تفاصيل جديدة في أزمة وفاة اللاعب المصري أحمد رفعت

سادت حال من الحزن الشارع الكروي المصري خلال الـساعات الـ24 الماضية بعد وفاة نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق أحمد رفعت إثر تدهور وضعه الصحي بعد فترة من تعرضه لأزمة قلبية أثناء مشاركته في مباراة فريقه الأخير مودرن سبورت أمام نظيره الاتحاد السكندري ضمن منافسات الدوري المصري الممتاز.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة المصرية برئاسة أشرف صبحي عن فتح تحقيق في ملابسات وفاة رفعت والأسباب التي قد تكون أثرت نفسياً في اللاعب وأدت إلى الأزمة الصحية التي عاناها خلال الأسابيع الماضية، من ثم إلى تدهور وضعه ووفاته خلال الساعات الماضية.

وقالت الوزارة في بيانها إنه تم إصدار قرار بتكليف اللجنة القانونية العليا بالوزارة بمباشرة التحقيق في ملابسات الوفاة وفحص جميع الأوراق الخاصة بسفر الراحل أحمد رفعت، لمعرفة تفاصيل ما أثير أخيراً عبر وسائل الإعلام في شأن وجود شبهة مخالفات إدارية وقانونية شابت سفره خارج البلاد، إلى جانب قرار بتشكيل لجنة من المتخصصين بالوزارة للقيام بأعمال الفحص والمراجعة لجميع المستندات في نادي مودرن سبورت والاتحاد المصري لكرة القدم واللجنة الأولمبية المصرية في هذا الشأن.

بداية الأزمة

كان أحمد رفعت سقط على أرض استاد الإسكندرية في الـ11 من مارس (آذار) الماضي مغشياً عليه بسبب أزمة قلبية حادة تعرض لها، نقل على أثرها إلى أقرب مستشفى حيث قدمت له الإسعافات الضرورية، نظراً إلى عدم توافر جهاز الصدمات الكهربائية داخل الملعب وقتها.

وخضع رفعت للصدمات الكهربائية داخل المستشفى بعد الواقعة لمدة تراوح ما بين 60 و90 دقيقة للتأكد من انتظام ضربات القلب كي يستعيد اللاعب وعيه مرة أخرى، ثم وضع على أجهزة التنفس الاصطناعي من أجل الحفاظ على معدلات جسده الحيوية وتأهيله عن طريق الأطباء لاسترداد وعيه كاملاً.

وخرج رفعت في لقاء تلفزيوني أخيراً وأطلق تصريحات قوية حول تسبب بعض الأشخاص في تدهور حاله النفسية خلال الأشهر التي سبقت الواقعة وأن الطبيب المعالج له أكد أن هذه الضغوط هي السبب الرئيس للوضع الصحي الذي وصل إليه أخيراً.

وقال رفعت في تصريحاته "عندما استفقت بصورة كاملة، بحثت عن سبب ما تعرضت له، ورويت كل ما حدث في الأشهر التي سبقت الحادثة، فأخبرني الطبيب النفسي وطبيب القلب أن حدثاً معيناً هو ما تسبب في ذلك، وأنه ضغط نفسي شديد تعرضت له أدى إلى هذه الأزمة الصحية".

وأضاف أنه تعرض لـ"ضغوط نفسية كبيرة من شخص أو اثنين مسؤولين عن الكرة وفي الدولة، ولكن لن أكشف عن تفاصيل ذلك حالياً وسأتحدث في الوقت المناسب ليعرف الجميع التفاصيل، والطبيب أخبرني عندما علم بهذه الأحداث أنه السبب الأول في ما حدث لي".

تفاصيل جديدة

وكان رفعت خلال تصريحاته التلفزيونية في اللقاء الأخير له قبل وفاته أكد أن هناك بعض الأشخاص الذين يعرفون جيداً ما تعرض له من ضغوط نفسية أدت إلى أزمته الصحية، ومن بين هؤلاء الذين يعلمون التفاصيل كان وكيله نادر شوقي والمدير التنفيذي لنادي مودرن سبورت هيثم عرابي.

وقال نادر شوقي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" عقب دفن اللاعب، "حقه جاي جاي"، مشيراً إلى التفاصيل التي أشار إليها اللاعب في حديثه التلفزيوني الأخير قبل وفاته.

