ملخص
تمثل دبرزيت أهم المدن السياحية في إثيوبيا نسبة لقربها من العاصمة مما يسهل حركة الوصول إليها من أجانب وزائرين، وتمتاز بالهدوء والمناخ الدافئ مقارنة بأديس أبابا، إضافة إلى جمال طبيعتها.
على رغم قربها من أديس أبابا فإن مدينة دبرزيت لها طبيعتها الخاصة والمميزة، والتي لا تشابهها أي من مدن إثيوبيا الأخرى.
تقع مدينة دبرزيت على بعد 43 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة أديس أبابا، وتتميز بطقس دافئ طوال العام وأمطار متقطعة، وهي تابعة في التخطيط الإداري لإقليم أوروميا أكبر أقاليم إثيوبيا.
وتعرف دبرزيت لدى السكان المحليين باسم بيشوفتو BISHOFTU، وهي مشهورة بجمالها الذي تعكسه البحيرات الموجودة داخل المدينة وعددها سبع بحيرات، ولا يعرف تاريخ لها، وهي موزعة في أوساط بعض التلال الخضراء التي تحيط المدينة.
وتحمل هذه البحيرات أسماء (بيشوفتو، وكروفتو، واليكلاكتا، وبابوقايا، وجودا، وهورا، وريزورت)، وهي ذات مياه عذبة يصل عمقها إلى 85 متراً، بينما يدعي أهالي المنطقة أنه لا حدود لعمقها، كما يشاع عن تلاقي مياهها جميعاً في غور الأرض على رغم المسافات الفاصلة بينها، ويأتي الوصف الأخير دلالة على تلاقي الزائرين والمحبين على شواطئها.
واستفادت الحكومة منها إلى جانب القطاع الخاص في إقامة مشاريع سياحية ضمت منتجعات متعددة وفنادق متكاملة الخدمات للأفراد والشركات والجهات الباحثة عن الهدوء لعقد اجتماعاتها وتنفيذ أعمالها إلى جانب ملاهٍ للأطفال والكبار.
ويشير الأهالي إلى تملك بعض الأثرياء إلى جانب زعامات من دول أفريقية لبعض الفلل السكنية والمنتجعات الخاصة حول بعض هذه البحيرات، كذلك يقال عن تملك وزراء العهد الإمبراطوري السابق لمساكن ومنتجعات حول بعضها صودرت على العهد الشيوعي.
كروفتو وبيشوفتو
وتمثل دبرزيت أهم المدن السياحية في إثيوبيا نسبة لقربها من العاصمة مما يسهل حركة الوصول إليها من أجانب وزائرين، وتمتاز بالهدوء والمناخ الدافئ مقارنة بأديس أبابا، إضافة إلى جمال طبيعتها.
وتعتبر منتجعات بيشوفتو وكروفتو ذات خصوصية في حجم الاستثمار الحكومي والخاص الذي أنفق عليهما، لتمثل أهمية سياحية للزوار كافة بمختلف اهتماماتهم، وتضم منتجعات على البحيرة وتجهيزات شاملة من مطاعم ومقاهٍ متنوعة وفنادق راقية، وغرف استجمام وقاعات اجتماعات وتجهيزات متعددة للزوار والسياح تجمع بين الحداثة والتقليدية.
ويلاحظ أن بعض البحيرات غنية بالأسماك الصغيرة ومتوسطة الأحجام، تصطادها شباك الصيادين من على الشواطئ لتنعكس هذه الأسماك الطازجة على الوجبات المقدمة في المطاعم، كما يتراءى على شواطئها طيور البط البري والوز، وتتسابق طيور "أبو مركوب" ما بين الماء والشواطئ برقابها ومناقيرها الطويلة التي تساعدها في اصطياد الأسماك.
بحيرة الشيطان
أما بحيرة هورا فهي مياه زرقاء ساكنة تحمل العديد من القصص والأساطير يقول أبوو فكادوا (65 سنة)، وهو من سكان دبرزيت، "للبحيرة تاريخ من غرائب ظلت تحكى عن الإمبراطور السابق هيلاسيلاسي والاحتفالات الغريبة التي كان يقيمها إلى وقت قريب على شاطئ البحيرة انطلاقاً من كنيسة هورا إرضاء للشيطان".
