاءات مفتوحة مع العامة ومناظرات واجتماعات مع المتبرعين. 

وتأتي هذه الدعوة الحساسة مع قرب انطلاق المؤتمر الوطني الديمقراطي في الـ 21 من أغسطس (آب) المقبل في شيكاغو، وعن مخرجات المؤتمر المقبل يقول سوليفان إن "هناك معركة داخل الحزب الديمقراطي مما يزيد ضعفهم"، مضيفاً أنه  "من الصعب معرفة ما سيحدث إذا انسحب، ويمكن أن يكون المؤتمر في شيكاغو مثيراً للجدل وفوضوياً، ويمكن التحكم فيه والتخطيط له مسبقاً من قبل قوى الحزب الديمقراطي، لكني أرجح أن يكون فوضوياً".

وعارضت هيئة التحرير في صحيفة "نيويورك تايمز" مساعي بايدن إلى الترشح لولاية ثانية بعد أدائه خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة مع ترمب، وقالت إن "أعظم ما يمكن أن يقدمه الرئيس الديمقراطي لبلاده هو الإعلان عن وقف سعيه إلى الفوز بولاية ثانية"، مشيرة إلى أن "الرئيس يخوض مقامرة متهورة" في ظل وجود مرشحين وبدلاء له، أكثر وضوحاً وإقناعاً وحيوية، ويمكنهم منع ترمب من الفوز.

وأضافت الهيئة أنه "لا يوجد سبب يدعو الحزب إلى المخاطرة باستقرار وأمن البلاد من خلال إجبار الناخبين على الاختيار بين أوجه القصور التي يعانيها السيد ترمب، وأوجه القصور التي يعانيها السيد بايدن"، إلا أنها أكدت دعمها لبايدن باعتباره "اختيارها الأكيد إذا اقتصرت المنافسة بينه وبين ترمب".

من جانبه قال الرئيس المشارك لحملة بايدن، سيدريك ريتشموند، لشبكة "سي أن أن" إنه "في آخر مرة خسر فيها جو بايدن تأييد هيئة التحرير في صحيفة نيويورك تايمز سارت الأمور إلى ما يرام بالنسبة إليه"، في إشارة إلى تأييد الصحيفة لكل من السيناتورة إيمي كلوبوشار وإليزابيث وارين كمرشحتين للحزب الديمقراطي خلال انتخابات 2020.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات