Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوء أداء المنتخب الإنجليزي ليس خطأ المدرب ساوثغيت

لعب منتخب الأسود الثلاثة بمستوى أقل من التوقعات في مباريات الدور الأول

أداء منتخب الأسود الثلاثة تحت قيادة غاريث ساوثغيت أقل بكثير من التوقعات

ملخص

الأداء الضعيف لإنجلترا في بطولة أوروبا يرجع إلى أن لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز يمنحون الأولوية للنادي على حساب منتخبهم، بالتالي المشكلة لا تكمن في غاريث ساوثغيت، بل في ثقافة اللاعبين الذين يتقاضون أجوراً مرتفعة، ويفتقرون إلى الحافز

إن رؤية مدرب المنتخب الإنجليزي وهو يتحاشى الإصابة بعبوات الماء الفارغة المرمية باتجاهه، فيما كان يهم بمغادرة الملعب في الليلة الماضية، كان مشهداً مزعجاً. لكن الحادثة لم تكن صادمة. إن المشجعين الإنجليز سافروا بالطائرات، والقطارات، بعضهم حتى قطع مئات الكيلومترات، وأنفقوا مبالغ تدمع لها العين نجحوا في توفيرها بصعوبة لشراء البطاقات لحضور مباراة كان مستوى الأداء فيها أقرب إلى مباراة ضمن دوري الهواة.

من الصعب علينا أن نقوم بتوجيه اللوم للمشجعين بسبب انزعاجهم الكبير حيال الأداء الضعيف جداً للمنتخب الوطني في مباراة انتهت بالتعادل السلبي ضد فريق [سلوفينيا] يمكننا اعتباره واحداً من الفرق المصنفة في المراتب الدنيا في هذه البطولة.

مرة جديدة، لعب منتخب الأسود الثلاثة في كولونيا بمستوى أقل من التوقعات للمباراة الثالثة على التوالي، على رغم تصدره مجموعته بشكل ما - وهي حقيقة يمكننا فقط أن ننظر إليها كانعكاس لمدى قوة الفرق الأخرى. أداء المنتخب الإنجليزي حتى الآن يمكن وصفه - كما يقول ابني البالغ من العمر 12 سنة – بـ"رديء للغاية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي المقابلة التي سجلت معه بعد المباراة، ظهر المدرب ساوثغيت متحدياً ما يتهم به، وساعياً إلى إبعاد المسؤولية عن اللاعبين في المنتخب "أنا أتفهم السردية التي توجه ضدي. وإن ذلك أفضل بالنسبة إلى الفريق، مما لو كان الغضب موجهاً إلى أفراده". وأضاف ساوثغيت، "لكن ذلك يخلق جواً غير اعتيادي، يصعب العمل في وسطه. فأنا لم أشاهد أي فريق آخر قد نجح في الارتقاء للمرحلة التالية من البطولة، ويتلقى معاملة مشابهة".

إن هناك سبباً واضحاً للغاية لتلك الانتقادات، لكنها من النوع الذي لن تروا حتى معلقاً واحداً أو حتى أياً من الخبراء يتجرأ حتى على النطق بها، لأنهم هم أيضاً جزء من المشكلة. إن مما يؤدي حقيقة إلى إحباط آمالنا لتحقيق مجد في البطولات الدولية الكروية، يمكننا أن نجده هنا في بلدنا: وذلك يعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الـ"بريميرليغ".

دعوني أشرح لكم ما أقصده.

هل يمكنكم أن تدلوني على أي من البطولات المحلية الأوروبية التي تشارك منتخباتها في كأس يورو 2024 والتي تقترب في الأقل من تحقيق ما يساوي 9.2 مليار جنيه استرليني (نحو 13 مليار دولار أميركي تقريباً) من إيرادات سنوية كتلك التي يحققها الدوري الممتاز الإنجليزي؟ ولا بطولة منها تقترب حتى قليلاً من ذلك الرقم.

إن القيمة الإجمالية لمجموع لاعبي الفريق الإنجليزي المكون من 26 فرداً، تبلغ في أسواق اليوم نحو 1.2 مليار جنيه استرليني (نحو 1.5 مليار دولار أميركي). وهي قيمة كل من الفريقين الألماني والبلجيكي مجتمعين.

إن قيمة اللاعب الإنجليزي جود بيلينغهام تعد الأعلى على الإطلاق مقارنة بأي لاعب مشارك في هذه البطولة، ولدى الفريق الإنجليزي أربعة لاعبين تبلغ قيمة كل منهم أكثر من 100 مليون جنيه استرليني (نحو 130 مليون دولار أميركي).

الفكرة أن المال والشهرة يأتيان تلقائياً عندما يصبح المرء من لاعبي النخبة ليس بالأمر الجديد - لكن نطاقهما هو كذلك. إن هؤلاء الرجال يحصلون على بعض أعلى الرواتب التي تدفع على وجه الأرض، كل من النادي الخاص به. فلا عجب إذاً في أنهم يقيمون اعتباراً أكبر لمكانتهم كلاعبين في الدوري الممتاز، أكبر بكثير من مسألة لعبهم من أجل وطنهم؟

أقدم لك بن وايت مثالاً على ذلك. قد يجادل البعض بأن وايت كان من الممكن أن يكون خياراً منطقياً في التشكيلة الدفاعية لساوثغيت في بطولة أوروبا. لكنه ليس هناك. لماذا؟ لقد رفض الفرصة قائلاً إنه لا يريد أن يؤخذ في الاعتبار في هذا الوقت.

وتقول الإشاعات إن اللاعب وايت يعاني مشكلات مع بعض أعضاء الفريق التدريبي للمنتخب الإنجليزي. ولكنني لا أصدق ذلك. وأقول له، تصرف كشخص راشد. إن بلدك في حاجة إليك.

ولكنه لم يفعل ذلك. لماذا؟ حسناً، أنا ببساطة لا أصدق أنه يهتم للعب مع منتخب بلاده. فهو من نتاج هذا الجيل من الأشقياء المدللين، واللاعبين الذين يتقاضون أجور الدوري الممتاز الخيالية، والذين لا يهمهم سوى أمر واحد: النادي الذي حقق لهم الشهرة، والثروة، ونمط حياة يتجاوز حتى غالب ما يمكننا أن نحلم به نحن الأشخاص العاديين.

المشكلة ليست المدرب غاريث ساوثغيت، وهو لا تنقصه القدرات الإدارية كمدرب. والأمر لا يتعلق أيضاً بما يجادل به كثر، عندما يتحدثون عن واقع أن ساوثغيت لا يشرك اللاعبين الصغار واللاعبين الأقل خبرة في الفريق من بداية المباراة. كما أن الأمر لا يتعلق بغياب الدعم من جماهير مشجعي المنتخب الإنجليزي.

المشكلة تكمن في أنه ومن خلال الدوري الممتاز، أطلقت كرة القدم الإنجليزية وحشاً دمر الشغف السابق لدى اللاعبين، في الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني الإنجليزي. والأمر ليس صدفة بأن فريق منتخب الرجال (وعلى عكس فريق منتخب النساء، الذي يحصل على رواتب صغيرة مقارنة بالذكور)، لم يربح أي بطولة منذ عام 1966.

والأسوأ من ذلك، يجب أن نبدأ في التعود على هذا المستوى من الشعور بالاستحقاق والكسل والفشل من لاعبي كرة القدم الذين يمثلون بلدنا على الساحة العالمية - لأنه في هذه المرحلة، سيكون من شبه المستحيل عكس هذا الاتجاه.

© The Independent

المزيد من رياضة