يستعد السعوديون مدفوعين بزخم الفعاليات الترفيهية التي تشهدها البلاد لإعادة إطلاق التأشيرة السياحية بشكل جديد وفق أنظمة أكثر مرونة تتوافق مع الأهداف الاقتصادية والربحية التي طالت القطاع، بهدف جعله أكثر عصريةً وتوافقاً مع النموذج السياحي والترفيهي الجديد الذي تقدمه السعودية.
ماهي التأشيرة السياحية
وفقاً لما أعلنته السعودية فسيتمكن مواطنو دول الاتحاد الأوربي الـ25، ومواطنو القارتين الأميركيتين واليابان والصين وسنغافورا وماليزيا وبروناي واستراليا وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا، من اصدار التأشيرة السياحية عبر بوابة رقمية ترعاها وزارة الخارجية أو من خلال مكاتب الجوازات بشكل فوري في مدة أقصاها 30 دقيقة من خلال منافذ الدخول الرئيسية في المطارات والموانئ أو منافذ الدخول البرية، في حين سيتعين على مواطني الدول الأخرى غير المشمولين بالتأشيرة السياحية الحديثة طلب الحصول عليها بالطريقة التقليدية المتبعة سابقاً عن طريق سفارات وقنصليات المملكة في دولهم.
وتمتد فترة سريان التأشيرة إلى 90 يوم يضطر حاملها عند المغادرة لدفع غرامة قدرها 100 ريال (26 دولار أميركي) على كل يوم إضافي يقضيه حاملها في السعودية بعد انقضاء مدة صلاحيتها.
أخف قيوداً
ولا يتطلب إصدار التأشيرة السياحية وجود مرافق للمرأة كما كان عليه الأمر في السابق، كما لا يتطلب من دول المجموعة (أ) المذكورة أعلاه وجود تذكرة عودة أو وثائق تثبت وجود سكن، ولا يشترط على النساء البالغات سن الرشد امتلاك مرافق كما كان الأمر في السابق، إذ تتجاوز الشروط سوى بلوغ المتقدم سن 18 عاماً أو امتلاكه لولي أمر لمن هم دون هذا السن، ودفع رسوم التأشيرة 440 ريال(117 دولار أميركي) تشمل قيمة التأمين الطبي في فترة الإقامة في السعودية.
البنى التحتية
كما بدأت السعودية الاستعداد لهذه الخطوة التاريخية من خلال الالتفات إلى البنية التحتية وإنشاء مدن سياحية ترفيهية جديدة، بداية بوضع حجر الأساس لمدينة "نيوم" التي ستكون مقصدا للسياح الراغبين بالاستمتاع بالمناظر الطبيعية على ضفاف البحر الأحمر، وتجربة الغوص وسط الشعاب المرجانية الفريدة التي يتمتع بها.
وأعلن تأسيس مدينة "القدية" التي يتوقع أن تكون وجهة سياحية ترفيهية عالمية، بالإضافة إلى "أمالا" التي ستكون منتجعا سياحيا مميزا يرتكز على النقاهة والصحة والرياضة، وتقديم خيارات متنوعة لامتلاكها طبيعة خلابة هادئة إلى جانب تقديم الفعاليات الفنية العالمية التي ستجعلها نقطة جذب سياحية في الشرق الأوسط.
السعودية "صندوق غامض"
ويعتقد المستشار السياحي مشعل الهويمل بأن قرار التأشيرة السياحية كان منتظراً منذ فترة فالسعودية صندوق مغلق وغامض بالنسبة للرحالة والمستكشفين "من خلال مقابلتي للعديد منهم في الخارج فإنهم يتمنون زيارة السعودية، ومنهم من يمتلك تصورا معيّنا يريد تأكيده أو نفيه" لذلك فإنه يوم تاريخي بالنسبة للسياح الأجانب حيث تفتح فيه السعودية أبوابها للعالم.
ويؤمن الهويمل بنجاح التجربة اقتصادياً مراهناً على التنوع الموجود فيها، مشيرا إلى أنه في أغسطس (آب) الماضي ارتفعت الرحلات الوافدة إلى 2.6 مليون رحلة ما انعكس على معدل الانفاق السياحي الذي ارتفع إلى 33 مليار ريال سعودي (8.8 مليار دولار).
وبحسب إحصائيات 2015 فإنها تشير إلى أن السياح السعوديين صرفوا ما يعادل 96 مليار ريال (27 مليار دولار) والرقم قابل للزيادة مع اطلاق التأشيرة السياحية.
ويؤكد المستشار السياحي بأن الانعكاسات الإيجابية للتأشيرة السياحية سيطال القطاع الفندقي والمطاعم والأسواق والطيران، وبالتالي ستخلق عوامل ربحية أعلى تدفع إلى رفع نسبة الاستثمار في تلك القطاعات المرتبطة بالسياحة بشكل رئيسي.
وينتظر أن يبدأ العمل بالتأشيرة السياحية السعودية ابتداءً من اليوم السبت 28 سبتمبر (ايلول) الجاري.