Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الإنترنت تحارب استيلاء روبوتات الذكاء الاصطناعي عليها

النظم الذكية في حاجة إلى التدرب على النصوص مما دفع صناعها إلى جمع الكلمات من الشبكة العنكبوتية

التصدي لسرقة الذكاء الاصطناعي محتوى بشري تحفظه حقوق الملكية الفكرية على قدم وساق (غيتي)

ملخص

يقتضي تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي تدريبها بصورة مستمرة على كل محتوى متجدد من كل نوع. وتعد الإنترنت المصدر الرئيس لذلك المحتوى الذي ينتجه البشر كلهم في كل لحظة، لكنهم تحت تهديد استيلاء الذكاء الاصطناعي عليه. وهناك حرب على تلك الجبهة.

اتخذت شركات عدة إجراءات كبرى لوقف النهاشين من محاولة الاستيلاء على نصوصها.

إنها الجبهة الأخيرة في معركة من الواضح أنها آخذة في التصاعد بين مواقع الإنترنت التي تتيح للناس قراءة النصوص، وشركات الذكاء الاصطناعي التي ترغب في استخدام تلك النصوص كي تستعملها في صنع أدوات ذكية جديدة.

وترافق صعود تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مع ظهور عدد من الشركات التي تسعى إلى تدريب أنظمة جديدة ومتقدمة في تلك التقنية. وفي المقابل، تتطلب "النماذج اللغوية الكبيرة" [الواسعة النطاق] Large Language Models على غرار "شات جي بي تي"، إمدادها بكميات هائلة من النصوص كي تتدرب عليها مع ملاحظة أن تلك النماذج تشكل الأساس الذي تستند إليه أنظمة الذكاء الاصطناعي.

ودفعت تلك الوضعية ببعض الشركات إلى نهش [اجتياف] النصوص من شبكة الـ"ويب" كي تتغذى بها أنظمة الذكاء الاصطناعي وتتدرب عليها. وأدى ذلك إلى حالة إحباط لدى أصحاب المواقع الشبكية التي يعتمد عملها على النصوص. وتحاجج تلك المواقع بأن شركات الذكاء الاصطناعي لا تملك ترخيصاً يسمح لها باستعمال البيانات الموجودة على تلك المواقع، وكذلك فإنها تسبب تباطؤ أداء الإنترنت.

ومثلاً، دأب إيلون ماسك على الإشارة إلى أن منصة "إكس" (تويتر سابقاً) عرضة لإقبال كبير من أنظمة نهش النصوص.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وليست "إكس" سوى واحدة من مواقع عدة عمدت إلى إدخال قوانين متشددة تعرف بـ"تقييد المعدل" [تقييد الحركة على الشبكة] في محاولة للجم روبوتات الذكاء الاصطناعي من الدخول المتكرر وتحميل الموقع إلى الآلات الذكية. وثمة من يرى أن ماسك يستعمل ذلك للتمويه على ما تعانيه منصة "إكس" من اضطرابات واضحة.

وفي الأسبوع الماضي أدخل موقع "ردإت" Reddit [الشهير بإتاحته محتويات نصية للمطالعة] مجموعة من التغييرات بهدف محاولة منع روبوتات الذكاء الاصطناعي من نهش محتوياته. وبين "ردإت" أنه قد يطبق "تقييد المعدل" إضافة إلى منع الروبوتات المجهولة وتوجيهها إلى البقاء بعيداً من ذلك الموقع.

[في التكنولوجيا، يستخدم مصطلح روبوت للإشارة إلى آلات مادية مؤتمتة على غرار تلك التي تعمل في تجميع أجزاء السيارة وقطعها في المصانع، أو الروبوتات الشبيهة بالبشر أو الحيوانات. ولكن، تستعمل الكلمة نفسها وخصوصاً للإشارة إلى برامج كمبيوتر تنفذ توجيهات محددة للحصول على معلومات معينة، ثم اتخاذ خطوات مبرمجة بموجب ما تحصل عليه من معلومات. وتتحرك تلك البرامج في فضاء الإنترنت كي تحصد معلومات عن الحركة على الألياف الضوئية للشبكة، والتأكد من شرعية البرامج وملاحظة وقوع اختراقات وهجمات تعطيلية وما إلى ذلك].

وكذلك لاحظ "ردإت" أن تلك القوانين تملك إمكانية كامنة في تقييد أنظمة مؤتمتة أخرى مهمة في الحفاظ على شفافية الإنترنت، على غرار تلك التي يستعملها موقع "إرشيف الإنترنت" الذي يخزن صفحات الـ"ويب" بهدف استعمالها لاحقاً. وتوخياً لحل تلك الإشكالية شدد "ردإت" على أن الأدوات المؤتمتة من النوع الذي يعتد به في نظر الباحثين، سيتاح لها الاستمرار في الدخول إلى موقع المطالعة الشهير.

وحينما أدخل ذلك الموقع قوانينه الجديدة أعلن أن "كل من لديه وصول إلى محتوى "ردإت" يجب أن يلتزم بسياساتنا، بما في ذلك تلك التي وضعت لحماية جمهور الموقع. إننا انتقائيون في شأن من نعمل معه ونثق به في ظل الوصول الواسع المتاح لمحتوى موقعنا".

وفي سياق مواز لجأت مواقع أخرى إلى الإجراءات القانونية. ورفعت صحيفة "نيويورك تايمز" دعوى قضائية ضد "أوبن إيه آي" [الصانعة الشهيرة لروبوت الدردشة "شات جي بي تي"] و"مايكروسوفت" في شأن أنظمتهما في الذكاء الاصطناعي. وذهبت الصحيفة إلى أن الشركتين اخترقتا حقوق النشر التي تملكها عبر استعمال مقالاتها في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وفي هذه الآونة تعمد شركة "كلاود فير" إلى إدخال مروحة واسعة من الأدوات المماثلة [لتقييد الدخول إلى المحتوى لديها]. وقد أبلغت جمهور زبائنها أن ذلك يشكل طريقة للإعلان عن "الاستقلال عن الذكاء الاصطناعي". وبحسب تلك الشركة، سيحصل كل جمهور زبائن "كلاود فير" على "زر سهل الاستعمال" بهدف "صد كل روبوتات الذكاء الاصطناعي".

وفي السنة الماضية أدخلت "كلاود فير" تغييراً هدفه صد روبوتات الذكاء الاصطناعي، و"قد أبلى [ذلك الزر] بلاء حسناً". وعلى رغم حقيقة أن النظام صمم بهدف توجيه روبوتات الذكاء الاصطناعي إلى اتباع القواعد السارية في الموقع فإن جمهور زبائن "كلاود فير" عقد العزم "بصورة تشبه الإجماع" على صد تلك الروبوتات [وليس الاكتفاء بتوجيهها إلى التصرف الصحيح]، بحسب ما لاحظت الشركة.

والآن وضعت "كلاود فير" قيد الاستعمال الفعلي ميزة ستعمل بشراسة على صد كل الروبوتات المعروفة. وستسعى إلى تقصي آثار أقدام الروبوتات الناهشة للمحتوى، ثم تمنعها إلى الأبد من زيارة المواقع بحسب ما أوردته تلك الشركة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم