يراهن حزب "أزرق أبيض"، برئاسة بيني غانتس، على عامل الوقت وفسح المجال أمام نتنياهو للفشل في "محاولة تشكيل حكومة ضيقة"، نظراً إلى معارضة أفيغدور ليبرمان اليميني العلماني أي حكومة مع المتدينين المتزمتين، هذا ما يراه المراقبون بإسرائيل في ظل نتائج الانتخابات، وتمترس كل كتلة في مواقعها.
لائحة اتهام
ويعوّل قادة حزب "أزرق أبيض" على جلسة استماع إلى نتنياهو لدى المستشار القانوني خلال هذه الفترة، ومن ثمَّ وخلال الوقت الممنوح له لتشكيل حكومة أن تقدّم بحقه "لائحة اتهام"، وعندها يمكن زيادة الضغط عليه للاستقالة حتى لو اقتضى الأمر تقديم التماس إلى المحكمة العليا، لـ"إرغامه على الاستقالة"، أسوةً بمن سبقه من رؤساء حكومة ووزراء وأعضاء كنيست.
ووقتها قد يقوم حزب "أزرق أبيض" بقبول التكليف، وتشكيل حكومة واسعة مع القيادة الجديدة بالليكود التي بدأت تتبلور ملامحها في شخصيَّة يسرائيل كاتس وغدعون ساعر وآخرين ليشكّلوا قيادة بديلة لنتنياهو.
أمَّا ليبرمان فسيدعم بيني غانتس في كل الأحوال، ولن يسمح بالذهاب إلى "انتخابات ثالثة"، حسبما يقول المقربون منه.
القائمة المشتركة برئاسة أيمن عودة اشتركت في "لعبة بيني غانتس"، ودعّمته بـ10 أصوات من أصل 13، ليبقى نتنياهو صاحب أكبر عدد من الأعضاء 55 مقابل 54 لغانتس، إذ امتنع ليبرمان عن تأييد أي منهما، وبذلك بلع نتنياهو الطُّعم.
نتنياهو يتجه إلى النهاية
يقول عضو كنيست بارز من حزب "أزرق أبيض"، في حديث خاص، "نتنياهو يتجّه إلى نهايَّة عهده، وعليه الاستقالة فور إعلان نتائج الانتخابات"، مضيفاً "خشيته من المحاكمة، وربما السجن، تجعله يتعلق بحبال الريح"، على حد قوله.
وعلمت "اندبندنت عربيَّة"، من مصادر حقوقيَّة، أن جلسة الاستماع إلى نتنياهو ستكون "في موعدها"، ولا بد من تقديم ثلاث لوائح الاتهام بحقه، رغم محاولته "الالتفاف على القانون ومطالبته بجلسة علنيَّة ببث حي"، وهو يعرف أن القانون الجنائي يمنع الشهود من سماع شهادة المتهم أو أي من الشهود الآخرين خلال المحكمة.
عرقلة تشكيل الحكومة
مصدر كبير في حزب الليكود قال، في تصريحات خاصة، إن حزب "أزرق أبيض" يتجه إلى "عرقلة تشكيل الحكومة برفضه التناوب على رئاستها"، شريطة أن يكون "نتنياهو الأول"، وأنهم (أي زعماء حزب أزرق أبيض) يجرون البلاد إلى "انتخابات جديدة"، لأن ليبرمان "لن يدعم حكومة مع العرب"، على حد تعبيره.
تفاوض عربي
من جهة أخرى تُجرى مشاورات حثيثة بين حزب "أزرق أبيض" وليبرمان من أجل "تشكيل حكومة يدعمها العرب من الخارج في البدايَّة"، وبعدها عند استقالة نتنياهو تُشكّل "حكومة واسعة مع قيادة الليكود الجديدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتفيد المعلومات أن هناك نيَّة لدى ليبرمان لدعم هذا التوجه "مدة عام واحد"، إلى حين تشكيل "حكومة الوحدة الموسعة".
أمَّا العرب فبدؤوا التفاوض مع حزب "أزرق أبيض" على أمور تهم المواطن العربي بإسرائيل، وأهمها "إلغاء قانون العنصريَّة، وقوانين تتعلق بالأراضي والمصادرات، إلى جانب موازنات للقرى والمدن العربيَّة، ودمج العرب أكثر بالمؤسسات الرسميَّة، وأماكن صناعة القرار"، ولا يستبعد النائب أحمد طيبي تعيين وزير عربي بالحكومة المقبلة وربما أكثر.