نجاة ترمب قد تمنح الضوء الأخضر لاختراق الخصوصية الرقمية

أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي نجاح المتخصصين الفنيين في اختراق هاتف توماس ماثيو كروكس المتهم في محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي للرئاسة المقبلة دونالد ترمب.

إثر ذلك ذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي أول من أمس الإثنين تمكنه من الوصول إلى جهاز المتهم، مما أتاح لهم القدرة على الوصول إلى بعض المعلومات والتفاصيل.

وأكد في بيان نجاح المتخصصين الفنيين في الوصول إلى هاتف توماس ماثيو كروكس، مشيراً إلى أنهم يواصلون تحليل أجهزته الإلكترونية.

وفيما لم يكشف مكتب التحقيقات الفيدرالي عن كيفية الدخول إلى الهاتف ذكر أن العملاء في ولاية بنسلفانيا ‏‏حصلوا على هاتف كروكس،‏ لكنهم لم يتمكنوا من فتحه، فتم إرسال الهاتف إلى مختبر مكتب التحقيقات الفيدرالي في كوانتيكو بولاية فرجينيا.‏

كيف اخترق الجهاز؟

إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالية عن نجاحها في اختراق جهاز كروكس غير مستغرب، إذ إن هناك عدة جهات تقدم مثل هذه الخدمات ومعظمها شركات تعمل في المجال السيبراني، وتوفر أجهزة تمكن من يدفع مقابل الخدمة في استغلال ثغرات بعض الجهات من فتح الهواتف بأنواعها على نحو غير رسمي ومن دون الحاجة إلى الرقم السري الخاص بالمستخدم.

مسألة الوصول إلى أجهزة وحسابات المتهمين والمدانين مسألة شائكة طالما أثارت نقاشات واسعة، وبخاصة مع ازدياد قضايا الإرهاب والقتل العشوائي التي تشهدها أميركا بين الحين والآخر. 

خلال عام 2015، شهدت ولاية كاليفورنيا هجوماً في سان برناردينو أسفر عن مقتل 14 شخصاً وإصابة 24 آخرين. ونتيجة لهذا الهجوم استدعى الكونغرس الأميركي الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك وطالبه بتقديم حلول تمكن جهات إنفاذ القانون من الوصول إلى أجهزة المدانين وحساباتهم. نظراً إلى أن القيود الأمنية على هذه الأجهزة تعوق قدرة جهات إنفاذ القانون في عدد من الدول على الوصول إليها، مما يمثل عائقاً أمنياً أمامهم في أداء مهامهم.

وعلق الرئيس التنفيذي للشركة في جلسة الاستماع حينها بأنه لا يمكن نهائياً الدخول على حسابات المستخدمين وفتح أجهزتهم بسبب التشفير العائلي الموجود في أجهزة أبل خصوصاً، وأنه تم بناء الجهاز والنظام لحماية بيانات المستخدمين من الاختراقات، ولا يمكن توفير أبواب خلفية نهائياً لجهات إنفاذ القانون تمكنهم من الدخول إلى جهاز أي شخص.

وأكد كوك ضمن جلسات الاستماع أن "أبل" لن تنشئ أدوات تمكن الحكومة من اختراق هواتفها، مشدداً على أن الخصوصية حق للمستخدم. وأضاف أن الحل الوحيد إذا كانت هناك حاجة للوصول إلى بيانات هو التوجه مباشرة إلى المستخدم للحصول على إذنه، وليس من خلال الشركة.

التأثير التقني للانتخابات

من المتوقع أن تؤثر الانتخابات الأميركية المقبلة في الشركات التقنية، إذ قد تتعرض إلى ضغوط لتعديل سياساتها وقوانينها، وبخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي.

ومن المرتقب أن يشمل هذا وضع قوانين صارمة للحد من التزييف العميق والمحتوى المزيف، ومنح المحاكم سلطة لإجبار الشركات على تقديم المعلومات أو فتح أجهزة المستخدمين، مما يعكس التغيرات في التعامل مع قضايا الأمن والخصوصية على رغم وجود بعض الطرق غير الرسمية التي تستخدم حالياً من قبل الشركات الأمنية، بالتعاون مع الجهات الحكومية.