Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوابات حديدية تفصل فلسطينيي الضفة الغربية عن شبكة طرق ضخمة

استكملت السلطات الإسرائيلية إقامة مقطعين جديدين في شارع 60 الأول في شمال الخليل والثاني في جنوب نابلس

ملخص

مع أن محافظة الخليل يقيم فيها أكثر من 700 ألف فلسطيني، فإن السلطات الإسرائيلية أغلقت مداخلها كافة، باستثناء مدخل واحد يؤدي إلى طريق 60 الواصل بمناطق الضفة الغربية الأخرى، مما تسبب في أزمة مرورية حادة على هذا المدخل، قبل أن تفتح السلطات مداخل أخرى إلى الخليل بصورة كلية أو جزئية.

مع أن السلطات الإسرائيلية أقامت شبكة ضخمة من الطرق السريعة في الضفة الغربية، لكن تحويلها المدن والقرى الفلسطينية إلى "كانتونات معزولة" يجعل مرور الفلسطينيين عبر تلك الطرق مرهوناً بسماح هذه السلطات.

وتربط هذه الطرق بين المستوطنات الإسرائيلية المنتشرة في أنحاء الضفة الغربية من جهة، والمستوطنات والمدن الإسرائيلية، وتمتد على أراضي الفلسطينيين بمسافة تتجاوز 1000 كيلومتر على طول وعرض الضفة الغربية.

 

ويشق طريق 60 وسط الضفة الغربية ليصل بين بئر السبع جنوباً والناصرة شمالاً، فيما يربط شارع 90 بين إيلات جنوباً والمطلة شمالاً مروراً بالأغوار بالضفة. وتتفرع عن الطريقين السريعين شبكة طرق طولية وعرضية تمتد إلى مدن وقرى الضفة الغربية، وتصل المستوطنات ببعضها وبداخل إسرائيل، لكن هذه الطرق تخضع إلى السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، بحيث تبقى حركة الفلسطينيين عليها مقيدة ومرهونة بقرار من السلطات الإسرائيلية.

على امتداد طريقي 60 و90

وعلى امتداد طريقي 60 و90 تقع المدن والقرى الفلسطينية، لكن إسرائيل وضعت على مداخلها بوابات حديدية تفتحها، وتغلقها لاعتباراتها الخاصة، وتغلفها بالدواعي الأمنية. وحولت هذه البوابات والحواجز العسكرية الإسرائيلية المدن والبلدات والقرى الفلسطينية إلى "كانتونات معزولة عن بعضها بعضاً، وقد تغلق كلها بقرار إسرائيلي خلال دقائق"، وقسمت الحواجز الضفة الغربية إلى أكثر من 100 كانتون وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في ظل وجود 165 بوابة حديدية على مداخل المدن والقرى، و600 حاجز عسكري أو سواتر ترابية لفصل التجمعات الفلسطينية عن بعضها بعضاً، وحتى وإن سمح الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بعبور هذه الطرق، فإن المستوطنين يعملون أحياناً على منعهم من ذلك.

 

ويعيش أكثر من 700 ألف مستوطن إسرائيلي يقيمون في أكثر من 150 مستوطنة بالضفة الغربية، فيما يقيم أكثر من 3.25 مليون فلسطيني في مدنهم وقراهم. لكن اليمين الإسرائيلي الحاكم، بخاصة أحزاب "الصهيونية الدينية" تعمل على زيادة عدد المستوطنين، وجلب أكثر من مليون مستوطن إضافي للإقامة في قلب إسرائيل، ومن أجل ذلك، فإن الحكومة الإسرائيلية تعمل منذ سنوات على إقامة شبكة طرق ضخمة في الضفة الغربية، وربطها بنظام النقل العام في داخل إسرائيل.

واستكملت السلطات الإسرائيلية إقامة مقطعين جديدين في شارع 60، الأول في شمال الخليل، والثاني في جنوب نابلس. وابتعد المقطع الأول في شمال الخليل عن بلدات بيت أمر ومخيم العروب للاجئين الفلسطينيين، فيما ابتعد المقطع الثاني عن بلدة حوارة جنوب نابلس. ومع أن هذه الطرق جعلت تنقل المستوطنين الإسرائيليين أكثر سرعة وسهولة، لكن الأمر بالنسبة إلى الفلسطينيين أصبح أكثر صعوبة بسبب البوابات الحديدية، والحواجز الفاصلة بين هذه الطرق والمدن والقرى الفلسطينية.

وفرضت إسرائيل منذ تسعة أشهر إغلاقاً محكماً على التجمعات الفلسطينية باستخدام هذه البوابات والحواجز.

 

أكثر من 700 ألف فلسطيني

ومع أن محافظة الخليل يقيم فيها أكثر من 700 ألف فلسطيني، فإن السلطات الإسرائيلية أغلقت مداخلها كافة، باستثناء مدخل واحد يؤدي إلى طريق 60 الواصل بمناطق الضفة الغربية الأخرى، مما تسبب في أزمة مرورية حادة على هذا المدخل، قبل أن تفتح السلطات مداخل أخرى إلى الخليل بصورة كلية أو جزئية.

