ملخص
تتوشح الكسوة الأصلية من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء بطريقة الجاكارد مكتوب عليها لفظ الجلالة وبعض الأذكار والأدعية، وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس).
تتخذ الحكومة السعودية الأول من شهر محرم من كل عام هجري موعداً لتغير كسوة الكعبة، وشهدت مراسم العام الحالي مشاركة نسائية للمرة الأولى، إذ جرى تركيب الكسوة الجديدة التي يبلغ وزنها 1350 كيلوغراماً وارتفاعها 14 متراً مكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب.
وفق الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين، شارك في حياكتها 159 صانعاً استخدموا 29 آلة لإنتاجها واستغرق إنجازها 1589 ساعة إنتاجية لتزف صبيحة مطلع العام الهجري عبر شاحنتين من المجمع إلى الحرم المكي لتصير للكعبة كسوة جديدة، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن أين تذهب الحلة القديمة التي أضفت على قبلة المسلمين من أقطار العالم بريقها على مدار العام؟.
هدايا قيمة
قال مسؤولو مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة، في تصريحات سابقة إلى وسائل إعلام محلية، إن الكسوة القديمة تتم تجزئتها إلى 56 جزءاً وتصرف كهدايا لرؤساء الدول والسفراء المعينين لدى المملكة.
من هذا المنطلق استغل بعضهم عملية تغيير حلة الكعبة كل عام وصرفها كهدايا، وقلدوا نماذج منها وصنعوا قطعاً مزيفة للكسوة لتباع في السوق السوداء على أنها أصلية بعد عرضها مرفقة بشهادات مزورة.
السوق السوداء
بالتزامن مع موعد تغيير أغلى ثوب في العالم الذي تقدر كلفته بنحو 25 مليون ريال (6.7 مليون دولار) صباح اليوم الأحد، تقصت "اندبندنت عربية" في دهاليز السوق السوداء عبر بعض المواقع الإلكترونية أو منصات بيع السلع المستخدمة التي تدعي بيع قطع أصلية من كسوة "البيت العتيق" تعود لأعوام خلت.
رصدنا متجراً إلكترونياً يعرض قطعاً من الكسوة بقصد البيع يدعي أنها أصلية اكتست بها جدران الكعبة المشرفة وموثقة بشهادات بسعر 4500 ريال (1200 دولار)، ويعرض كذلك قطعاً أخرى بمقاسات مختلفة بعضها مطرز بخيوط ذهبية تراوح أسعارها ما بين 3500 ريال (ألف دولار) و30 ألف ريال (ثمانية آلاف دولار).
وعرض متجر إلكتروني آخر، مجهول المصدر، قطعاً مختلفة من كسوة الكعبة إحداها كانت قطعة لصمدية الكسوة التي تحوي منقوشاً لسورة الإخلاص بمقاس 110 في 110 سنتيمترات بسعر 24 ألف ريال (6398 دولاراً) وزعم أنها من الكسوة الأصلية ومطلية بالذهب.
وفي إحدى المنصات التي تعرض سلعاً متنوعة للبيع عرض تجار السوق السوداء قطعة من الكسوة بمقاس ثمانية سنتيمترات في ثمانية سنتيمترات بسعر 4500 ريال (1200 دولار) يزعم أنها كانت معلقة بالكعبة في السابق ومصنوعة من الحرير الأسود داخل إطار خشبي، مرفقة بشهادة توثيق صادرة عن متحف خاص يدعي أنه جهة معتمدة وموثوقة.
وبعد الرجوع إلى الشهادة التي كانت تحمل عبارة أن "المتحف يشهد بأصالة القطعة وتحت مسؤوليته الخاصة"، أقر لنا صاحب المتحف الخاص بعد الاطلاع على الشهادة بأنها أصلية وصادرة عنه.
فيما أكد بائع آخر في السوق السوداء، رفض ذكر اسمه، أن "غالبية القطع المتداولة في السوق السوداء ما هي إلا نماذج مزيفة مصنوعة من قماش تقليدي أسود، ومطرزة بمعادن حديد ونحاس مطلية شبيهة بالكسوة، وتحمل شهادات مزورة وأن القطع الأصلية من الكسوة لم توجد في السوق منذ خمسة أعوام".
"اندبندنت عربية" تواصلت مع الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين للإجابة عن الاستفسارات المتعلقة بكسوة الكعبة، وأين تذهب الحلة القديمة وعن حقيقة تداول بعض القطع في السوق السوداء، ولم يصل الرد حتى وقت كتابة هذا التقرير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حلة الكعبة
تتوشح الكسوة من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء بطريقة الجاكارد كتب عليها لفظ "يا الله يا الله" و"لا إله إلا الله محمد رسول الله" و"سبحان الله وبحمده" و"سبحان الله العظيم" و "يا ديان يا منان" وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
ووفق "واس"، تستهلك الكسوة نحو 1000 كيلوغرام من الحرير الخام المصبوغ باللون الأسود، و120 كيلوغراماً من أسلاك الذهب، و100 كيلوغرام من أسلاك الفضة، فيما يبلغ عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، إضافة إلى سبع قطع تحت الحزام.
وتحوي الكسوة أربع صمديات مخطوطة لسورة الإخلاص، فضلاً عن 17 قنديلاً وهي مخطوطات لأدعية وأذكار موزعة على جهات الكعبة الأربع، إلى جانب خمس حليات تزين ميزاب الكعبة والحجر الأسود والركن اليماني وسلسلة مطرزة فوق الركن اليماني، إلى جانب الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة.
وبعد إعادة تذهيب الكعبة المشرفة يتم تركيب حلقات تثبت كسوة الكعبة المشرفة على رخام الشاذروان ويبلغ عددها 60 حلقة مذهبة بهدف تثبيت الكسوة بصورة متسقة أمام العوامل الجوية المختلفة.