ويوضح الرجل المسن أن "قساوسة الإمبراطور وكهنته المقربين كانوا يوحون إليه بذبح الخراف والأبقار وبعض الأغنام ذات اللون الأسود في مناسبات بعينها وإلقائها في مياه البحيرة تجنباً لمصائب قد تحل، أو تقرباً لتلك الجهة الغيبية، وإلى جانب الذبائح تسكب زجاجات الخمور غالية الأثمان إرضاء لتلك الجهة التي يرجعها الأهالي إلى الشيطان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم أن تلك الممارسات انتهت بنهاية عهد الإمبراطور فإن بحيرة هورا وكنيستها القائمة على الشاطئ لا تزالان تمثلان موقعاً لاحتفالات قومية الأرومو في احتفالية "أريتشا" التي تقيمها القومية سنوياً احتفاء بنهاية موسم الأمطار، وتصادف في أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، وتمارس على شواطئها طقوس دينية وفق معتقداتهم.
القاري والبجاج
وتمثل دبرزيت بداية الطريق لمدينة نزريت (الميناء البري) لإثيوبيا الذي يربط أديس أبابا بميناء جيبوتي الواقع على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، والذي يمثل مفترق الممرات البحرية الاستراتيحية الأكثر نشاطاً.
والطرق الرابطة بين مدينة أديس أبابا ونزريت (85 كيلومتراً) من أهم الطرق التجارية بين العاصمة والميناء البري (نزريت)، وهما طريقان، القديم يربط أديس أبابا بكل من دبرزيت ونزريت عبوراً بمناطق كاليتي وأكاكي ودكم على مشارف العاصمة، وتعرف هذه المناطق بوجود عدد من المصانع والمخازن ومقار للشركات الوطنية والأجنبية.
والطريق الثاني هو أحدث الطرق السريعة مباشرة بين أديس أبابا والميناء البري (نزريت) مروراً بمدينة دبرزيت، ويمثل أهم الطرق النشطة حالياً بحكم تقريبه المسافة ما بين أديس أبابا ومدينة نزريت الاستراتيجية.
والطريقان قبلة الشاحنات وسيارات النقل في الحركة التجارية النشطة، إذ تمثل دبرزيت موقعاً وسطاً للاستجمام لما توفره من خدمات.
تضم مدينة دبرزيت الكثير من المناطق منها أحياء بهروا ودبوقايا وبيش وكروفتو، وكذلك وريزورت واليكلاكتا ومنهاريا، إضافة إلى أن وسط المدينة ذو طابع تقليدي في مبانيه المتشابهة العلو، ذات طراز ما بين القديم والحديث، ويمثل الأوروميون غالبية السكان.
ويلاحظ ضمن حركة المدينة إلى جانب الحافلات الصغيرة وسيارات التاكسي، انتشار الركشات والعربات التقليدية التي يجرها الحصان ويسميها الإثيوبيون "القاري" وهي شبيهة بـ "الحنطور".
والركشة الهندية ذات العجلات الثلاث ويطلق الإثيوبيون على الواحدة منها اسم "بجاج"، هي الوسيلة الأهم من المواصلات الشعبية، بحكم ما تمثله من دور كبير في نقل الأهالي والسائحين إلى الأماكن المختلفة داخل المدينة، ولما توفره من حركة سهلة في الشوارع والأزقة الضيقة.
ويتميز السكان المحليون بسمات فطرية في ضيافة الزوار الذين يتوافدون على المدينة خلال العطل والأعياد، ويجدون ترحاباً وخدمات تتفاوت في درجاتها وفق ما يقصدونه من أماكن، وتعد مناسبات الأعياد التقليدية والعطل الرسمية مواسم للنشاط الزائد للمدينة وأهلها في الحركة والكسب المادي.
مدينة الزهور
وتتميز مدينة دبرزيت بالتربة الخصبة، بسبب ما يوفره مناخها من بيئة صالحة لتنوع زراعي يخصها هي وحدها مقارنة بالمدن الأخرى، لذلك تضم مركز البحوث الزراعية التابع للدولة والذي يمثل أهمية حيوية في تطوير البذور وتحسينها، إلى جانب ما يلعبه في مكافحة الآفات الزراعية وتطوير الزراعة بالتنسيق مع جامعة أديس أبابا.
وهذه الخصوصية في البيئة الخصبة جعلت المدينة مقصداً للعلماء والدارسين لكافة الاختصاصات الزراعية، إذ يلاحظ على انعكاس ميزة المناخ في التعدد اللافت لأنواع الزهور ونباتات الزينة، التي تنتشر في الطرقات والبيوت، وتنعكس تجارياً على محلات بيع الزهور ونباتات الزينة المنتشرة في المدينة كتجارة تنشط بها في مد المدن الأخرى وبخاصة العاصمة بما تحتاجة من تلك النباتات والزهور.