ويضطر الفلسطيني باسل عبدالحليم من مدينة الخليل إلى متابعة أحوال الطرق على وسائل التواصل الاجتماعي قبل خروجه من منزله قاصداً بلدات فلسطينية شرق مدينة القدس. ويحتاج باسل إلى ساعات طويلة للوصول إلى مقصده بسب الحواجز العسكرية على مداخل الخليل والقرى الأخرى، التي تتسبب في أزمات مرورية يومية حادة.

لكن المستوطن الإسرائيلي مردخاي عوزي المقيم في مستوطنة كريات أربع في مدينة الخليل يخرج من المدينة عبر مدخل خاص بالمستوطنة، ويصل إلى داخل مدينة القدس خلال 30 دقيقة.

وفي مدينة رام الله يضطر الفلسطيني عبدالله غيث إلى المرور من أحياء سكنية مكتظة للخروج من المدينة بسبب إغلاق الجيش الإسرائيلي حاجز "المحكمة" الواصل بشارع 60.

إلا أن المستوطن الإسرائيلي إفرايم منشيه يخرج من مستوطنة "بيت إيل" قرب رام الله إلى شارع 60 بسرعة ليصل عبره إلى داخل إسرائيل أو إلى القدس أو المستوطنات الإسرائيلية الأخرى.

وعلى رغم قلتها فإن السلطات تمنع الفلسطينيين من المرور ببعض الشوارع والطرق في الضفة الغربية بخاصة تلك القريبة من المستوطنات أو مدينة القدس، فيما يسمح للمستوطنين وحدهم بعبورها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"إحداث ثورة"

ومن أجل تطوير وتوسيع شبكة الطرق في الضفة الغربية خصص وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتيرتش نحو ملياري دولار أميركي للقيام بذلك خلال السنوات الخمس المقبلة. ويأتي ذلك بعد نحو سنة على تخصيص مليار دولار لتوسيع طريق 60 وطرق أخرى حول مدينة القدس، والمستوطنات الإسرائيلية في سلفيت ونابلس ورام الله والخليل.

وتعهد سموتيرتش بـ"إحداث ثورة" في شبكة الطرق والنقل في الضفة الغربية خلال السنوات المقبلة بهدف جلب نحو مليون مستوطن للعيش في مستوطناتها، وبحسب سموتيرتش فإن التنقل بين مستوطنات الأغوار في أقصى شرق الضفة الغربية وتل أبيب غرباً لن يستغرق بعد عملية التوسيع والتطوير في المستقبل أكثر من 30 دقيقة. وبذلك فإن المسافة بين نهر الأردن والبحر المتوسط سيتم عبورها في 30 دقيقة، وفق سموتيرتش.

التمييز العنصري

ومع أن حركة "السلام الآن" الإسرائيلية أشارت إلى أن شق إسرائيل الطرق في الضفة الغربية "لا يهدف في الأساس إلى ممارسة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين"، لكنها قالت إنه "يؤدي إليه كنتيجة ثانوية"، وقال الباحث في الحركة موريسيو لابتشيك إن الهدف الإسرائيلي من هذه الطرق هو "ربط المستوطنين بإسرائيل، وتمكين توسعهم الجغرافي"، وأوضح أن إسرائيل تعمل على "ربط المستوطنات بإسرائيل، وتجاوز القرى والمدن الفلسطينية لأسباب تتعلق بالنقل والأمن"، وشدد على أن "نظام طرق الإسرائيلي" يخدم المستوطنين بصورة أساسة وحصرية".

واعتبر الباحث في شؤون الخرائط خليل التفكجي أن إقامة إسرائيل الطرق في الضفة الغربية يستهدف "تفتيت الضفة الغربية وحشر التجمعات الفلسطينية".

شروط

ومع أن إسرائيل تقول إن هذه الطرق تخدم الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، إلا أن التفجكي نفي ذلك "فإسرائيل صممت الشوارع بحيث يمكن إغلاقها أمام الفلسطينيين في أي لحظة".

ورأت الباحثة في شؤون الاستيطان جولييت بنورة أن شروع السلطات الإسرائيلية بشق طرق جديدة في الضفة الغربية يأتي "تنفيذاً لمخططات سابقة، وبأن إسرائيل ترى الوقت الحالي هو الأنسب للقيام بذلك"، وأشارت إلى أن إسرائيل "تتجه إلى شق طرق مخصصة للفلسطينيين وحدهم بهدف إبعادهم عن الطرق الحالية وتخصيصها للمستوطنين فقط"، وتابعت أن إسرائيل "شرعت بشق هذه الطرق في شرق الخليل وبيت لحم والقدس".

قيود

واعتبر الباحث في مؤسسة "بيتسليم" الإسرائيلية كريم جبران أن إسرائيل "تمارس التمييز العنصري ضد الفلسطينيين على الطرق الرئيسة، كما تفعل في مناحي الحياة الأخرى كافة"، وأشار جبران إلى "وجود شوارع وطرق في الضفة الغربية مخصصة للإسرائيليين فقط مثل شارع 443 غرب رام الله والذي تفرض إسرائيل قيوداً مشددة لعبور الفلسطينيين من خلاله"، ووفق جبران فإن إسرائيل "نجحت في تقطيع أوصال الضفة الغربية إلى جزر معزولة عن بعضها بعضاً بلغ عددها نحو 160 بهدف عرقلة التواصل، وقطعه في أي لحظة، وإنهاء الوجود الفلسطيني في المنطقة ج".

المزيد من الشرق الأوسط