وبدأت التفاصيل تتضح بداية من تصريحات شقيقه محمد رفعت عندما قال "اسألوا أحمد دياب (رئيس رابطة الأندية المصرية ورئيس نادي مودرن سبورت السابق) ماذا حدث لأحمد رفعت وأدى إلى وفاته".

وبدأ شوقي بسرد التفاصيل عندما أكد أن هناك وعوداً تلقاها اللاعب بحل أزمته عندما تلقى عرضاً للاحتراف في نادي الوحدة الإماراتي، بخاصة مشكلته مع التجنيد في القوات المسلحة المصرية، وقال "كان هناك سفر لأحمد رفعت إلى ليبيريا لخوض مباراة في بطولة الكونفيدرالية الأفريقية ومن بعدها سيسافر إلى الإمارات بحسب وعود الإدارة المتمثلة في أحمد دياب".

وأضاف شوقي "كنت على تواصل مع رفعت، وكان لديه قلق بسبب عدم حصوله على تصريح يسمح له بالسفر إلى الإمارات من أجل إتمام تعاقده مع نادي الوحدة، ولكنه تلقى اتصالاً عندما كان في ترانزيت العودة مع فريقه مودرن سبورت من المباراة الأفريقية، وقال له توجه إلى الإمارات لإتمام الاتفاق، مع تأكيدات بتمديد فترة تصريح التجنيد".

وقال رئيس رابطة الأندية المصرية أحمد دياب في تصريحات تلفزيونية رداً على نادر شوقي "هناك قرار وزاري يخرج للاعبين عندما يسافر مع فريقه وبالفعل تحصلت على قرارين بالنسبة إلى رفعت، الأول للسفر إلى ليبيريا والآخر إلى الإمارات بمفرده وبالفعل تسلمت هذا بيدي، وأحمد خرج بصورة قانونية من مصر ولكن الخطوة التالية ليست مسؤولية النادي أو أي مؤسسة رياضية".

وفي هذا الصدد علق المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة محمد الشاذلي رداً على مسؤوليتهم عن سفر اللاعب، قائلاً "القرار الوزاري الذي تصدره وزارة الشباب والرياضة لسفر اللاعبين هو وسيلة فقط للحصول على إذن سفر من منطقة التجنيد للسفر خارج البلاد، وفي حال عدم الموافقة عليه لن يمر من المطار، خروج رفعت من مصر كان بصورة قانونية ولكن التصريح كان لا بد من أن يكون بمدة أطول، وإدارة النادي هي المسؤولة عن تصريح سفر اللاعب ونوعيته ومدته".

وهنا يأتي تفسير هذا الأمر، عندما قال نادر شوقي "أحمد رفعت تلقى تأكيدات من أحمد دياب بأنه تم حل الأمر، وأعطاه الضوء الأخضر بالتوجه إلى الإمارات بعد الحصول على المستندات اللازمة التي تثبت صحة موقفه".

وعاد رفعت إلى مصر بعد فسخ عقد إعارته للوحدة الإماراتي وانضم إلى مودرن سبورت مجدداً، ولكن لم يكن موقفه القانوني واضحاً.

وعرض أحمد دياب خلال حديثه خطاباً رسمياً من النادي موجهاً إلى الوزارة من أجل الحصول على تصريح جديد للراحل رفعت بتمديد الفترة لثلاثة أشهر.

وقال محامي اللاعب محمد رشوان حول هذا الأمر "ما تسبب في الأزمة أن التصريح الذي حاول نادي مودرن سبورت الحصول عليه لم تتم الموافقة عليه وكانت مدته ثلاثة أشهر، وتم تحرير محضر بهروب اللاعب من التجنيد، ولكن بعد عودته لمصر سلّم رفعت نفسه إلى الجهات المسؤولة لتأكيد حسن نيته وحل المسألة وخفض العقوبة".

تفاصيل الوفاة

وكان رفعت توفي في الساعات الأولى من صباح أمس السبت، إذ أعلن نادي مودرن سبورت وفاة اللاعب بعد تدهور حاله خلال وجوده في منزله، ونقله إلى المستشفى ولكن بعد الإنعاش القلبي الذي استمر لمدة ساعة و45 دقيقة، لم يستجِب النبض مرة أخرى فأكد الأطباء وفاته.